إيماناً منهم بأنّ للطبّ رسالة سامية هدفها خدمة المجتمع وأفراده، أسس مجموعةٌ من أطباء الأسنان مبادرةً تطوعيةً تهدف إلى تقديم التوعية والمعالجة السنية للأشخاص المهجرين بسبب ظروف الحرب، لتولّد من هذه الفكرة مبادرة "أسنان اللولو" كمشروع من مشاريع منظمة "سلام".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 22 شباط 2020 مع مؤسس مبادرة "أسنان اللولو" الطبيب "رضوان قزويني" ليحدثنا حولها بالقول: «انطلاقة المبادرة كانت من رسالة ماجستير في قسم اللثة بجامعة "دمشق"، وكانت خلاصتها أنّ 85% من المهجرين في "سورية" بسبب الأزمة يعانون من التهابات في اللثة ما يفضي إلى مشاكل سنية متعددة، وهذا ما لفتنا إلى ضرورة التحرك لحل هذه المشكلة الصحية، والكادر يتألف من 20 طبيبَ أسنانٍ من اختصاصات متعددة، وجميعهم معيدون في جامعة "دمشق" كلية طب الأسنان، وتمّ طرح الفكرة على المجموعة والموافقة على بدء تنفيذها واقعياً، وهدفنا تقديم المعالجة السنية والتوعية حول صحة الفم والأسنان للمهجرين، واخترنا يوم الجمعة لأنه يوم تفرغ بالنسبة للأطباء المشاركين في المبادرة، من الساعة 10 صباحاً حتى 6 مساءً، في مركزين بـ"ضاحية قدسيا"، ويتم تشخيص المشكلة السنية للمريض وتحويله للطبيب المناسب، وكانت مدة هذه المبادرة محدودة، استطعنا من خلالها تقديم المعالجة لما يقارب 113 شخصاً، 75% للأطفال، و25% للبالغين، و150 جلسة علاجية لما يقارب 160 سناً».

ساعدنا في مشروعنا شركتان، أمدتنا بالمواد اللازمة للعلاجات التي كانت باهظة الثمن، وتم تقديمها لنا في المبادرة بأسعار مخفضة، وبعضها بشكل مجاني، وهما شركتا "النشاوي إخوان" للمواد السنية، وشركة "الكرم" للتجهيزات السنية، ونعمل على توسيع العيادات المشاركة في هذه المبادرة، وستكون مبادرتنا القادمة مع الأيتام والمعنفين، وسجن الأحداث

وحول الهدف من المبادرة تابع بالقول: «الهدف من "أسنان اللولو" تقليل نسبة النخور والتهابات اللثة لدى الأشخاص المهجرين، وتعزيز دور الأطباء ومسؤوليتهم أمام المجتمع في حل المشكلات الصحية الحاضرة بقوة على الأرض، وأيضاً فإنّ العلاجات السنية كما هو معروف باتت تكلفتها عالية جداً، لذلك أحببت من خلال هذه المبادرة تأمين العلاجات السنية بالمجان على أيدي اختصاصيين، وتعريف المهجرين بالعناية الفموية واستخدام مادة "الفلور" التي ستقيهم مستقبلاً من النخور والتسوس».

د. "رضوان قزويني"

ويكمل: «ساعدنا في مشروعنا شركتان، أمدتنا بالمواد اللازمة للعلاجات التي كانت باهظة الثمن، وتم تقديمها لنا في المبادرة بأسعار مخفضة، وبعضها بشكل مجاني، وهما شركتا "النشاوي إخوان" للمواد السنية، وشركة "الكرم" للتجهيزات السنية، ونعمل على توسيع العيادات المشاركة في هذه المبادرة، وستكون مبادرتنا القادمة مع الأيتام والمعنفين، وسجن الأحداث».

الطبيبة "نور الهدى عوض علي" من المشاركين في المبادرة بدورها قالت: «ساهمت في المبادرة كمسؤولة تشخيص، استقبل المرضى وأفحصهم وأسجل لهم حالتهم على بطاقة، ومن ثم أحولهم للطبيب المختص الذي سيجد الحل المناسب لمشكلتهم، وكوني أخصائية لثة وجراحتها فقد كنت أعالج الحالات التي تتطلب تدخلي، وأجد أن هذه المبادرات هي من ضرورات المرحلة الحالية في "سورية" لأن العديد من المهجرين لا يتمكنون من تحمل أعباء المعالجات السنية باهظة الثمن في العيادات الخاصة، وانضممت إلى المبادرة بعد أن اقترحها د."رضوان" زميلي في قسم أمراض اللثة، وتطوعنا معاً في منظمة "سلام"، ووجدت أنها فرصة لي كي أقدم المساعدة عن طريق اختصاصي، كما أن شموليتها كانت مشجعة بالنسبة لي، فهي تهدف لتقديم معالجة متكاملة لجميع الحالات التي تزورنا في المراكز المعتمدة».

الأطباء في عيادات المبادرة

رئيس منظمة "سلام" التي تشكل المبادرة مشروعاً من مشاريعها، الطبيب "علي نصر عبد الله" قال حولها: «منظمة سلام وانطلاقاً من أهدافها في التنمية وبناء السلام تحتضن وتمول الأفكار الإبداعية المجتمعية التي تقدم حلولاً للمشاكل بالمجتمع، بدءاً من دراسة احتياجات المجتمع للوصول إلى أفكار تتحول إلى مشاريع، و"أسنان اللولو" انطلقت من الحاجة المجتمعية التي لاحظها د."رضوان" بناء على بحث أكاديمي مقدم كرسالة تخرج ضمن كلية طب الأسنان في جامعة "دمشق"، ومن هنا بدأ دورنا كناشطين مجتمعين وكمنظمة شبابية تدعم الشباب في السعي نحو دعم الفكرة وبلورتها لتصبح مشروعاً متكاملاً له خطوات متعددة ومتكاملة».

يذكر أنّ مبادرة "أسنان اللولو" نفذت أيضاً بدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومراكزها كانت في "ضاحية قدسيا"، ضمن عيادات "الريم" التخصصية لطب الأسنان، وعيادة د."محمد السيد".

جانب من العلاجات السنية المقدمة ضمن المبادرة