وإن كان من وجهة نظرنا -كسوريين- فقط، فلا يمكن إلا أن نقول إنّ أكثر النساء اللواتي يجب الاحتفال بهن في يوم المرأة العالمي هن النساء السوريات، لما قدمن وضحين وعانين خلال سنوات الحرب، ورغم كل المعاناة بقين زهرات فواحة تنشر الحب والعطاء والأمل.

تحية للسوريات العظيمات صاحبات القلوب القوية الجميلة، اللواتي أثبتن خلال حربٍ طويلة على بلادهن أنّ المرأة التي لها ابنٌ، أبٌ، زوجٌ أو حبيبٌ في المعركة كانت خلفه وفي غيابه بألف رجل، ملأت مكانه والفراغ الذي شكّله وأخذت على عاتقها مسؤولياته، وانتظرته، وأنّ تلك القلوب تحملت البعد والفراق والألم وعانت كثيراً من ويلات الحرب ولم تتوقف يوماً عن النبض في حبّ الوطن.

تحية للسوريات صاحبات الأيادي المعطاءة اللواتي جعلن من القليل كثيراً، ففتحن أبواباً للمبادرات الاجتماعية والإنسانية في مختلف الأماكن وفي شتى المجالات، فكن دعماً وسنداً وعوناً معنوياً وحتى مادياً للكثيرين ممن اختارتهم الحرب ليكونوا في أقسى الظروف وأصعب المحن، فكانت تلك الأيادي الحنونة لمسة تخفف جراح البعض وتشفي بعضها الآخر.

تحية للسوريات صاحبات العقول المتقدة حباً وعملاً وعلماً، اللواتي ما زلن يواجهن كل العادات المجتمعية البالية والقوانين غير المنصفة ويحققن ما يسعين إليه، ويحاربن من أجل الحصول على حقوقهن وتحقيق المساواة مع الرجل في كل نواحي الحياة، تحية للواتي ينجحن في أعمالهن وينافسن ويخضن المجالات المختلفة رافضات عبارة (مهنةُ حكرٌ على الرجال)، تحية للواتي يضعن العلم نصب أعينهن ولا يحيدهن عن هذا الطريق عمرٌ، عملٌ ولا بيئةٌ أو مسؤوليةٌ مهما زادت عليهن ضغوط الحياة.

تحية لكل سوريّة وصلت بعلمها، عملها، أو إنسانيتها إلى العالمية فرفعت اسم "سورية" عالياً جنباً إلى جنب مع الرجل.

  • الصورة لسيدات من فريق "صبايا العطاء" التطوعي.