من الشارع وقضاياه يروي "مصطفى رضوان" أخبار الناس وهمومهم، فأصبح مذيعاً بأهم المحطّات المحلية، وقدّم البرامج الرياضية والسياسية والمجتمعية، واستطاع أن يكون صوتاً إعلامياً يصل صداه بين "سورية" و"فلسطين".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المذيع "مصطفى رضوان" بتاريخ 29 حزيران 2020 ليحدّثنا عن قصّته مع الإعلام، فقال: «منذ نعومة أظفاري كنت أحب التّمثيل واللّغة العربيّة، وخصوصاً الخطابة أثناء المسرحيّات المدرسيّة، وفي المرحلة الثانويّة شاركتُ بمسرحيّات مع منظمة "شبيبة الثورة"، فكان لدي حب لعدّة أشياء تصبّ بمجال الإعلام، لكن حينها لم يكن لدي فكرة مباشرة عن هذا المجال، وفي بداية الأزمة بدأت بمتابعة الأخبار بشراهة، الأمر الذي أنار بداخلي قنديلاً يدلّني للمضي بهذا المجال الذي بدا جليّاً لأنّه يشبهني، فشجّعتني والدتي على الإقدام نحو الإعلام، لذا فور انتهائي من الثانويّة العامّة سجّلت بكليّة الإعلام عام 2014، فعرّفتني على الخطوط العريضة وعلى فيض من المعلومات الجوهريّة من المحاضرين الأكفاء بالكلية لما يقدّمونه من ملاحظات دقيقة، وإغناء ثقافي بحت، مثل د. "أحمد الشعراوي"، ود. "عربي المصري"».

منذ عرفت "مصطفى" كطالب في كليّة الإعلام، كان متحمّساً مثل بعض زملائه، لكن ما لاحظته لاحقاً أنّ العديد منهم خفّ حماسهم، بينما "مصطفى" حافظ عليه، فلديه صبر وإرادة لتعلّم الجانب الأكاديمي وتطوير أدواته كإعلامي، ودؤوب بتطوير ذاته، فلا يكتفي بالمعلومة التي يتلقّاها من الجامعة، فطوّر إمكانيّاته كمذيع، وأنا من متابعيه ومعجب يما يقدّمه، فالمذيع عبارة عن عقل ومهارات، وهو يجمع بينهما، وما يميّزه أنّه جدّي بعمله ومتواضع

وعن الخبرات العمليّة، وأهم المحطّات التي قطعها أضاف: «أوّل تجربة لي كانت بسيطة ومهمّة معاً، حينها انضممت لفريق اسمه "انت عيني" عام 2015، فقمت بإعداد مواد عن أشخاص مبدعين مغمورين وبحاجة لتسليط الضوء عليهم، وفي العام التالي سنحت لي الفرصة بالانضمام لكادر إذاعة "القدس" كمحرّر أخبار، ثمّ أصبحت أقدّم موجز الأخبار، وبعدها نشرات الأخبار، وتطوّرت حتّى استلمت الملف السوري بشكل كامل في الإذاعة، وأخيراً وصلت لمرحلة القدرة على تحمّل مسؤوليّة تقديم برنامج، وكان أوّل برنامج لي "شوط إضافي"، وهو برنامج رياضي يستضيف لاعبين ومدرّبين وصحفيّين رياضيّين للحديث عن واقع الرياضة السوريّة، ثمّ قدّمت برنامج "لأنّك بتستاهل" للحديث عن هواة بجميع المجالات، كما قدّمت برنامج "ليش الحكي"، وهو برنامج اجتماعي خدمي قدّمت منه موسمين كاملين، ومواضيعه كانت عن قضايا تهمّ المجتمع السوري، وتلقي الضوء على الفئات المهمّشة والمتضرّرة، ثم حّوّلت فكرته إلى مشروع كامل عبر منصّات السوشال ميديا منذ 2018 وحتى الآن، حيث بدأت فكرته بتغيير الصورة النمطيّة عن "سورية"، ونشر صور تعبّر عن جمالها، ثم ّبادرت وعدّة مهتمّين بقضايا الشارع السوري بطرح مشاكل وحلول ومقترحات ومساعدات مجّانيّة ودعم المرأة والفئات المستضعفة في المجتمع، كما التحقت بتلفزيون "فلسطين" عام 2019 كمراسل بمكتب "دمشق"، وقدّمت أكثر من مئة وخمسين تقريراً سياسياً ومنوّعاً، وكانت لي عدّة مشاركات ببرامج رمضانيّة عن "سورية"».

المذيع "مصطفى رضوان" أثناء عمله في تلفزيون "فلسطين"

الدكتور "أحمد الشعراوي" من الهيئة التدريسيّة في كليّة الإعلام، عنه قال: «منذ عرفت "مصطفى" كطالب في كليّة الإعلام، كان متحمّساً مثل بعض زملائه، لكن ما لاحظته لاحقاً أنّ العديد منهم خفّ حماسهم، بينما "مصطفى" حافظ عليه، فلديه صبر وإرادة لتعلّم الجانب الأكاديمي وتطوير أدواته كإعلامي، ودؤوب بتطوير ذاته، فلا يكتفي بالمعلومة التي يتلقّاها من الجامعة، فطوّر إمكانيّاته كمذيع، وأنا من متابعيه ومعجب يما يقدّمه، فالمذيع عبارة عن عقل ومهارات، وهو يجمع بينهما، وما يميّزه أنّه جدّي بعمله ومتواضع».

أمّا المذيع "جورج غرام" فقال عنه: «"مصطفى" مذيع طموح وفعّال، وهذا تلخيص لشخصيّته المهنيّة التي تؤخذ على محمل الجد، فلا يسعى للشهرة بل يسعى لإثبات ذاته من خلال أفكار تناسب عمره الفتي، وأحياناً يتمرّد على ذاته بإصرار على تطويرها عن طريق الاحتكاك مع المجتمع، لأنّ من يعمل في مجال الإعلام يتوجّب عليه الانخراط في المجتمع المدني من جهة، ومتابعة ما يجري على الأرض من جهة أخرى، وهو متمكّن من ذلك فعلاً. أمّا على الصعيد الشخصي فهو إنساني ومُحب، وهنا لا بد أن أشير إلى المبادرة التي سعى إليها مع صديقه "أسعد نخلة" في تأمين الدواء للمحتاجين، وهذه نقطة تُسجّل له، لا نراها في المستكبرين بهذا المجال».

د. "أحمد الشعراوي"

الجدير بالذكر أنّ "مصطفى رضوان" من مواليد "دمشق" عام 1996.

المذيع "جورج غرام"