جاءت مبادرةُ "احموا طاقمنا الطبي بمحاربة الكورونا"، من المغتربين: "رانا قلبقجي" صاحبة الفكرة، الدكتور "رياض شنان"، و"مكرم شطاحي" لتكون وسيلةً لحماية الطاقم الطبيّ في مواجهة الفيروس من خلال تأمين المعدات الطبية اللازمة وإيصالها لهم بشكل مباشر.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 أيار 2020 مع "رانا قلبقجي" مؤسسة المبادرة التي قالت: «بدأت الفكرة على مستوى شخصي وبمجهود فردي، حيث ساعدت بتوزيع شحنة واحدة بتمويل شخصي، ثمّ أخذت قراراً بالتوسّع واللجوء للحلقة المقرّبة من الأصدقاء، ومن خلال عملي الذي يتضمّن التواصل مع عدّة معامل ومنها في "الصين" استطعت أن أجد معملاً يؤمّن معدّات وقائية بأعداد كبيرة، والتأكد من الشهادات المطابقة للمواصفات العالمية، ومن خلال التواصل مع الصديق "مكرم شطّاحي" المقيم في "الصين" وصاحب شركة تصنيع وتصدير، طلبت منه فحص عيّنات منها مباشرةً من المعمل، وكان متابعاً لآخر المستجدّات هناك بخصوص إجراءات الشحن والتدقيق على المعدّات من المعامل».

وصل 16160 قطعة تمّ توزيعها مباشرة على 4 مشافٍ في "دمشق" هي: مشفى "دمشق"، "الأسد الجامعي"، "ابن النفيس"، "تشرين"، وتم توزيعها بمساعدة أطباء متطوّعين بكل تعاون وتقدير مع مديري المشافي المذكورة

وعن هدف المبادرة والدوافع لإطلاقها تقول: «أطلقت الحملة بتاريخ الثامن عشر من آذار 2020، وهدفها المساعدة الفعلية والضرورية للقطاع الصحي بتأمين المعدات بشكل سريع، ووصولها بشكل مباشر لخط الدفاع الأوّل والفريق الطبي لمواجهة "كورونا"، وبالتالي ضمان قدرة أكبر للتعامل مع الحالات إن وجدت دون نقل العدوى، الدافع كان الخوف على أشخاص وأبطال نحن بأمّس الحاجة إليهم، والمساهمة بتأمين أدوات السلامة لهم لحماية الأشخاص الآخرين، وفي الوقت نفسه التعلّم من تجارب الدول الأخرى، لنكون سبّاقين بالتصدّي للوباء.

مؤسسة المبادرة "رانا قلبقجي"

وبحكم أنّ زوجي طبيب اختصاصي في "كندا" وعلى تماس مباشر مع حالات "كورونا"، عانى في فترة ما من نقص بالمعدّات، فالعديد من الدول الكبرى كانت غير مستعدة لسرعة انتشار الجائحة من ناحية طلب المعدات بالفترة القياسية، وكذلك المعامل المنتجة في تلك الدول لم تكن لديها القدرة لتلبية هذه الطلبات بسبب الضغط من كل أنحاء العالم لأنّه سباق مع الوقت».

وتشرح عن المعدّات وآلية التوزيع بقولها: «تشمل المعدات الطبية القناع الأزرق ذا ثلاث طبقات حماية، القناع الـKN95 بخمس طبقات حماية، قفّازات النتريل، البدلات الوقائية، عازل حماية الوجه، ونظّارات العزل الطبيّة.

شعار المبادرة

التوزيع يتم مع مؤسسة "بصمة شباب سوريا"، وبإشراف وزارة الصحّة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تم تأمين الموافقات المطلوبة ووضع خطة التوزيع من قبل المؤسسة».

وعن الشركاء في المبادرة تقول: «كنت على تواصل مع الدكتور "رياض الشنان" الصديق المقيم في "بريطانيا"، واستشاري بالأشعة الداخلية بمشفى "King’s College" في "لندن"، وهو عضو الكلية الملكية للشعاعيين في "بريطانيا"، وانضمّ لفريقنا مع توّسع الحملة، وكان وجود المنظور الطبي مهماً جداً، وساعد في مواكبة الوباء وآخر المستجدّات في "سورية" عن طريق علاقاته المباشرة مع العديد من الأطباء فيها. ومؤسسة "بصمة شباب سورية" التي شجعت الفكرة منذ اليوم الأول، وقدّمت لنا كل التسهيلات قامت بجميع الإجراءات المطلوبة لاستقبال المساعدات وخطة وآلية التوزيع بالاتّفاق مع الجهات المعنيّة».

