تأسس فريق "حبق" من منطلق أنّ الشباب سرّ الفرح والنهوض، فتآلفت مجموعة تطوعية بأعمار مختلفة، مستقلة بذاتها، هدفها غرس مبدأ الحياة بعطاء، واستثمار الوقت في أعمال تطوعية وتوعوية لبناء مجتمع قادر على تطوير قدراته ومهاراته.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 كانون الأول 2019 "أتوار الشاقي" المسؤولة عن فريق "حبق" وهي طالبة هندسة معلوماتية، حيث تحدثت عن الفكرة قائلة: «عمري 25 عاماً، وأنا متطوعة في فريق رفع الوعي الصحي في منظمة "الهلال الأحمر"، ومدربة حماية طفل، وأيضاً متطوعة في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية وملتقى "سوريانا" للسيدات.

الصعوبات تكون أحياناً بعدم وجود دعم كاف، فنكون مجبرين على الاختصار على الأمور الأساسية المهمة في المشروع المتناسبة مع الميزانية، وأحياناً ندعم المشروع من مالنا الخاص أو نحاول عمل النشاط دون ميزانية، وأيضاً هناك صعوبات تواجهنا لنيل الموافقة على العمل في المكان

كانت بداية عملنا التطوعي في 2016 بالجداريات والرسوم، فرسمنا على جدران مدرسة "صبحي عودة"، وعملنا فيها على تأهيل القبو ليصبح صالة تعليمية، ثم عملنا في قسم الروضة، ورسمنا على جدرانها الجداريات الجميلة أيضاً، وأنشأنا مساحة صديقة للطفل وهي غرفة مجهزة لأنشطة الأطفال».

أثناء رسم لوحة جدارية في حديقة "أثر"

تضيف: «فكرة "حبق" كانت من مبدأ أنه إذا حركنا حبقة واحدة لا تعطي عطراً، لكن إذا حركنا الزهرة كاملة فتعطي رائحة وأثراً، والبداية كانت بتنمية مواهب بفعالية في المركز الثقافي ضمت ثلاثين شاباً وشابةً يملكون مواهب مختلفة، وتتراوح أعمار المتطوعين من 12 عام إلى 35 عام تقريباً».

بالنسبة لإعادة ترميم الحدائق، تابعت قائلة: «جاءت هذه الفكرة من منطلق أننا في مدينة "النبك" لا يوجد مكان آمن للأطفال، ولا مكان مناسب للنزهات، وبتمويل من مركز الرعاية الإجتماعية بدأنا بحديقة موجودة بالحي الشرقي، وأطلقنا عليها اسم "حبق"، حيث قدم لنا مركز الرعاية المواد، وكنا نقوم بالعمل، فقد كان عملنا من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الثانية عشر ليلاً، حيث تضمنت رسومات وإصلاح وإعادة تدوير مقاعد وألعاباً من صنع شبابنا.

مشاركة الأطفال في إعادة تأهيل الحديقة

ثم قمت بتقديم طلب مبادرة شبابية في مدينة "دمشق"، وتمت الموافقة عليها وتزويدنا بالمواد اللازمة للترميم، وتابعنا بمبادرة لحديقة أطلقنا عليها اسم "أثر" بالحي الغربي من المدينة، وأيضاً من المبادرات التي قمنا بها إصلاح المقاعد المدرسية».

وتابعت "آلاء الحكيم" أحد أعضاء فريق "حبق": «كنت أعمل معلمة متطوعة في مركز "المجد" لذوي الاحتياجات الخاصة، ثم عملت بجمعية "التنمية السورية" حيث كنا نعمل على أنشطة للأطفال واليافعين، وعندما تركت الجمعية أسسنا فريق "حبق" وهو فريق غير تابع لأي جهة، فبدأنا بتنظيم مشاريع ونتعاون مع الجهة التي تدعمه بفريق مميز جداً ومواهبه متنوعة، كنا نركز على رسم جداريات تجميلية للحدائق لتغطية الجدران وجذب الأطفال والكبار ولتشجيع المواهب، وأهم ما في الفريق روح التعاون والحب والألفة، وبذل كل طاقة دون انتظار مقابل».

تلوين الإطارات واستخدامها للزارعة والتزيين في الحديقة

وبالنسبة للصعوبات التي تواجه عملهم، قالت: «الصعوبات تكون أحياناً بعدم وجود دعم كاف، فنكون مجبرين على الاختصار على الأمور الأساسية المهمة في المشروع المتناسبة مع الميزانية، وأحياناً ندعم المشروع من مالنا الخاص أو نحاول عمل النشاط دون ميزانية، وأيضاً هناك صعوبات تواجهنا لنيل الموافقة على العمل في المكان».

أما عن الفريق فتابعت: «لدينا إقبال كبير من الشباب والشابات للانضمام إلى الفريق، ونحن نقوم بالاختيار بعناية كبيرة، فواجبنا الاهتمام بسلامة الأطفال النفسية والجسدية، وهذا كان الهدف من إعادة تأهيل حديقتين ليكونا مكاناً مناسباً للعب الأطفال وإبعادهم عن اللعب في الطريق العام.

النجاح بالنسبة لنا هو زرع الفرح في قلب كل طفل وأم وذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة التي نعيش فيها».