في ظل السباق الفضائي والإعلامي بالعصر الراهن، وازدياد عدد الفضائيات الموجهة وغير الموجهة، وفي إطار السعي لنشر الوعي بالمجتمع العربي، ونقله من حالة التلقي العشوائي إلى حالة التلقي المنظم والهادف، قدم السيد بهاء الدين مهنا

محاضرة في مركز كفرسوسة الثقافي تحدث فيها عن دراسة بحثية قام بها لموضوع (العنف والسلوك العدواني عند الأطفال) بإشراف الدكتور كمال بديع الحاج، وتشمل الدراسة عينة من جيل المستقبل (الأطفال) وهم الشريحة الأكثر والأكبر عرضة للتأثير والتغير.

وعن هذا الموضوع تحدث السيد بهاء الدين مهنا لموقع (eSyria) بقوله: حللنا برامج القنوات الأكبر والأكثر مشاهدة على مستوى عالمنا العربي فوجدت أن أغلبها من البرامج الغربية المستوردة التي لا تتناسب مع واقعنا وعاداتنا في عالمنا العربي، وهناك ضعف بموضوع البرامج العربية المقدمة من حيث الإنتاج والتوجيه فهي لا تعطي أهمية لجانب العنف الموجود في البرامج المقدمة على الشاشات العربية، فمثلاً أحد البرامج الذي خضع لتحليل المضمون يثبت بث 118 مشهد عنف خلال 60 دقيقة أي بمعدل مشهدان كل دقيقة، ونسبة استخدام الأسلحة في كل حلقة من البرنامج حوالي 80%، ويكسب البرنامج 8عادات سيئة للأطفال، ويضيف من خلال عدة لقاءات أجريتها مع المجتمع ثبت لي وبالدليل القاطع معاناة الأسر من عنف أطفالهم على إخوتهم وحتى على أنفسهم أيضاً.

د. كمال الحاج والسيد بهاء الدين مهنا

وبالنسبة لحل هذه المشكلة أضاف: أنا قدمت مقترحات لوزارة الإعلام من أجل تنظيم البث الفضائي ومتابعة ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سبق القمة العربية الأخيرة في دمشق والذي نص على تنظيم البث الفضائي وعمليات الإنتاج الإعلامي من خلال توجيه كل من الوزارات المتخصصة بهذا المجال في العالم العربي للوصول إلى انجاز أعمال جديدة تواكب تطور المجتمع وتحافظ على عاداته وتقاليده النبيلة.

أما الشاب طارق الخولي ( أحد الحضور) اعتبر ابتعاد الأطفال عن قراءة الكتاب من أهم المشكلات في عالمنا العربي، وبهذا الإطار أشار إلى أنه يمكن الاعتماد على الإعلام وخصوصاً التلفاز في توجيه الطفل والارتقاء بثقافته من خلال قوة التأثير الكبيرة للتلفاز على الأطفال وعلى كافة الشرائح العمرية للمجتمع، وأضاف: ليس من الخطأ الاستفادة من الدراسات والتجارب الغربية على موضوع توجيه الطفل بما يتناسب مع مجتمعاتنا العربية وتقاليدها، وبالنسبة للبرامج الغربية التي لا تتناسب مع مجتمعاتنا فيمكن التصدي لها من خلال القيام بإنشاء شركات إنتاجية قوية لبرامج الأطفال على مستوى العالم العربي كله.

ضمن النقاش في المحاضرة عبر السيد وائل الحسن( من الحضور) عن استغرابه من تصرفات أهالي الأطفال وقال: يقوم الأهالي بتوجيه أبنائهم إلى الطريق الصحيح في كل شيء ولا يراقبون أنفسهم عندما يتصرفون تصرفات شديدة السلبية أمام أطفالهم وكأن الطفل لا يتأثر بأهله ولا يعيش معهم، وأضاف السيد موفق الحسن فكرة جديدة لم يتطرق إليها أحد بالمحاضرة ألا وهي الانترنت وكيفية استخدام الأطفال له من دون مراقبة أسرهم لهم فقال: يذهب الأطفال إلى مقاهي الانترنت ويدخلون إلى مواقع إباحية بطريقة الصدفة أو غيرها مما يبعدهم عن دراستهم ويكسبهم أشكالاً جديدة من الثقافة الجنسية والاجتماعية غير الصحيحة وهذا يتحمله الأهالي في عدم تثقيفهم لأبنائهم على كافة المستويات وخصوصاً الموضوع الجنسي.

وعقب السيد بهاء الدين مهنا على ذلك باعتبار إشكالية الانترنت من المواضيع الخطيرة والمهددة لثقافة أبنائنا والتي يمكن التصدي لها من خلال مراقبة الأهالي للمواقع التي يدخل إليها أبناؤهم وعليهم شراء بطاقات الانترنت السورية المتوافرة في السوق لهم والتي تحجب هذه المواقع.

المركز الثقافي كفرسوسة

وفي النهاية ختم السيد بهاء الدين مهنا محاضرته بقوله: أتمنى أن أكون قد قدمت فكرة براقة للعمل على تحسين الواقع الحياتي لأطفالنا رجال وبناة المستقبل، والأمل الذي يجب أن نعده لكي يصبح حقيقة واضحة ومميزة ولا يبقى حلماً صعب المنال، وأقل ما يجب علينا فعله في هذه المرحلة الحساسة من الحياة في هذا العالم الذي يتسابق فيه الجميع على النيل من أوطاننا، على أن نبني مستقبلنا بقوة الحاضر وعادات الآباء والأجداد بفكر منير يتطلع نحو الوصول إلى حياة هانئة هادئة ووادعة.