المعدات الطبية

وتتابع: «وصل 16160 قطعة تمّ توزيعها مباشرة على 4 مشافٍ في "دمشق" هي: مشفى "دمشق"، "الأسد الجامعي"، "ابن النفيس"، "تشرين"، وتم توزيعها بمساعدة أطباء متطوّعين بكل تعاون وتقدير مع مديري المشافي المذكورة».

بدوره د. "رياض الشنان" من الفريق المشارك بالحملة يقول: «بدأت "رانا" الحملة كمبادرة فردية لجمع التبرعات، وكان دوري مساعدتها لنشرها عن طريق المعارف والأصدقاء لتأمين رقم مناسب للتبرعات، وفي الوقت نفسه دارت النقاشات للوصول لأكبر عدد من المشاركين فيها، واستشارة المختصين حول المعدات، وخاصةً أنّ هناك أصنافاً متعددةً منها، الكمامات على سبيل المثال، وكنت متابعاً للموضوع لأنّني طبيب ولدي معارف في المجال الطبي، لتكون الطلبية مطابقة للمواصفات الموصى بها من قبل "منظمة الصحة العالمية"، وأصبحت جزءاً من الحلقة التي تربط "رانا" بالمعارف، وكنا نتناقش بشكل يومي بعدة نواحٍ، ثم أصبحنا نلعب دوراً رئيسياً فيها، وخطوة خطوة تشكل الفريق لتوزيع المهمات فيما بيننا».

وعن دوره يقول: «عند الانتقال للمرحلة الثانية، وبعد التواصل مع المعامل، اقترحنا أن نضيف موضوع الفحوص المخبرية لتشخيص الإصابات بشكل أدق، وهي من أهم التدابير الوقائية للحدّ من انتشار المرض، وأهم أدواري كانت التواصل مع الأطباء في "دمشق"، وكان أساسياً عند وصول المعدات الطبية، حيث تواصلنا مع مديري المشافي والجهات المختصة لضمان كفاءة وصول الشحنة إلى أيدي الكوادر الطبية، وكان وقعها إيجابياً عند استلامها، وأعطانا ذلك دافعاً أكبر للمتابعة».

ويتابع: «تكمن أهمية المبادرة في مساعدة الكوادر الطبية في محاربة الوباء، لأنهم على تواصل دائم مع الحالات المحتملة بالإصابة، ولا سيّما أنّ تأمين المواد مع موضوع العقوبات ليس أمراً سهلاً، لذلك حاولنا تخفيف العبء على النظام الصحي بتأمينها، وأدركنا ضرورة تجهيز الفحوص المخبرية للتجهيز لموجة أخرى قد تكون محتملة من الوباء، ولا بدّ من الجهوزية الكافية للتعامل معها».

من جهته "بشار القابقلي" منسق العلاقات الحكومية في مؤسسة "بصمة شباب سوريا" قال: «باعتبارنا مؤسسة تعمل على الأرض منذ بداية الأحداث في بلدنا، ولدينا انتشار واسع على كامل الجغرافية السورية، تواصل معنا المغتربون، وأبدوا رغبتهم بالتعاون مع مؤسستنا في حملة التبرع بالمعدات الطبية بعد أن قاموا سابقاً بالتبرع بدفعة من المعدات الطبية وتوزيعها عن طريق أطباء أصدقاء لهم، حيث قدموا 16160 قطعة من المعدات الطبية.

بدأنا العمل من خلال المكتب القانوني ممثلاً بـ"سامر العطار" الذي قام بدوره بتأمين كل الموافقات المطلوبة من رئاسة مجلس الوزراء وإدارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكلّ من وزارة الاقتصاد، المالية والصحة، ثم مديرية الجمارك العامة لإعفائها من الرسوم، وتسهيل عملية إدخال التبرعات، وبعد تأمين كل ما سبق من موافقات أقوم بدوري كمنسق العلاقات الحكومية بالتنسيق مع وزارة الصحة لتوزيع التبرعات على المستشفيات التي تحتوي مراكز العزل، ومراكز الحجر الصحي حسب حاجة كل منها، وتوثيق العمل بشكل كامل، وتقديم التقرير للمغتربين المتبرعين».

يذكر أنّ مؤسسة المبادرة "رانا قلبقجي" من مواليد "دمشق" عام 1986، مغتربة في "كندا" منذ عام 2011.