بهدف دمج ذوي الهمم بالمجتمع، وتطوير إمكاناتهم من خلال التعليم والدورات المهنية والنشاطات الفنية، أسست "رحاب الخوجة" فريق "لمة أمل" التطوعي عام 2015 ليكون فسحةَ أملٍ لهم عبر تقديم الدعم المعنوي والمادي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 21 تموز 2020 مع "رحاب الخوجة" التي تحدثت عن الفريق بالقول: «تأسس الفريق بهدف دعم، تعليم، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، حيث اجتمع أعضاؤه من خلال فيلم "أصواتنا" وهي لوحة اختصرت أحلام وطموحات هذه الفئة، فكان بعض أفراده مصابين بالشلل الدماغي، التوحد، متلازمة داون، وغيرها، وبلغ عدد المستفيدين من نشاطاتنا حتى اليوم ثمانين شخصاً، سواءً دروس محو الأمية، أو الدورات المهنية».

نحاول تنظيم بازار كل ثلاثة أشهر كنوع من الدعم المتكامل لعدة فئات، حيث يتم توزيع أرباحه مناصفةً بين سيدات "سورية الخير" وفريق "لمة أمل"، إضافةً إلى السيدات اللواتي تعملن في بيوتهن بالأعمال اليدوية واللواتي يشاركن مجاناً لمدة أسبوع

وفيما يتعلق بعدد المتطوعين تقول: «لدينا اختصاصيون بالأعمال الفنية، الرياضية، التعليمية، محو الأمية، النطق، كمبيوتر، إضافةً إلى دورات التنمية البشرية لأهالي الطلاب برعاية "الأمانة السورية للتنمية" ليستطيعوا التعامل مع أولادهم من ذوي الهمم، ويقدر عددهم بحوالي 12 متطوعاً، ونحتاج لزيادة هذا العدد لتحقيق اهتمام أكبر، وفي عام 2019 قمنا بتوزيع شهادات تكريم للمتطوعين ضمن مهرجان "الشام بتجمعنا"».

من أحد البازارات

وعن تعليم الكبار من ذوي الهمم تقول: «نقوم بتعليم منهاج الرياضيات، القراءة والكتابة لطلاب تتراوح أعمارهم بين 14 - 50 عاماً، تحت رعاية دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، حيث يحصلون على شهادة تنمية ثقافية كل ثلاثة أشهر، وشهادة الصف السادس، وخلال فترة الحجر تابعنا الدروس عبر "واتس أب"، وحالياً دروس الرسم، تصميم الاكسسوارات من التدوير، ودروس تعليمية، ويتم استكمال دورات محو الأمية مع بداية العام الدراسي».

وعن نشاطات الفريق الدائمة تتابع: «نسعى من خلال مشاركات الفريق إلى إظهار إبداعات أفراده ومواهبهم أمام الزوار في الأعمال الفنية والحرفية، المشغولات اليدوية، وهدفنا دعمهم نفسياً ومادياً حيث يعود ريع المعارض لهم، إضافةً إلى تعزيز ثقة الزوار بأعمالهم، شاركنا في معرض "من صنع أيدينا"، وكذلك في معرض "متميزات" ضمن مشروع "دعم"، ومعرض "دمشق الدولي" عام 2018، ومهرجان "الشام بتجمعنا"، وكذلك العديد من البازارات أهمها في "التكية السليمانية"، بالإضافة إلى "الماراثون الخاص"، وعدة فعاليات بمناسبة اليوم العالمي للمصابين بمتلازمة داون مع فريق "بصمة شباب سورية" في دار "الأوبرا"، وأخرى في المركز الثقافي في "المزة"، ورحلات ترفيهية وفنية، إلى جانب الرياضة، والتنمية الثقافية المتنوعة».

"رحاب الخوجة" مع أحد المتدربات

وعن الفئات المشاركة في البازارات التي ينفذها الفريق تتابع بقولها: «نحاول تنظيم بازار كل ثلاثة أشهر كنوع من الدعم المتكامل لعدة فئات، حيث يتم توزيع أرباحه مناصفةً بين سيدات "سورية الخير" وفريق "لمة أمل"، إضافةً إلى السيدات اللواتي تعملن في بيوتهن بالأعمال اليدوية واللواتي يشاركن مجاناً لمدة أسبوع».

