على مدار ست سنوات، يستمر فريق "عمّرها" بمبادراته الخيرية والتدريبية لتحقيق رسالته الإنسانية المجتمعية الهادفة إلى نشر ثقافة العمل التطوعي والمساهمة في الجهود المجتمعية للتخفيف من الفقر.

تأسس الفريق عام 2015 بفعالية موجّهة للأطفال بعنوان "بدنا نعيّد بيكفي حرب"، ليتطور العمل وصولاً إلى صيغته الحالية.

نحن اليوم بحاجة إلى أشخاص يعملون على أرض الواقع لمساعدة المتضررين من الحرب الذين ازداد عددهم خلال السنوات الأخيرة، وأعتقد أن ثقافة التطوع مهمة جداً لتطوير المجتمع والنهوض به على مختلف الأصعدة، والمتطوعون يقدمون صورة عن الشباب القادر الذي يعطي دون مقابل

المنسق العام للفريق محمد الجدوع يستعرض في حديثه "لمدوّنة وطن" الظروف التي رافقت تأسيس الفريق ومهام المتطوعين والفعاليات المنفذة ويقول:<<إن الظروف الصعبة هي التي دفعتني مع أصدقائي ومنهم "محمد فطايري" لإنشاء الفريق الذي يتراوح عدد أفراده بين 180 و250 متطوعاً تبعاً للفعاليات المنظمة، وهم يتوزعون على عدة أقسام هي موارد بشرية، دعم لوجيستي، إعلام، تخطيط، علاقات عامة وغيرها».

توزيع السلل

فعاليات رمضانية

تكريم النساء من فعالية "خبز وورد"

بدايةً يتحدث منسق الفريق عن الفعاليات المتواصلة خلال شهر رمضان المبارك ومنها حملة "شهر الخير" لتوزيع سلل غذائية على الفقراء الذين فقدوا المعيل أو من ليس لديهم مردود شهري والمهجرين والأيتام وغيرهم، حيث يتم التوزيع على أسماء تم الحصول عليها من قبل مخاتير الأحياء، ووزعنا العام الماضي حوالي أربعة آلاف وخمسمئة سلة، أما المبادرة الثانية فهي حملة "إفطار صائم" والتي يجري خلالها تقديم وجبات للصائمين عن طريق متبرعين وأهل الخير، أما المبادرة الثالثة فهي "مي وتمر" يوجد من خلالها المتطوعون في الساحات العامة لتقديم مياه وتمر للناس المتأخرين عن موعد الإفطار».

بيت التدريب

ولجهة الجانب التدريبي يقول "الجدوع": «من خلال مبادرة "بيت الدراسة" ضمن مكتب "عمّرها" في منطقة "الحلبوني" نتقاضى أجراً رمزياً -حوالي 250 ليرة للساعة- بحيث يمكن للطالب الدراسة في جو مريح وهادىء، وعبر مبادرة "كفالة طالب علم" نقدم دورات تدريبية مجانية لمساعدة الطلاب، لافتاً إلى أنّه بالنسبة لفئة النساء، تمّ إطلاق فعالية "لك" بمناسبة مناهضة العنف ضد المرأة وتتضمن تدريب النساء على عدة مجالات منها: (الإسعاف الأولي، المكياج، الصوف وغير ذلك) لتمكين المرأة ومساعدتها في إيجاد فرص عمل وتكريم الناجحات بحفل خاص».

مبادرة "مي وتمر"

وكانت مدوّنة وطن قد نشرت العام الماضي عن مبادرة "الصيدلية المركزية المجتمعية" التي أطلقها الفريق بالتزامن مع جائحة كورونا وإغلاق عدد من الصيدليات وحدوث أزمة في تأمين الدواء وهي صفحة متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي تشكل صلة وصل بين المحتاجين للدواء والمتبرعين به ولا تزال مستمرة إلى اليوم.

