ساهموا في مكافحة انتشار الفيروس التاجي عبر الولاء لرسالتهم الطبية، مقدمين يدّ العون من خلال الاستشارة الهاتفية أو المعاينة المباشرة لمصابي "كورونا" في منازلهم، فأصبح اسم فريق "عقمها" التطوعي، مساحة من الأمان لمن دخلت هذه الجائحة منازلهم وأجسادهم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 27 آب 2020 مع الطبيب "خالد عواد" مدير الفريق الطبي في مبادرة "عقمها" ليحدثنا حولها بالقول: «عندما انطلقت المبادرة كانت من خلال مجموعة من الشباب الذي يهدفون إلى نشر الوعي الصحي حول فيروس "كورونا"، في الشوارع ومواقف الباصات، وتوعية الجميع إلى مخاطر هذا الوباء بالإضافة إلى توزيع الكمامات والكحول، وتعقيم بعض الأحياء والأماكن المكتظة، وبعد انتشار الفيروس على نطاق واسع انتقلنا إلى مرحلة مساعدة المصابين من خلال توزيع أسطوانات الأوكسجين، وتقديم الاستشارة الهاتفية، فبدأت فكرة وجود الكادر الطبي المساعد لفريق "عقمها" بالظهور، وانضممنا من خلال 20 طبيباً من كافة الاختصاصات التابعين لنقابة أطباء "دمشق" برعاية الدكتور "حسن غباش" نقيب الأطباء إلى هذه المبادرة، وتأتي خبرة الكادر الطبي من تعامله المباشر مع مرضى "الكورونا" من خلال وجودهم في أقسام العزل بالمستشفيات، وهدفنا هو تخفيف الضغط على المشافي وتأمين خطين ساخنين للاستجابة على استفسارات الجميع بشكل دائم، وتخفيف الضغط جاء من الرد على الأسئلة البسيطة التي لا تحتاج إلى مستشفيات، بالإضافة إلى تقديم المعاينة المنزلية للمريض عند الحاجة، من خلال ذهاب الأطباء إلى المنازل والمعاينة المباشرة، لأنّ بقاء المصاب في منزله أفضل بكثير من تنقله بين الناس وصولاً إلى المستشفى، مع الالتزام باللباس الواقي وكل أساليب التعقيم، وبشكل يومي نعاين 35 إلى 50 مريضاً كمعاينة منزلية، وما يقارب 600 استشارة هاتفية، وما يميز الأطباء هو تحليهم بالشجاعة اللازمة ووقوفهم على الخطوط الأمامية لمواجهة هذه الجائحة، خاصة أننا من الأطباء الشباب الذين يمتلكون المناعة أكثر من الأطباء الكبار في السن الذين قد يشكل الفيروس عاملاً خطراً على حياتهم، كما أنّ جزءاً كبيراً من المعاينات تمت بشكل مجاني، تماشياً مع الظروف الاقتصادية الصعبة للكثير من العائلات المحتاجة للمعاينة الطبية».

هدفنا مساعدة المصابين بفيروس "كورونا" وتقييم الحالة الطبية لهم، في حال حاجتهم للأوكسجين، أو الأدوية اللازمة، أو الإجابة على استفساراتهم الهاتفية التي لا تتطلب معاينة، دون إغفال العامل النفسي ليشعر المريض بالراحة حين يبادر لطلب المساعدة، ورسالة كل طبيب في العالم هي مساعدة المحتاجين لخبرته الطبية، وإنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من المتضررين جراء هذه الجائحة

الطبيب "جورج نونو" من الفريق الطبي لمبادرة "عقمها" بدوره قال: «هدفنا مساعدة المصابين بفيروس "كورونا" وتقييم الحالة الطبية لهم، في حال حاجتهم للأوكسجين، أو الأدوية اللازمة، أو الإجابة على استفساراتهم الهاتفية التي لا تتطلب معاينة، دون إغفال العامل النفسي ليشعر المريض بالراحة حين يبادر لطلب المساعدة، ورسالة كل طبيب في العالم هي مساعدة المحتاجين لخبرته الطبية، وإنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من المتضررين جراء هذه الجائحة».

الطبيب "خالد عواد"

الصحفية "جمانة البني" من الأشخاص الذين طلبوا استشارة فريق "عقمها" قالت حول تجربتها: «قرأت عن المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحدث معي طارئ صحي دفعني إلى الاستنجاد بالفريق عبر أرقامهم الساخنة، وبالفعل أخذوا عنوان منزلي بدقة وخلال 20 دقيقة وجدوا في منزلي، ودخل الطبيب مجهزاً بكل ما يمكن أن يحتاجه مريض الـ"كورونا"، وبعد الفحص الطبي تبيّن أنّ حالتي هي اشتباه بفيروس "كورونا"، وحين وددت أن أقدم لهم ثمناً للمعاينة رفض الطبيب ذلك، وتركت التجربة أثراً إيجابياً في نفسي، خاصة أنها أكدت لي وجود أشخاص يؤمنون برسالة الطب، ومستعدين لإنقاذ الأرواح في أي وقت وعلى وجه السرعة، وهم رديف مساعد للمستشفيات، ويخففون عبئاً عنها».

جانب من خدمات الفريق
من أعضاء الفريق