رغم حَداثتها، إذ لم يمضِ سنة على تأسيسها، إلا أن مؤسسة "الأمل" استطاعت أن تثبت وجودها في العديد من المجالات الخيرية والتنموية، وأن تكون فعّالة بشكل حقيقي في المجتمع.

أحد عشر مؤسساً، يضاف إليهم كل من يقدم دعماً مادياً أو معنوياً، وعدد كبير من المتطوعين الجاهزين لتقديم المساعدة، انطلقت مؤسسة "الأمل" في نيسان 2020، حسب ما قالته رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي للمؤسسة "أمل التلا" لمدوّنة وطن "eSyria"، والتي أوضحت بأنّ من أهم أهداف المؤسسة التّمكين الاجتماعي والصحي والتعليمي بالإضافة للتمكين الاقتصادي لدعم الأسر الهشّة وتمكينهم من تحسين وضعهم المعيشي، فطابع المؤسسة خيري، لكن بأهداف تنموية تساعد الأشخاص على التخلص من الاتكالية أو انتظار المساعدة من أحد.

ما يميز مؤسسة "الأمل" هو توافر جوّ عائلي مريح وهذا الشعور يجعلنا ننتج بشكل أكبر، فما جمعنا هو حبّ الوطن وحبّ العطاء والجانب الإنساني وروح المبادرة المشتركة لدينا، ونحن على تواصل مستمر لنكون على استعداد دائم لتقديم المساعدة وتلبية أيّ نداء إنساني

وأضافت: «نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البلد، نحاول العمل بتوازٍ بين الإغاثة والتنمية، كذلك الواقع الاجتماعي وتدهور الأخلاق والقيم والمبادئ التي تؤثر في تشكيل العائلة، والطلاق وما يؤثره سلباً في الأطفال وتربيتهم وتعليمهم، كل ما سبق يحتاج إلى علاج من خلال البناء من جديد وزرع ثقافاتٍ جديدة».

أثناء دورة الشطرنج

وأوضحت "التلا" الدور التنموي والاجتماعي للمؤسسة، بأنه تم البدء بإقامة دورات موسيقا مع المدرسة "مها مرشاق"، حاولوا من خلالها ملء النقص أو الاحتياج الذي يعاني منه الطفل عن طريق تنمية الموهبة لديه وتفريغ الطاقة السلبية ونشر الروح الفنية بين الأطفال، إضافة إلى دورتي رسم بإشراف الفنان "عدنان حميدة"، ودورة شطرنج لمدة شهرين كانت مؤثرة بشكل كبير وتخللتها حوارات تنموية، بإشراف المدربة "رغد مقصود" بطلة الجمهورية في الشطرنج، هذه الدورات أبعدت الطلاب عن الألعاب الإلكترونية والإنترنت، وحققت هدفها بتنشيط الفكر لديهم وتعليمهم التخطيط الاستراتيجي وكيفية الوصول إلى الهدف الذي يسعون إليه، وخَلقَتْ جوّاً من المنافسة والحماس بين الأطفال، ولفتت هذه الدورة اهتمام الشباب فانضموا إليها أيضاً وتنافسوا مع الأطفال في بطولة أجريت نهاية الدورة.

أما بالنسبة للدور الإغاثي للمؤسسة فأضافت: «رغم صعوبة الفترة التي افتتحنا بها المؤسسة وإغلاق العديد من الأماكن بسبب الحجر الصحي، استطاعت المؤسسة أن تساهم من خلال "صندوق كورونا" -المستمر عمله حتى اليوم- في توزيع السلة الغذائية على الكثير من العائلات خلال فترة الحجر الصحي ضمن مبادرة "خليك بالبيت"، وفي شهر رمضان أطلقنا مبادرة "إفطار صائم" قمنا خلالها بتوزيع حوالي 400 منسف للإفطار، ومن ثم مبادرة "شوية فرح" في أيام رمضان الأخيرة التي تم عبرها توزيع ملابس العيد لحوالي 162 طفلاً وتوزيع مبالغ مادية للعائلات، إضافة إلى مبادرة "عيدية طفل" التي استمرت طيلة أيام عيد الأضحى، حيث قدمنا لكل طفل مبلغ خمسة آلاف ليرة وشملت 294 طفلاً. كما تم توزيع 840 سلة غذائية لأهالي الشهداء والجرحى والأسر المتعففة، وقمنا بكفالة سبع عائلات بمبالغ مالية مختلفة، ودعم خمسة مرضى سرطان بثمن العلاج، وتكفّلنا بأجور عملية قلب مفتوح لطفل بمبلغ مليوني ليرة سورية، وأنشأنا مستودع "بلسم" للمستلزمات الطبية الذي قدم المساعدات للعديد من المرضى».

من مبادرة "إفطار صائم"

وقامت المؤسسة -كما بيّنت "التلا"- بتكريم الكادر الطبي في مدينة "النبك" مرتين، منذ بداية الأزمة الصحية، ومن ضمن المكرمين المتطوعين من الممرضين والسائقين والمستخدمين الذي يقومون بتحضير جثث ضحايا الفايروس وتجهيزها للدفن، كما تم تكريم مبادرة "شباب الهمة حتى القمة" لقيامهم بحملات تعقيم في المنطقة.

ولم يتوقف نشاط المؤسسة عند هذا الحد، بل تم تقديم 200 سلة غذائية للمتضررين من الحرائق في "اللاذقية"، وذلك بعد التواصل مع مديرة الشؤون في "ريف دمشق" وعدد من الجمعيات منها جمعية "صنّاع السلام" للحصول على المعلومات.

المساعدات الغذائية للمتضررين من الحرائق في "اللاذقية"

وفيما يخص الناحية التعليمية، أكدت "التلا" أن المؤسسة تقوم بدعم حوالي 115 طالباً جامعياً من مدينة "النبك" تحت عنوان "تبني حتى التّخرج" في محاولة لزرع المسؤولية والالتزام لديهم، إضافة إلى 32 طالباً من منطقة "القدموس" من أبناء الشهداء، كما تمّ توفير المياه للتعقيم والتنظيف بداية العام الدراسي لحوالي 24 مدرسة.

"عتاب طربوش" وهي من المؤسسين قالت: «ما يميز مؤسسة "الأمل" هو توافر جوّ عائلي مريح وهذا الشعور يجعلنا ننتج بشكل أكبر، فما جمعنا هو حبّ الوطن وحبّ العطاء والجانب الإنساني وروح المبادرة المشتركة لدينا، ونحن على تواصل مستمر لنكون على استعداد دائم لتقديم المساعدة وتلبية أيّ نداء إنساني».

تم اللقاء بتاريخ 27 تشرين الأول 2020.