من سوء حظ كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة -الصم تحديداً- أنّهم يعانون من إيجاد سبل مناسبة للتعليم، وهذا أمر دفع مجموعة من الشباب لطرح مشروع حمل عنوان "الصم المبدعون"، وهدفه تقديم دورات مختلفة لتعليم الصم وتأهيلهم لدخول سوق العمل.

بدأ هذا العمل الإنساني المفيد، من وحي حياة الشاب "عماد الميداني"، فقد تبدو قصة فرديّة، لكنّها تجسّد واقع العديد من الأشخاص، إذ إن وجود عدة أشخاص صم في عائلته جعله يتعرّف عن كثب على الصعوبات التي يواجهها الصم في الحصول على التعليم، وبالتالي فرص العمل المؤدية إلى حياة كريمة، ولهذا قرّر "عماد" أن يعمل على مشروع شبابي لمساعدة الأشخاص الصم على التعليم، وذلك بأسهل الطرق التي تصل إلى أولئك الصم الطموحين والمبدعين، نعم وكأيّ أحد وربما أكثر، فهم فقط بحاجة الفرصة لكن بطريق غير محفوفة بالأشواك لنيل العلم والعمل.

إن فكرة المشروع تعني لنا الكثير كأشخاص صم، فنحن نعاني دوماً من الحصول على فرص تعليم تناسبنا، وقد شاركت بدورة لغة الإشارة الأمريكية، وهي لغة ثانية بالنسبة لي، كي أستطيع من خلالها أن أتواصل مع العالم الخارجي ومع أصدقائي الصم حول العالم، فأنا قادر على أن أتعلم لغات عالمية مثلي مثل السامعين، وعلمتني هذه الدورة الفريدة، أساسيات اللغة، والعديد من الصم يبحثون عن دورات من هذا النوع لكن لا يجدونها

يروي مؤسس مشروع "الصم المبدعون"، "عماد الميداني" لمدوّنة وطن"eSyria" عن بدايات المشروع فيقول :« بدأت الفكرة قبل بداية هذا العام، من خلال متابعة وتقييم لحاجات الصم، حيث تم تقديم دورة تدريبية في أساسيات الرياضيات المخصّصة لهم، وكان هناك عشرة طلاب مستفيدين من مختلف الأعمار والمراحل التعليمية (التعليم الثانوي والتعليم الأساسي) وتكررت هذه الدورات فاستفاد منها العديد من الصم، لمتابعة تعليمهم أو لمساندتهم في استخدام هذه المهارات في عملهم، أو لإيجاد فرص عمل جديدة، والفريق بين مدربين ومتدرّبين مكوّن من مجموعة من الشباب الصم المبدعين والمترجمين، وعندما سمعنا عن تحدّي جيل لا محدود، شاركنا به، وتأهّلنا للتحدّي العالمي لمنافسة 41 دولة مشاركة، وتم اختيار مشروعنا للاستمرار مع 800 مشروع آخر نحو التصفيات النهائية، ويهدف هذا التحدي إلى التعرّف على الحلول التي يمكن أن تؤثر في حياة الشباب حول العالم».

مؤسس المشروع "عماد الميداني"

قدم فريق مشروع "الصم المبدعون" دورات تدريبية في لغة الإشارة الأمريكية، ولغة الإشارة الكورية والرياضيات، ومن ضمن المستفيدين يندرج الأشخاص المهجّرون من منازلهم، ومن تركوا تعليمهم، أمّا التحدي الجديد للفريق، فهو الوصول لأكبر فئة من الصم فاقدي التعليم، وأيضاً نشر أكبر عدد من الفيديوهات التعليمية على قناة اليوتيوب الخاصة بهم، ولتفاصيل أكثر عن هذا الهدف، أضاف عماد قائلاً: «يتألف الفريق من مجموعة مترجمين وأساتذة مختصّين في بعض المجالات كاللغة الإنكليزية، ومادة الرياضيات، وسيقوم الفريق بتقديم خدمات ودورات، بشكل خاص لفئة الصم كل حسب اختصاصه مثل تصميم الأزياء، وتحريك الشخصيات الكرتونية، والتجميل، وأيضاً سيقدّم الفريق خدمات في ترجمة المحتوى المرئي إلى لغة الإشارة وتحضير بعض المقالات، وسيتم نشر بعض هذه الفيديوهات والمقالات على قناة اليوتيوب، وأيضاً على الموقع الرسمي للفريق "Creadeaf Org"، كما قمنا بترجمة بعض الدروس الخاصّة بتعليم البرمجة والتصميم، كما نعمل على إدخال لغات الإشارة العالميّة، منها لغة الإشارة الإنكليزية ولغة الإشارة الكورية خلال فترة جائحة كورونا، وهناك حاجة ضروريّة لبعض الفيديوهات التوعويّة للصم، فقمنا من خلال مشروعنا بترجمة بعض الفيديوهات التي تم تحضيرها من قبل منظمة اليونيسف إلى لغة الإشارة، وتم نشرها من خلال العديد من المنصات».

من بين المستفيدين من الدورات التدريبية ضمن المشروع المذكور، الشاب "أسامة القادري" الذي قال: «إن فكرة المشروع تعني لنا الكثير كأشخاص صم، فنحن نعاني دوماً من الحصول على فرص تعليم تناسبنا، وقد شاركت بدورة لغة الإشارة الأمريكية، وهي لغة ثانية بالنسبة لي، كي أستطيع من خلالها أن أتواصل مع العالم الخارجي ومع أصدقائي الصم حول العالم، فأنا قادر على أن أتعلم لغات عالمية مثلي مثل السامعين، وعلمتني هذه الدورة الفريدة، أساسيات اللغة، والعديد من الصم يبحثون عن دورات من هذا النوع لكن لا يجدونها».

خلال الجلسة التدريبية