حبهم لإعادة إحياء حرفة الجدات التراثية في تدوير الأقمشة، ورغبتهم بتقديم الدعم للمرأة لتكون فعالة في المجتمع، دفعهم لأن تبدأ الدكتورة "سحر البصير" ومجموعة من النساء مشروعهم التنموي الذي حمل عنوان "تدوير النحل" لتوثيق ثقافة العمل اليدوي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 تشرين الثاني 2019، الدكتورة "سحر البصير" المسؤولة عن المشروع لتتحدث عن تجربة العمل المشترك، فقالت: «كانت البداية بصناعة أسواق "لاورا" لشغل الأيد، لتسويق الأعمال اليدوية للنساء مع بداية الأزمة بعام 2011، وبعدها أشرفت على العمل اليدوي لفعالية "جدايل سورية" بالعام نفسه، وكنا نصنع لوحات جماعية بالإبرة والخيط وشعر النساء المقصوص، وبدأت أتلمس موجودات الشارع السوري على المستوى النسائي، حيث كان لدينا مواجهة خطرة ومستقبل مجهول ومرحلة تغيير كبيرة تحتاج لاستعدادات كبيرة، وخصوصاً خلال سنوات الأزمة، فقمت بدعم النساء المهجرات بمختلف مراكز الإيواء بـ"دمشق" وريفها، ومن خلال هذه الظروف المختلفة استطعت تحديد الإمكانيات التي من الممكن تجميعها لانطلاقة نسائية واعية؛ ولها عنوان ومنهجية واضحة تضم مجموعة عفوية من كافة شرائح المجتمع بهدف تقديم الدعم النفسي والمادي من خلال صناعة لحافات من القماش المستعمل بالإبرة والخيط بالطريقة التراثية، وصناعة دمى قماشية من القماش المستعمل على الطريقة القديمة».

من خلال مشروع "خلايا النحل" باشرنا العمل على تدوير الألبسة البالية؛ معتمدين في ذلك على تنسيق الألوان بطريقة فنية مبتكرة ومميزة وبجودة عالية، حيث نلتقي كل يوم سبت من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثانية عشر بالمجمع الثقافي بـ"مشروع دمر" لتدريب النحلات الجدد حسب برنامج الدكتورة "سحر البصير"، بالإضافة إلى التدريب المستمر لمجموعة "إبرة وخيط" المكونة من نساء أنهين تدريبهن بمشروع "خلايا النحل"

وأكملت: «قمت بتسويق الدمى لصالح النساء المهجرات في مراكز الإيواء في أسواق "لاورا" لشغل الأيد، ولاقت وقتها رواجاً كبيراً، فقررت إطلاق مشروعي من داخل مراكز الإيواء الذي حمل اسم "خلايا النحل" بسبب العدد الكبير للعاملات والجهد الكبير المبذول، وغزارة الإنتاج المدهشة، فقد رأيت أنه من الممكن أن نعمل جميعاً كخلية نحل بقرار نسائي جماعي لإنتاج منتج متشابه من القماش المستعمل الذي يمثل الرحيق لبناء منهج تدريبي وضعته بنفسي لتدريب النساء على صناعة منتجات معاصرة على خلفية تراثية، وبدأت تجاربي التدريبية حسب المنهج في مركز إيواء بـ "ضاحية قدسيا"، وطلبت من "جاكلين فرح" مديرة جوقة "دهب عتيق" الغنائية، والنحلة المدربة "جمانة نعمة" لتدريبهم على الحرفة».

الدكتورة "سحر البصير" المسؤولة عن مشروع "خلايا النحل"

وعن مشروع "خلايا النحل" قالت: «هو مشروع لإعادة تدوير الأقمشة المستعملة وإعادة إحيائها بتحفة فنية متميزة، هذه الحرفة التراثية التي أبدعت بها جداتنا في الماضي؛ حيث كن يجمعن القماش البالي، ويقمن بقصه وإعادة خياطته لصنع منتجات قماشية مختلفة لأفراد العائلة، فقمت بتعليم هذه الحرفة للشابات في مراكز الإقامة المؤقتة في "دمشق" وريفها، وتدريبهم على الاستفادة من الأقمشة البالية أو القديمة في صناعة لحافات ودمى قماشية وشراشف ووسائد باستخدام أدوات بسيطة كالإبرة والخيط، بالإضافة إلى أن المشروع يستهدف النساء السوريات من كل الشرائح لتدريبهن على الحرف التقليدية كشكل من أشكال توثيق التراث غير المادي ضمن برنامج تنموي تراثي يستمد قوته من أصالة الثقافة المحلية العريقة، فمن خلال مشروعنا الذي حمل عنوان "خلايا النحل" كنا نعمل بدأب النحل وهدوئه باستخدام الموجودات لصناعة حاجات المستقبل، ونرسم معالم الغد بأيدينا وبدون رأسمال، ونجمع الرحيق لنصنع العسل، لنخط السطور الأولى لفكر سوري نسائي جديد يحمل في طياته أحلام وآمال كل نساء "سورية" بضم كل شرائح المجتمع تحت بند واحد (ثقافة المرأة السورية)، كما تلقينا دعم وزارة الثقافة بإقامة معارضنا في مراكزها، وتمت استضافتنا في خان "أسعد باشا" لمدة سنة كاملة، وشاركنا بفعاليات "أيام التراث"».

النحلة المدربة "سلافة بغجاتي" حدثتنا عن دورها في المشروع بالقول: «من خلال مشروع "خلايا النحل" باشرنا العمل على تدوير الألبسة البالية؛ معتمدين في ذلك على تنسيق الألوان بطريقة فنية مبتكرة ومميزة وبجودة عالية، حيث نلتقي كل يوم سبت من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثانية عشر بالمجمع الثقافي بـ"مشروع دمر" لتدريب النحلات الجدد حسب برنامج الدكتورة "سحر البصير"، بالإضافة إلى التدريب المستمر لمجموعة "إبرة وخيط" المكونة من نساء أنهين تدريبهن بمشروع "خلايا النحل"».

المتدربة "هناء العكش"

النحلة المتدربة "هناء العكش" قالت: «بدأت بالتدريب في مشروع "خلايا النحل" بعد التقاعد، فقد أعجبتني الفكرة كثيراً، وخصوصاً أنها تعتمد على إعادة تدوير الأقمشة البالية والقديمة لصناعة لحافات وشراشف ووسائد بطريقة فنية رائعة مع المحافظة على هوية وتراث حرفة الجدات، أضف إلى أن هذه التجربة صقلت موهبتي وخبرتي بطرية مبتكرة، فهي تحتاج إلى الصبر والدقة في العمل والهدوء، حيث إنها تخلق توازناً متكاملاً للشخصية، وتعتبر مساحة لإفراغ الطاقات الكامنة لدى الإنسان. كما أن هذه الحرفة تحقق للنساء المتدربات والمشاركات بالمشروع استقلالاً اجتماعياً واقتصادياً من خلال قدرتهن على إقامة مشاريعهن الخاصة من خلال إنتاج منتجات تراثية ذات طابع عصري وراقي».

من أعمال مشروع "خلايا النحل"