بدورها "رانيا مجاهد" متطوعة، ومن مؤسسي الفريق تقول: «نحاول استثمار قدرات، وخبرات كل أفراد الفريق في مختلف المجالات، كل منا يريد أن يعطي لهذه الفئة، كالمتطوعة "حنان الرحيم" وهي من مؤسسي الفريق أيضاً التي تسعى لتعليمهم، وأصبح حلمها هدف من أهدافنا وهو محو الأمية لتعليم الكبار من ذوي الهمم، بالإضافة لمشاركتنا بالمعارض لعرض لوحاتهم ونتاج الدورات التدريبية، والبازارات من خلال مشروع إعادة تدوير الأشياء وبيعها، ويعود ريعها لهذه الفئة التي تعدُّ جزءاً هاماً ومنتجاً في المجتمع، ونلاحظ التغيير في سلوكهم للأفضل لأنهم شعروا بالاهتمام، والرغبة بتمكينهم، فبادروا بأضعاف ما يقدم لهم من خلال إبداعهم، وشاركنا مع العديد من الجمعيات والفرق التطوعية لنرتقي ونبرز المواهب، لكننا بحاجة لمتطوعين أكثر لتنظيم العمل بشكل مدروس وتحقيق الفائدة لأكبر عدد ممكن من ذوي الهمم».

تكريم المتطوعين

"صباح عبد الحميد الحاتي" جدة "مزنة العبدة" إحدى المستفيدات من نشاطات الفريق تقول: «تبلغ حفيدتي 23 عاماً، حصلت على حضانتها عن طريق المحكمة منذ كان عمرها شهر واحد فقط، وقمت بتربيتها والاعتناء بها، بعد أن رفضت من قبل أهل والدها لأنها تعاني من إعاقة، في البداية كانت إعاقتها صعبة، حاولت مساعدتها، وتطوير إمكاناتها حتى تحسنت حالتها، كانت لديها الرغبة بالتعلم والذهاب للمدرسة منذ الصغر، لكنها لم تقبل في مراكز الإعاقة لأن حالتها كانت أفضل من الحالات التي تستقبلها هذه المراكز، ومنذ ثلاث سنوات عرفت بالفريق وبدأت تتعلم معه وبقينا ستة أشهر في مدرسة "نصير شورى"، ثم انتقلت نشاطاته إلى المركز الثقافي العربي بـ"أبورمانة"، وتعلمت الكثير من النشاطات الترفيهية والتعليمية مثل الرسم، الحفر على الخشب وغيرها، واستجابت قدراتها العقلية، وأصبحت تفهم الأمور وتناقش أكثر، وتعبر عما تريد، ولم تعد تمرض كالسابق، أصبح لديها أصدقاء ومكان تذهب إليه، تستطيع لفظ الأحرف لكن دون تركيب كلمة كاملة وكتابتها، تعلمت الرسم وصنع الاكسسوارات بشكل جيد».

من جهتها التشكيلية "رباب أحمد" مديرة المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" تقول: «من أهم الفعاليات الثابتة الشهرية في المركز هي الفعالية التطوعية لفريق "لمة أمل"، هذه الفئة التي تحتاج لكافة أنواع الدعم المجتمعي، النفسي، التوعوي، التعليمي والمادي، وإلى تظافر جهود مؤسسات الدولة مع المجتمع المدني، وكان لدينا فعاليتان أو ثلاثة فعاليات في الأسبوع قبل انتشار وباء كورونا، وبسببه أصبح لدينا فعالية واحدة في حديقة المركز مع اتخاذ إجراءات التعقيم والتباعد.

يتألف الفريق من شابتين متميزتين "رانيا مجاهد"، و"حنان الرحيم" المصابتين بإعاقة جسدية لكنها لم تمنعهما من إرادة العطاء والإنجاز بدعم من مؤسسة الفريق "رحاب الخوجة" الذي تعاون معها عدة متطوعين ومتطوعات من مختلف الاختصاصات، وعندما تم التواصل معنا، تعاونا فوراً لإتاحة المركز لاستقبالهم مع أهاليهم واستغلال قاعة المكتبة والحديقة وخيمة الحديقة، وأحياناً قاعة المحاضرات لإقامة الفعاليات التعليمية التي تنوعت بين محو أمية، كمبيوتر، رسم وأعمال يدوية».

وتتابع: «احتفلنا معهم في "اليوم العالمي لذوي الهمم" عام 2019 بإقامة معرض لأعمالهم، كما تم عرض فيلم "عرائس السكر" للمخرجة "سهير سرميني" التي سلطت الضوء من خلاله على معاناتهم.

تحتاج هذه الشريحة للدمج في المجتمع لتكون فاعلة، وإلى تأمين حياة لائقة لأفرادها مادياً ومعنوياً في حال وفاة أهاليهم، وتأمين مراكز مهيّأة وممولة من الدولة لاستقبالهم، لأنها تحمل طاقات ومواهب مهمة يجب أن نخرجها للضوء».