تعدُّ "شبكة المعرفة الريفية" تفعيلاً لفكرة مساهمة الوحدات الإداريّة في تنمية مجتمعاتها المحليّة اجتماعياً واقتصادياً من خلال بواباتها التي تقدم معلومات تهمّ أبناء هذه المناطق والمواطنين المرتبطين معها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 16 كانون الثاني 2020 التقت الدكتور "بشير المنجد" الحاضر على ولادة شبكة "المعرفة الرّيفيّة" في مراكز النفاذ، فتحدث عن انطلاقة هذه الفكرة ونموها وقال: «مع نهاية عام 2001 عُينت وزيراً للاتّصالات والتّقانة في أول إحداث للوزارة، وكان من أولى مهامها تحسين وضع الاتّصالات الحديثة وتطويرها بشكل عام، ونشر المعلوماتية وإتاحتها لأكبر شريحة ممكنة من الناس وخاصة في المناطق الرّيفيّة والنّائيّة، ومن هنا جاءت فكرة إحداث مركز النفاذ لتضم شبكة تخدّم الأرياف وتحمل اسمها، وقد تجاوبت الـUNDP (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) مع مقترحنا في هذا الشأن، وتولى الدكتور "نور الدين شيخ عبيد" رئاسة المشروع، وكُلفت الدكتورة "نبال الإدلبي" عن الوزارة في ذلك الوقت للمتابعة والعمل، وكان جهد فريق المشروع متواصلاً ودؤوباً، ليكون في عام 2003 افتتاح أول مركزي نفاذ بالإرياف في "الزبداني"، و"درعا"، برعاية السيدة "أسماء الأسد".

اطلعت على فكرة مشروع شبكة "المعرفة الرّيفيّة" وأهدافه، وجاءت متوافقة مع المجال الذي كنت أعد له في ذلك الوقت بإحداث صفحة إنترنت تحمل أخبار البلدة وأهلها، فتحمست للمشروع، وأسرعت بالتطوع للعمل فيه، واستلمت إدارة البوابة والنشر فيها، فكانت الأخبار والفعاليات المختلفة من اجتماعية وخدمية وسياحية ومعرفية، كما عملت على متابعة الأمور التّقنيّة لموقع البوابة، وقد حصل موقع "بوابة إزرع" على المرتبة الأولى بين جميع المراكز في "سورية" عام 2008، كما كانت البوابة موضوع بحث قدمه أحد المهندسين لأحد الجامعات البريطانية تحدث من خلالها عن مشروع الشّبكة والعمل فيها

وجاء خيار الإقلاع والوجود في مدينة "درعا" تحدياً حقيقياً كونها تمثل صورة حقيقية وواقعيّة للمجتمع الريفي بكل تفاصيله، ومنها استمر العمل، وأخذ عدد المراكز بالتزايد والانتشار بقاعاته التي توفر إمكانيات معلوماتية وإنترنت، وتفعل عمل بوابة شبكة "المعرفة الرّيفيّة" وتعطيها أولى ميزاتها، وإحدى غاياتها الأساسية إتاحة فرصة مناقشة ومعالجة القضايا الخاصة بالمنطقة لتكون صورة عن الديمقراطيّة التّشاركيّة، وكانت لها خطوة خجولة في فتح باب تسويق منتجات الريف والترويج لها».

المهندسة ربا الشربجي مديرية المشروع

وتحدثت مديرة مشروع شبكة "المعرفة الريفيّة" المهندسة "ربا الشّربجي المزيك" عن المشروع قائلة: «في عام 2012 وبموجب مذكرة تفاهم مع وزارة الإدارة المحلية استلمت وزارة الاتّصالات والتّقانة إدارة المشروع من استضافة للمواقع وتأمين صيانة له، ومتابعة المدراء المشرفين عليه، وحل المشكلات الفنيّة، في حين تقوم وزارة الإدارة المحلية بالتعاون مع مدراء المواقع بتسهيل وصولهم للمعلومات عبر التّواصل مع الوحدات الإداريّة التّابعة لها.

