"كنا قريبين منكم وسنبقى كذلك دوماً "بهذه الكلمات بدأ فريق "كنا وسنبقى" التطوعي مشواره منذ عام 2012 لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية للعائلات المتضررة من الحرب عبر حملات مختلفة المجالات، جسدها مجموعة من الشباب السوري والفلسطيني الذين اجتمعوا في "دمشق" لتأسيس أول فريق إغاثي مشترك يعنى بالشأن الإنساني والإغاثي بالدرجة الأولى.

جاءت فكرة تكوين الفريق من بداية الأحداث في "سورية" ونزوح أهالي "مخيم اليرموك "، وكان أول أعمال الفريق -حسب مديره "سائد عبد الغني"- تقديم المساعدة للأهالي النازحين وتأمين مراكز إقامة مؤقتة لهم، وكان الفريق حينها مكوناً من 15 متطوعاً، وخلال فترة قصيرة أصبحنا حوالي 2500 متطوع، ولكن حالياً من يمارس العمل التطوعي بالفريق حوالي 800 متطوع، وأكد أن الفريق بدأ العمل بنظام المبادرات منذ عام 2014، وقبل ذلك كان في مراكز الإيواء لتقديم المساعدات للأسر المتضررة والمهجرة من منازلها، وأخذت هذه المبادرات أكثر من طابع؛ منها إنساني وتنموي وإغاثي حسب حاجات ومتطلبات المجتمع وأطلق الفريق حملة "عيرني دفاك" الإنسانية عام 2014 بهدف نشر الدفء بين المحتاجين وتم خلالها تأمين كل ما له علاقة بالكساء الشتوي لأفراد العائلات المحتاجة من معاطف وكنزات وألبسة من مختلف المقاسات إضافة للحرامات والأغطية والمدافئ الجديدة والمستعملة وذلك لإتاحة المجال لكل من يرغب بالمساهمة بتقديم ما يستطيعه أو ما يتوفر لديه كفائض عن حاجته ويمكن أن تستفيد منه عائلات أخرى، ومبادرة "كسرة خبز" حيث قام الفريق بتقديم المساعدة لعدد من الأسر في "ريف دمشق" بتوزيع جميع الحاجيات والمتطلبات الحياتية ضمن طرود غذائية، أو تجهيز الوجبات في مطبخ الفريق خلال شهر رمضان الكريم بهدف التخفيف من الأعباء الاقتصادية على المواطنين في ظل الظروف الصعبة، وهذه المبادرة استمرت لعدة سنوات متتالية، كما قام الفريق بحملة بعنوان "حقيبتي" بهدف توزيع القرطاسية المدرسية والحقائب لعدد من الأسر السورية وتقديمها في عدد من المدارس السورية، إضافة إلى مبادرات تنموية كمبادرة "بدي أعرف مستقبلي " ومبادرة "بالجامعة ناطرينك" من خلال ورشات عمل مجانية تهدف إلى تعريف طلاب البكالوريا بالفروع الجامعية وتفاصيل الحياة الجامعية والمشكلات التي من الممكن أن تواجههم عند دخول الجامعة، كذلك التعريف بآلية تسجيل الرغبات في المفاضلة، إضافة إلى تقديم دورات تدريبية للمتقدمين على امتحان القبول لكلية الفنون، وكلية الهندسة المعمارية، وكل ذلك بشكل مجاني.

وأوضح "عبد الغني" لمدوّنة وطن "eSyria" بأن الفريق قام بمبادرة لمواجهة جائحة فيروس "كورونا" حملت عنوان "معاً للسلامة" حيث قام بتركيب علب معقمات وإشارات توجيهية في عدة كليات في جامعة "دمشق" كالطب البشري والأسنان والصيدلة والآداب والهندسة المدنية بهدف توعية الشباب لترك مسافة أمان بين الأشخاص وتطبيق إجراءات التصدي للجائحة، وزار الفريق حوالي 27 منطقة في "ريف دمشق" بهدف تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية.

"سائد عبد الغني"مؤسس فريق "كنا وسنبقى" التطوعي

بدوره "زكريا صادق" مسؤول العلاقات العامة بالفريق أكد بأن الدافع الأساسي لعمله التطوعي هو شعوره بالمسؤولية المجتمعية تجاه أبناء المجتمع، وكان دوره تنسيق الفعاليات والتشبيك مع الشركات ومسح الاحتياجات والأماكن التي يتم توزيع الحاجيات فيها على الناس من قبل الفريق، حيث يتم التنسيق مع الفريق لوضع خطة العمل ونشر الأفكار من خلال (السوشال ميديا) بعد الحصول على الموافقات والتراخيص وجمع المساعدات العينية والتنسيق مع المحافظة وجمعيات وفرق تطوعية.

وفي حديث مع "لبنى السيمجي" إحدى المتطوعات بفريق "كنا وسنبقى" التطوعي أشارت إلى أن عمل الفريق يقوم على العمل الجماعي الذي يحمل في طياته التنظيم والتنسيق والإغاثة والتنمية، مشيرة إلى المحبة والسعادة التي يتلقونها من عيون ووجوه الناس الذين يقدمون لهم المساعدات، تلك الابتسامة التي تمحو كل التعب وتشحذ هممهم للعطاء والعمل التطوعي، بهدف تقديم المساعدة لأكبر عدد من المحتاجين في "دمشق وريفها" من خلال العديد من الحملات التوعوية والإغاثية والإنسانية والتنموية، حيث عمل الفريق على إنجاح حملاته كخلية نحل لتنظيمها والعمل على تطبيقها على أرض الواقع بكل صدق وشفافية.

من حملة "حقيبتي"

أجريت اللقاءات بتاريخ 30 كانون الثاني 2021.

من مبادرة "معاً للسلامة"