قبل أيام قليلة كانت مناسبة اليوم العالمي لعيد الأب، وعلى الرغم من أنه يوم عالمي كعيد الأم، غير أنه مرّ على السوريين مرور الكرام من دون أجواء احتفالية أو تبادل للتهاني والهدايا والمعايدات الواقعية والإلكترونية منها، إلا فيما ندر.

16 حزيران من كل عام؛ اليوم المخصص للاحتفال بيوم الأب كمناسبة عالمية، أظنّ أن أغلبنا لا يحفظ هذا التاريخ، والكثيرين منا يمرّ عليهم من دون أن يتذكروه، وبعضهم لم يسمعوا به من قبل، غير أننا جميعنا نحفظ تاريخ عيد الأم عن ظهر قلب، ونعطيه الوقت الكافي من التحضير للاحتفال به، ونعيش فيه الأجواء الاحتفالية بكل تفاصيلها، ولا يمرّ عام إلا ويأخذ هذا اليوم أبعاده المعنوية والاجتماعية بالكامل، فلماذا يا ترى لا يحصل عيد الأب على المكانة ذاتها في قلوبنا وحياتنا؟ فمن منا في هذا اليوم حمل هدية أو وردة لوالده في هذه المناسبة؟ من منا طلب منه الرضا مع قبلة على الرأس أو حتى عبر مكالمة هاتفية؟ من منا كتب له منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي يشكره على عطائه وما بذله عبر السنوات الطويلة؟ من منا نشر صورته مع والده ليعبّر عن فخره بهذا الأب العظيم؟ قد يوجد من قام بذلك، إلا أنها نسبة قليلة جداً مقارنة مع ما قمنا به في عيد الأم.

المظاهر الشكلية لمثل هذه المناسبة والاحتفال بالأب في يوم عيده ليست مهمةً، بقدر أهمية إعطاء الأب حقه الطبيعي في كل الأوقات والمناسبات، من خلال التعبير عن الحب والاحترام والتقدير والامتنان قولاً وفعلاً، وأن تكون له مكانة في العائلة تساوي الحجم الحقيقي لما قدم ويقدمه للأبناء، وألا يكون الانحياز دائماً إلى ناحية الأم في كل المواقف التي تضع الأبناء في اختبار الاختيار المعنوي، بحجة أن الأم الشخص الأكثر حاجة إلى العاطفة في الأسرة، وأن الأب عملي أكثر، أو لا يهتم للتفاصيل المعنوية، غير أن الأب على الرغم من عظمته وجبروته يحتاج بين الحين والآخر أن يرى في عيون أولاده العواطف التي تزيد من حبه لهم، وقوته ودفعه ليقدم لهم أفضل ما يمكن.

لا تبخلوا على آبائكم بالاحتفال بعيدهم، يوم واحد في العام قد يكون كفيلاً بإرجاع ثقة الحب إلى قلوبهم، إن مرّوا بلحظات تجعلهم يشعرون بفقدانها. وكل عام وجميع الآباء الأوفياء، العظماء في نظر أولادهم بخير.