وتتألف الشّبكة من مجموعة مترابطة من مواقع الويب التي تخص عدداً من البلدات والمناطق الرّيفيّة في "سورية"، وعددها حالياً 96 بلدة ويمكن الوصول إليها عبر الموقع الرّئيسي (www.reefnet.gov.sy) والمتضمن مواضيع معرفيّة متنوعة، ومكتبة تضم أكثر من 2000 كتاب، ونحو أربعة آلاف مقال ودراسة وهي في توسع مستمر، إضافةً إلى المكتبة الصوتية.

عمار السيد مدير بوابة إزرع

ويتم العمل في المشروع على مستويين: الأول مركزي مهمته إدارة الموقع الرّئيسي للشبكة بشكل مستمر، ويقوم به فريق عمل مختص في وزارة الاتّصالات والتّقانة، والثاني على مستوى المواقع الفرعية حيث يقوم المتطوع المحلي لكل بلدة بالإشراف الفني على الموقع وتحديثه، ويعمل على تزويد الموقع بما يتوافق مع احتياجات المجتمع المحلي وخصوصيته بالتعاون مع مجلس الوحدة الإدارية، ويمكن للمجتمعات المحلية الاستفادة من الموقع في التّعريف بالبلدات السّوريّة ومنتجاتها وتقديم دليل خدمي للمنطقة وتغطية أخبارها.

وقد كان لشبكة "المعرفة الرّيفيّة" السّوريّة الحضور الدّولي حيث إنها حازت على المركز الثاني لجائزة "الكندي" للمعلوماتية في العام 2008 في مجال أفضل موقع عربي ثقافي على الإنترنت، كما كانت في العام 2013 من أفضل ثلاثة مشاريع في العالم العربي ضمن فئة الثّقافة والسّياحة الإلكترونيّة في مسابقة جائزة "القمة العالميّة" (WSA) جائزة المحتوى الإلكتروني العربي».

الشبكة على الانترنت

وعن مراحل العمل في تطوير المشروع، تابعت قائلة: «بعد الأزمة التي مرت بها البلاد، بادرت الوزارة لتأمين مخدمات جديدة عالية الأداء لنقل المواقع إليها، وتعاقدت مع "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" كحل إسعافي لتقديم الخبرة اللازمة لتأمين وتحصين مخدمات الشّبكة من النواحي البرمجية، وسد الثغرات الأمنيّة مع إعطاء أولوية المعالجة للمواقع النشيطة، وتحديث محتواها دورياً، وكذلك تم تطوير البرمجيات المستخدمة وتهجير معطيات المواقع وتشغيلها على المخدمات الجديدة. ويجري حالياً العمل على تكليف مديرين جدد لإدارة المواقع المتوقفة عن العمل واستعادة نشاطها، لتكون بصف تعداد البوابات التي حظيت بفرصة الاستمرار في العمل بشكل مستقر».

"عمار عبد المجيد السّيد" مدير بوابة "إزرع" في "درعا" عن البوابة التي تطوع للعمل فيها مع بداية إطلاقها، قال: «اطلعت على فكرة مشروع شبكة "المعرفة الرّيفيّة" وأهدافه، وجاءت متوافقة مع المجال الذي كنت أعد له في ذلك الوقت بإحداث صفحة إنترنت تحمل أخبار البلدة وأهلها، فتحمست للمشروع، وأسرعت بالتطوع للعمل فيه، واستلمت إدارة البوابة والنشر فيها، فكانت الأخبار والفعاليات المختلفة من اجتماعية وخدمية وسياحية ومعرفية، كما عملت على متابعة الأمور التّقنيّة لموقع البوابة، وقد حصل موقع "بوابة إزرع" على المرتبة الأولى بين جميع المراكز في "سورية" عام 2008، كما كانت البوابة موضوع بحث قدمه أحد المهندسين لأحد الجامعات البريطانية تحدث من خلالها عن مشروع الشّبكة والعمل فيها».