من فكرة البناء المجتمعي نمت مسيرة فريق "بشائر بيدر جرمانا" لتضم في ثناياها مبادرات عديدة تسمو بالحسّ الإنساني، فكان فيها ريشةٌ تلوّن سواد الظّروف الصّعبة، وكتابٌ ينير زوايا الحياة، ولحنٌ يحمل كلمة حفظها أطفال فرقة الكورال، وشاركهم فيها أفراد الكورال الكبار.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 22 شباط 2020 التقت "فايز صلاح الحناوي" منسق فريق "بشائر بيدر جرمانا" التّطوعي، واستمعت منه عن مبادرات الفريق المتنوعة، والتي أخذت ترسم بصمات تميزت في محيط وجودها، خاصة فرق الكورال، فقال: «فرقة كورال الأطفال واحدة من مبادرات الفريق التي مكنته من التّجسيد الحقيقي والجميل للدعم النّفسي الذي أردناه لأطفالنا، وأعطته فرصة خجولة لنشر فكرة الموسيقا، وإحدى مهارات الحياة، فمضينا بهذه المبادرة مع بداية انطلاقتنا بنهاية 2012، وسعينا لتأمين ظروف وأدوات نجاحها بكل تفاصيلها، وبإشراف مدربين مختصين، وحققنا وجوداً سنوياً بحفلي عيد المعلم وعيد الأم، وشاركنا مع الفرق الأخرى بيوم الطفل.

تعددت جولات بحثي عن سبل تخفيف الضّغط النّفسي الذي نعيشه، فكانت إحدى هذه الجولات رفقة ابنة أختي لجلسات تدريبها مع الكورال، فلفتني الجو والحضور، وكذلك ترتيب العمل في هذه الفرقة وروح التّعاون، فكان انضمامي لهذا الجو وفرصتي التي بحثت عنها، ومكنتني من عتبات الثقافة الموسيقية

في عام 2019 جرى العمل على فرقة "كورال الكبار" مفتوح السّن لنشر الموسيقا بين الأطفال والشّباب والكبار، لتصبح من ثقافة الأسرة وتحقق الدّعم النّفسي لها، فتبنينا الفكرة وانطلقنا منها نحو التّنفيذ رغم تخوفنا من ضعف التّجاوب».

الفنانين عيسى النجار وسليمان حرفوش

الموسيقي "سليمان حرفوش" اختصاصي الغناء ومدرب فرقة "كورال الكبار"، يتحدث عن جولته معها فقال: «أول تميز حظيت به فرقتنا كان من لحظة إنشائها، وهي التي ولدت ضمن مجتمع يعتبر الغناء شيئاً ثانوياً، والأقرب إلى الكماليات، أما التميز الآخر فكان في تمكّن أفراد الفرقة من الغناء الصّحيح والأداء باحتراف خلال فترة وجيزة رغم عدم معرفتهم المسبقة لأيٍّ من الأفكار الموسيقيّة وعلاماتها، وحقق الالتزام والمثابرة على العمل والتدريب النّجاح الذي يسعى إليه الجميع، ودعّم توجهنا نحو خلق حالة مجتمعية غنائيّة جميلة جمعت الأم وابنها، والمهندسة وربة البيت، وكذلك الطبيبة والطالبة دون أن نكوم ملتزمين بتوزيع الأصوات وترتيب انسجامها، وقد حازت فرقة الكورال للكبار بما قدمته على إعجاب من حضرها من الأخصائيين».

عازف العود "عيسى النّجار" قال: «بدأنا العمل بجلسات دعم نفسي لأطفال الفريق، ولاحظت اهتمامهم بالموسيقا وحبهم لها، فكان الطرح بإنشاء فرقة كورال تجمعهم فتزيد من معارفهم، وترفع من سوية علمهم بالفن والغناء، إضافة إلى رفع حس العمل الجماعي بينهم، فكانت البداية بسبعة أطفال وعازف عود، وأخذت جلسات التّدريب تحجز مواعيدها، وتجمع أعداداً تزداد تباعاً ما زاد من حماسنا في العمل، وتنوعت مشاركتنا.

فايز الحناوي

وبعيداً عن فرقة كورال الأطفال كان لأعضاء فريق "بشائر البيدر" العاملة في مبادرات أخرى استراحات تعطرها دندات عابرة لبعض من الأغاني والألحان، فاستنارت بيننا فكرة تثبيت لقاء ترفيهي يجمعنا، وأول لقاء لنا حضور ما يقارب 35 شخصاً، وتحولت هذه الفكرة إلى طرح جديد يفسح المجال لإطلاق حلم جميل هو مشروع الجميع، فكان العمل على ولادة حقيقية لفرقة "كورال الكبار"، وفعلاً تمت الانطلاقة بحماس يلف الجميع، وإقبال مشجع حفز الطاقات الكامنة لدى كل فرد، ليقدم الأفضل، ويدعم جهد المجموعة التي وصل عددها إلى السبعين، وأخذت دورها كما فرقة كورال الأطفال».

وقالت "مها مسعود" إحدى أعضاء فرقة "كورال الكبار" عن مشاركتها: «تعددت جولات بحثي عن سبل تخفيف الضّغط النّفسي الذي نعيشه، فكانت إحدى هذه الجولات رفقة ابنة أختي لجلسات تدريبها مع الكورال، فلفتني الجو والحضور، وكذلك ترتيب العمل في هذه الفرقة وروح التّعاون، فكان انضمامي لهذا الجو وفرصتي التي بحثت عنها، ومكنتني من عتبات الثقافة الموسيقية».

مها السمان

تتابع فرقة "كورال الكبار" جلسات تدريبها، وتطرب لما تقدمه، وتعيش معه ساعات من الصّفاء والنّقاء الروحي، وتتبع الحدس الذي يردده على مسامعها المدربون (أينما وجد الغناء لا يوجد أشرار).