كعادتهم أبناء "سورية" يستغلون كل فرصة من شأنها إبراز جمال بلدهم في مدنهم وحاراتهم على امتداد مساحتها، فها هي مجموعة من أبناء مدينة "التل" التي تشكل جزءاً من هذه اللوحة السورية المتكاملة، أطلقت مبادرة "ساعدونا لترجع التل أحلى" بغية إبراز جمال مدينتهم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 10 كانون الأول 2018، مع المحامية "غدير الشلبي" من القائمين على المبادرة، لتحدثنا حولها بالقول: «فكرة المبادرة انطلقت من جلسة مع الأصدقاء، فتم اقتراح الفكرة وقوبلت بالثناء من قبل الجميع، كما عبر الفريق عن استعداده لتقديم كل ما من شأنه إنجاحها، وشملت المبادرة جوانب جمالية هدفها تحسين صورة مدينة "التل"؛ عبر إضافة لمسات فنية في أروقة المدينة، وبالمجمل فإن هذه اللمسات عبارة عن مساعدات ذاتية من أعضاء الفريق، إضافة إلى مساعدات رمزية من الأصدقاء والمقربين».

لفتتني جمالية الفكرة عندما مررت بجانبها أنا وطفلتي التي جذب نظرها الجدران المرتبة والمنسقة التي تشكل تحفة فنية في شوارع "التل"، وعلينا اليوم أن نربي أطفالنا منذ صغرهم على ثقافة الجمال كي يحافظوا على مثل هذه الأعمال حين يكبرون ويعملوا على تطويرها لا تخريبها أو إهمالها

وتكمل: «نشعر بالرضا عما قدمناه لنغيّر وجه مدينتنا التي نحبها على الرغم من ضيق الإمكانيات المتاحة بين أيدينا، فـ"التل" مدينة متميزة وأي لمسة هدفها نشر الجمال في حاراتها ستضفي إشراقاً على مظهرها العام، وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي وجهت لنا، إلا أننا سخرناها لتكون دافعاً إيجابياً لنا لنستمر في المبادرة».

أحد نشاطات المبادرة في مدينة "التل"

الطالب "فهد الطحان" أحد أعضاء المبادرة، بدوره قال: «عندما دخلت الفكرة حيز التطبيق العملي شعرنا ببعض الصعوبات، لكننا كنا نؤمن بأن كل الأفكار الإيجابية نهايتها النجاح لأنها تسعى لإبراز الجانب المشرق من الحياة على الرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بنا، بالمقابل هناك طرف آخر ذو أهمية كبرى في خدمة مثل هذه المبادرات، وهو الطرف الذي يجب عليه المحافظة على ما قمنا به من أعمال في شوارع مدينة "التل"، وبالمجمل إن كان في "التل" أو غيرها، اليوم نشهد الكثير من المبادرات الجمالية في شوارعنا، وعلينا التركيز على الشق التوعوي بين الناس للحفاظ على مثل هذه الأعمال من خلال المدارس وصفحات الإنترنت المحلية».

وقد لاقت المبادرة آثاراً إيجابية في أوساط مدينة "التل"، حيث تقول "ياسمين" وهي من سكان مدينة "التل": «لفتتني جمالية الفكرة عندما مررت بجانبها أنا وطفلتي التي جذب نظرها الجدران المرتبة والمنسقة التي تشكل تحفة فنية في شوارع "التل"، وعلينا اليوم أن نربي أطفالنا منذ صغرهم على ثقافة الجمال كي يحافظوا على مثل هذه الأعمال حين يكبرون ويعملوا على تطويرها لا تخريبها أو إهمالها».

فريق العمل أثناء القيام بأحد النشاطات

يذكر، أن أصحاب فكرة المبادرة هنّ: المحاميات "غدير الشلبي" مديرة تنفيذية للمبادرة، و"نسرين الطحان"، و"رزان قريش"، والفنانة التشكيلية "مريم ابريق"، إضافة إلى الطالب في كلية الحقوق "فهد الطحان".

جدار تم تزيينه من قبل أعضاء المبادرة