رغم اختلاف التسميات بين ذوي الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الهمم أو المعوقين للإشارة إلى فئة معينة من المجتمع، إلا أنّ جوهر مكانة هذه الفئة وأهميتها وأثرها في من حولها، يبقى ذاته من خلال منظور تحويل العجز إلى طاقة، ويبقى الهدف الأساس من وضع الأشخاص ضمن تصنيف ذوي الإعاقة أو خارجه، هو العمل على تقديم الدعم اللازم لهم ومحاولة دمجهم مع بقية أفراد المجتمع وتفعيل دورهم بشكلٍ حقيقي على أرض الواقع.

"مختلفون لكن متساوون" هو شعار الاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة الذي يصادف 3 كانون الأول من كلّ عام، الاحتفال الذي يهدف إلى تعزيز حقوق هؤلاء الأشخاص في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية، وزيادة الفهم بقضايا الإعاقة ورفع الوعي بأهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع ومشاركتهم بالأعمال المختلفة.

الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة في "سورية" حققوا في الفترة الأخيرة نقلةً نوعيةً في مجال الاندماج بالمجتمع والقدرة على العمل ضمن فريق يضمّ السليم والمعوق معاً، وشاركوا في أعمال ضمن مجالات عديدة لم تكن تخطر على بال الكثيرين، عدا عن الأعمال والمشاريع التي أسسوها ونجحوا فيها محققين نتائج مذهلة على الأرض نافسوا فيها الأصحاء، بل وتفوقوا عليهم في بعض الأحيان، مؤكدين على فكرة المساواة رغم الاختلاف، ويمكن القول إنّ ما حققوه من خطوات مميزة كان دليلاً على الإصرار والثقة بالنفس والقدرة على تحويل أيّ عجز مهما كان كبيراً إلى كتلة من الطاقة المنتجة الفاعلة التي تساهم في بناء المجتمع في شتى المجالات.

العمل المجتمعيّ التنمويّ الذي قامت به عدة جمعيات، إضافة للمبادرات التي تهدف لدعم أصحاب الهمم ودمجهم بغيرهم من الفئات، ساهمت بشكل كبير في قدرة هؤلاء الأشخاص على تجاوز إعاقتهم وتحويلها إلى طاقاتٍ حقيقية تمّ استثمارها بشكل ناجح، حتى وصل مستوى الدمج إلى مراحل مميّزة تنمُّ عن وعيٍ ثقافيّ وتنمويّ لدى الكثير من أفراد المجتمع.