ويبيّن الجدوع أنّ أغلب الإداريين قاموا بعدة دورات تدريبية في مجالات الإدارة (التخطيط، القيادة والتواصل) ليكون العمل بطريقة احترافية ويحقق الهدف المرجو منه، لافتاً إلى أن الفريق حصل على تكريم من عدة جهات خلال السنوات الست الماضية منها: محافظة "دمشق" التي تكرم الفريق كل عام تقريباً، وكذلك وزارة "الشؤون الاجتماعية والعمل" لتنظيم الفريق مهرجاناً للعمل مع شركات ضمن الجامعة، ومن وزارتي "البيئة" و"الكهرباء" عام 2016 عن فعالية "بارني" لتوفير الطاقة وكان الهدف منها توصيل رسالة لطلاب المدارس حول العمل على توفير الطاقة حيث قمنا بزيارة خمسين مدرسة واستمرت الفعالية مدة ثلاثة أشهر، إضافةً إلى تكريم من قبل جامعة "دمشق" و"الاتحاد الوطني لطلبة سورية" عام 2016 لتدريب الشباب بشكل مجاني حيث يقوم الفريق بدورات تتعلق بالتنمية والتطوير مثل: إدارة الضغط، البرامج اللغوية، ودورات اختصاصية مثل فوتوشوب، وإدارة المشاريع وغير ذلك.

تطوعي بامتياز

وحول رسالة الفريق وتعاونه مع جهات أخرى يقول الجدوع: «رسالتنا أن يصل الفريق لكل بيت، لكل منطقة، ونشر ثقافة العمل التطوعي والمجتمعي، والحصول على الأمن الغذائي وتأمين سبل عيش للأشخاص ومحاربة الفقر من خلال التدريب، والاعتماد على مبادىء تقوم على الحياد، عدم التمييز، التطوع والعمل الإنساني، وفريقنا تطوعي بالكامل لا نتقاضى أجراً على العمل، فضلاً عن أن الفئات المستهدفة من نشاطات الجمعية متنوعة منها الشباب، الأطفال، النساء وكبار السن ويتعاون الفريق مع عدة مبادرات منها مؤسسة "شباب"، "شباب دمشق التطوعي"، ومؤسسة "جفرا"، ملتقى "الوئام"، وغيرها، ومن الجمعيات "ساعد"، جمعية "حقوق الطفل"، "جودي" وجمعية "رعاية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي" وغيرها».

تنسيق وتنظيم

بدورها تقول "رنيم رميح" منسق المكتب الإعلامي للفريق والتي تقوم بالترويج لحملاته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مع وسائل الإعلام: «نحن اليوم بحاجة إلى أشخاص يعملون على أرض الواقع لمساعدة المتضررين من الحرب الذين ازداد عددهم خلال السنوات الأخيرة، وأعتقد أن ثقافة التطوع مهمة جداً لتطوير المجتمع والنهوض به على مختلف الأصعدة، والمتطوعون يقدمون صورة عن الشباب القادر الذي يعطي دون مقابل».

وتقول "منى عمقي" التي تم تكريمها من قبل الفريق في فعالية "خبز وورد": «كنت من المكرمات عن دوري الرائد في دعم العمل المجتمعي والإنساني، أعرف الفريق منذ تأسيسه وأتابع نشاطاته وفعالياته المميزة، يتميز عمله بالتنظيم وحالياً يجهز لتقديم وجبات سحور لعشرة آلاف شخص في ليلة القدر، إضافةً إلى توزيع وجبات الإفطار للصائمين في عدة مناطق».

ويرى "أسعد عللوه" منسق قسم "الدعم للوجستي" الذي تلقى دورة إعداد متطوع ودورة اختصاصية أن عمله تنفيذي وإشرافي على أرض الواقع، فهو يشارك في التنفيذ وتوزيع المهام، وفي العديد من الحملات ومنها حملة "ألف سلة"، "شهر الخير"، "مي وتمر"، "حاكيني سلام" و"اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة"، يوم "الطفل العالمي" و"اليوم العالمي للتوعية لخطر سرطان الثدي"، حملة "سلام ودفا"، و"شوية حب"».

تبقى الإشارة إلى أنّ الفريق ينفذ حملات أخرى منها "سلام ودفا" لتأمين ثياب شتوية للمحتاجين، "فاصل تنموي" وهي دورات تدريبية ضمن جامعة "دمشق"، "كرمالك" للتوعية بسرطان الثدي مع توزيع (بروشورات) توعوية، وتمّ اللقاء بتاريخ 4 أيار 2021.