توجّهٌ خجول وخطواتٌ أولى بحالاتٍ قد تكون فريدة فقط، إلا أنها بصيص أملٍ يحمل التفاؤل لمستقبلٍ جديدٍ في التعامل مع الأبناء وتربيتهم، لتكون مناهج التربية الحديثة للطفل الأسلوب الأكثر استخداماً في بيوتنا ومدارسنا وفي جميع علاقاتنا مع الأطفال.

ولأن نظريات التربية الحديثة متعددة ومناهجها متداخلة، من الطبيعي أن يكون إدراكنا لهذا الأسلوب بعمقه وتفاصيله وأهدافه البعيدة والقريبة صعب التحقق بالطريقة المثالية في الوقت الحالي، إلا أنه بمجرد الإيمان بفعاليته والعمل على تأسيس لبناته الأولى في مدارك كل منا، سنكون قد خطونا الخطوة الأولى لامتلاك ضوابط العمل وفقاً لتلك المناهج وتطبيقها بالطريقة التي تحقق الغاية المطلوبة.

صناعة الطفل وفقاً لمناهج التربية الحديثة تحتاج إلى جهد ووقت وصبر أكثر من أساليب التربية التقليدية التي تربينا عليها ومازال الكثيرون من الأهالي والمربين يستخدمونها في تربية أولادهم وطلابهم، إلا أن هذه الصناعة تشبه إلى حدٍّ كبير غرس بذار مضمونة الثمار، ونتائجها تستمر مدى حياة هذا الكائن الذين يجب التعامل معه بطريقة تؤكد فكرة؛ أن الطفل قادر على التفكير منذ اللحظات الأولى لولادته. ومن خلال تطوير خبراته اللغوية والاجتماعية والرياضية والتربوية والحسية والحركية منذ سنوات عمره الأولى، واعتماد لغة الحوار في التعامل معه في جميع الظروف والمواقف لإفساح المجال أمامه للتفكير والإبداع، تكون بذلك أسست لإنسان منتج مميز وفاعل في المجتمع وله تأثير إيجابي في محيطه.

ضوابط نظريات التربية الحديثة نجدها للوهلة الأولى صعبة التطبيق، وخيارات سلامة الطفل النفسية والمفردات التي يجب اختيارها في الحديث معه لا يمكن التحكم بها خارج المنزل، تعدّ عقبة في السير ضمن طريق هذا المنهج من مناهج التربية، لذلك ستكون الخطوات الأولى لنشر أسلوب التربية الحديثة مهمة شاقة في البداية، لكنها مع مرور الوقت ستسهل الكثير من المهام على الجميع أثناء إنشاء جيل يمتلك قدرات خلاقة وأفكار مبتكرة ناتجة عن معافاة نفسية واجتماعية منذ الصغر.