حبّاً بالطبيعة السوريّة وكنزها الأثري والسياحي البيئي، أسّس نخبةٌ من الكشّافين "جمعيّة السوريّة للاستكشاف والتوثيق" حيث ساهمت باكتشاف ثروات حيوانيّة مهدّدة بالانقراض، وأماكن طبيعيّة صالحة للسياحة، وتعمل دوماً على نقل خبرتها إلى متدربين جدد، لتكون الجغرافيا السوريّة بأيدٍ أمينة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت رئيس "الجمعيّة السوريّة للاستكشاف والتوثيق"، والقائد العام لها، الطيّار "مضر فريح" بتاريخ 24 آذار 2020، فقال: «في فترة الثمانينيات تجمّد نشاط جمعيّة "كشّاف سورية"، فقرّرت أنا وبعض الكشّافين المنتسبين لهذه الجمعيّة وهم "خالد نويلاتي"، "رضوان نويلاتي"، "محمد تقي" و"باسل حكيم"، أن نستمر بالأنشطة الاستكشافيّة وبالتخييم وإقامة المعسكرات لأنّنا مدرّبون ومؤهّلون لذلك، ومع مرور الوقت بدأت أفكارنا تتّجه للتركيز على استكشاف الأماكن النائية والبراري، لاستخلاص معلومات موثّقة تفيد المهتمّين بمجال السياحة الداخليّة والاستكشاف البيئي، ونظراً للإقبال الشديد ونجاح هذه الفكرة، بادرنا إلى تأسيس "الجمعيّة السوريّة للاستكشاف والتوثيق" وشعارها "أنا السوري"، تتألف الجمعيّة الآن من 105 منتسبين بعدّة اختصاصات تساعد على أداء النشاط الاستكشافي بمنتهى الحرفيّة، ويصل عدد المشاركين بأنشطتنا سنوياً إلى أربعة آلاف متطوّع ومتطوّعة، حيث تمتلك الجمعيّة قدرة بشريّة مقسّمة تنظيميّاً على عدّة لجان حسب اختصاصها، وهي اللّجنة المركزيّة العليا للإدارة والتنظيم، واللّجان المركزيّة لكل من الشؤون والعلاقات الخارجيّة والتخطيط الاستراتيجي والإدارة الماليّة والعتاد والدعم اللّوجستي والتوثيق والاستكشاف».

الجميل بأنشطة الجمعيّة أنّها متنوّعة، مثل تسلّق الجبال والمسير بين نقطتين مختلفتين لاستشكاف ما بينهما، إضافة للأنشطة البرمائيّة التي تحوي تعرّفاً على الغابات مروراً بما يتخلّلها من أنهار، كما أنّهم من أوائل الذين أدخلوا رياضة التزلّق على الحبل في "سورية" عام 2018، ورياضة التزلّج على الثلج لأول مرّة أيضاً عام 2019، وقد تعلّمت من خلال مشاركاتي بأنشطتهم أن أتعامل مع الطبيعة وأتأقلم مع ظروفها، وكيف أتخلّص من مخاوفي مثل القفز من الأماكن المرتفعة والمسير عبر الماء شتاءً، فلا داعي لهذه المخاوف مع وجود مختصّين يدرّبوننا ومنقذين يشرفون علينا

وعن إنجازات الجمعيّة أضاف قائلاً: «توثيق وجود شجرة "الميس" العجوز والتي يبلغ عمرها 1100 سنة عام 2008، واستكشاف مغارة "سؤادا" في "السويداء" عام 2009، حيث تعتبر من أكبر المغارات الموجودة في "سورية"، والتي يبلغ طولها 1500 متر، فقد تم توثيقها بشكل رسمي وتسجيلها بمديرة الآثار في كل من "السويداء" و"دمشق"، بالإضافة لتسليط الضوء على محميّة الأرز العملاقة في بلدة "العنانيب" في "اللاذقية" في العام نفسه، وأيضاً على ثمرة وشجرة "القطلب" وهي ثمرة نادرة تنتشر في جبال سهل "الغاب"، وإعادة استكشاف وتوثيق مغارة "أم الرمان" في "السويداء" عام 2012، وكهف "بيت الوادي" في "طرطوس" عام 2013 الذي يعتبر من أهم خمسة كهوف موجودة في "الشرق الأوسط"، حيث ينافس في روعته وجماله ومحتوياته وحجمه مغارة "جعيتا" في "لبنان"، كما وثّقت الجمعيّة وجود الكثير من الحيوانات البريّة النادرة مثل "الخنزير البري والسلمندر الناري والغزال السوري" بأعوام مختلفة، وتأسيس أول فريق إنزال جبلي في "سورية" بإشراف مدرّبين متخصّصين عام 2010، واستكشاف كهف "قصر الملكة" بريف "اللاذقية" عام 2015، واستكشاف معصرة زيتون رومانيّة في "طرطوس" عام 2016، كما تمّ اكتشاف جزيرة نائية في بحيرة "16 تشرين" في "اللاذقية" عام 2017، والتي وجد فيها الغزال"السوري، حيث كان يعتقد أنّه منقرض».

رئيس "الجمعيّة السوريّة للاستكشاف والتوثيق" الطيّار "مضر فريح"

أمّا عضو مجلس إدارة قائد فريق الطوارئ الدكتور "محمود كفري" فقال: «من أهداف الجمعيّة إتاحة الفرصة للشباب لاختبار الطبيعة عن قرب وكيفيّة التأقلم معها، وذلك لاستخلاص المنفعة العلميّة من خلال إقامة النشاطات الاستكشافيّة الميدانيّة في الطبيعة بقالب علمي ترفيهي، وتدريب الكوادر المتطوّعة وتزويدها بالمعدّات الضروريّة لإنشاء بعثات استكشاف وتوثيق وطنيّة متخصّصة لتكون بديلة في المستقبل عن البعثات الأجنبيّة المكلفة، بالإضافة لتقوية التلاحم الفكري والثقافي بين المجتمع القائم في المدينة والمجتمعات الريفيّة والبدويّة من خلال التعرّف على عادات وتقاليد هذه المجتمعات وطرق حياتها اليومية، ومن أهم أهدافنا تسليط الضوء على المناطق الطبيعيّة والتاريخيّة الهامّة في "سورية" والتي لم يتم استكشافها بعد، ما يقوّي حركة السياحة في بلدنا الحبيب».

ومن المتطوّعين بأنشطة الجمعيّة "محمد حاج محمد" قال: «الجميل بأنشطة الجمعيّة أنّها متنوّعة، مثل تسلّق الجبال والمسير بين نقطتين مختلفتين لاستشكاف ما بينهما، إضافة للأنشطة البرمائيّة التي تحوي تعرّفاً على الغابات مروراً بما يتخلّلها من أنهار، كما أنّهم من أوائل الذين أدخلوا رياضة التزلّق على الحبل في "سورية" عام 2018، ورياضة التزلّج على الثلج لأول مرّة أيضاً عام 2019، وقد تعلّمت من خلال مشاركاتي بأنشطتهم أن أتعامل مع الطبيعة وأتأقلم مع ظروفها، وكيف أتخلّص من مخاوفي مثل القفز من الأماكن المرتفعة والمسير عبر الماء شتاءً، فلا داعي لهذه المخاوف مع وجود مختصّين يدرّبوننا ومنقذين يشرفون علينا».

عضو مجلس إدارة قائد الطوارئ د "محمود كفري"

الجدير بالذكر أنّ "الجمعيّة السوريّة للاستكشاف والتوثيق" تأسّست عام 2008.

من أنشطة الجمعيّة، مسير ثلجي