تعدّدت الأمثال الشعبية ومواضيعها بتعدّد وتنوع الأجيال التي تناقلتها، وكان لأشهر السنة نصيب منها؛ فماذا قالوا عن التشرينين؟

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 تشرين الأول 2016، "ممدوح حبق" الباحث بالتراث الشعبي، ليحدثنا عن أمثال تشرين، فقال: «إن وجود وانتشار الأمثال لم يقتصر على بلد دون سواه، أو زمان دون غيره، إنما احتفظت الشعوب بكل ما هو طريف وجميل في تراثها من خلال الحكم والأمثال الشعبية التي جسّدت صوراً عن الحياة الإنسانية والتقاليد والعادات لهذه الشعوب، وبقيت هذه الأمثال حاضرة في الذاكرة على الرغم من اختلاف ألفاظها ومصادرها، ويعدّ التراث الشعبي السوري المحكي غنياً بالكثير من الحكم والأمثال التي وثّقت للعديد من الحالات والمواقف، كما خصّت بعض أشهر السنة كشهري تشرين الأول والثاني، حيث قالوا في الطقس: (ما بين تشرين وتشرين، صيف تاني)، حيث حرارة الجو ترتفع بينهما وتصبح كحرارة فصل الصيف، وربما يحدث برد أيضاً، فقالوا في ذلك: (برد تشارين توقّاه، وبرد الربيع استلقّاه)، وبعض الأحيان يكون البرد فيهما قاسياً؛ وهو ما يؤذي صحة الإنسان، فقالوا: (برد تشارين بيهري المصارين، برد تشارين أحدّ من السكين)، كما قالوا: (بتشارين بلشت برداتا، والشتوية شمرت زنوداتا)».

كان للزراعة والخضار والفواكه بالتشرينين نصيب من الأمثال أيضاً؛ فقد استعمل مصطلح "العروة التشرينية" للدلالة على قطف المحصول، كما وصفوا الخيار التشريني الذي يسقى بالماء العادي وليس بماء المطر، لا طعم له ولافائدة على الرغم من رائحته القوية، فقالوا: (عضّ على حية، ولا تعضّ على خيارة تشرينية)، (خيار تشريني شمّ، ولا تشتريني)، (خيار تشريني شمّني وارميني). كما يعدّون شهر تشرين الأول موسماً للزيتون، وفيه قالوا: (تشرين موسم الزيتون)، وعن الفواكه التي ينتهي موسمها كالعنب والتين، قالوا: (في تشرين ينتهي العنب والتين)، وكان الناس يستدلون من البيئة والظروف المناخية على الطقس، فقالوا: (يأتي تشرين ويغسل الياسمين)

ويتابع "حبق": «كان للزراعة والخضار والفواكه بالتشرينين نصيب من الأمثال أيضاً؛ فقد استعمل مصطلح "العروة التشرينية" للدلالة على قطف المحصول، كما وصفوا الخيار التشريني الذي يسقى بالماء العادي وليس بماء المطر، لا طعم له ولافائدة على الرغم من رائحته القوية، فقالوا: (عضّ على حية، ولا تعضّ على خيارة تشرينية)، (خيار تشريني شمّ، ولا تشتريني)، (خيار تشريني شمّني وارميني).

الباحث ممدوح حبق

كما يعدّون شهر تشرين الأول موسماً للزيتون، وفيه قالوا: (تشرين موسم الزيتون)، وعن الفواكه التي ينتهي موسمها كالعنب والتين، قالوا: (في تشرين ينتهي العنب والتين)، وكان الناس يستدلون من البيئة والظروف المناخية على الطقس، فقالوا: (يأتي تشرين ويغسل الياسمين)».

من جانبه يحدثنا "مهند قسوات"، وهو مهتم بالأمثال الشعبية قائلاً: «كانت جداتنا بليالي الشتاء يروين لنا حكايات وأمثالاً شعبية تلخص أحداثاً جرت معهن أو مع غيرهن، وأذكر من أمثال تشرين التي كانت ترويها: (تشرين تاني يحل أجر تاني)، وبنهاية تشرين الثاني، قيل: (يلي ما بحرث عند الأجرد، عند الصليبه بحرد).

مهند قسوات

وفي شهري تشرين الأول والثاني يبدأ هطول الأمطار، فتسقى الأرض العطشى، وتخزن المياه في الآبار، وعن ذلك قالت الأمثال القديمة: (اللي ما ارتوى من حليب أمّو، يرتوي من ميّة تشارين)، (إذا خلص التين عليك بميّة تشارين)، و(بين تشرين الأول والثاني، المطرة قلّاني).

وكذلك حديث التحضيرات لمؤونة الشتاء، حيث يبدأ الناس تجهيز ما يلزمهم لأيام البرد، فقالوا: (سبّع بيتك يا مسكين قبل أول تشرين)؛ أي جهّز المواد السبع: (دبس، طحين، سمن، برغل، زيت، خضار، زبيب)، وقالوا: (أجا أول تشرين، وطاب أكل اللحم بعجين)، (أجا تشرين وأجا الوحل والطين)؛ أي جاء الخير بهطول المطر.

وكذلك تبدأ الحيوانات الهروب من البرد والاختباء من برد التشرينين، وعن ذلك قيل: (بتشارين بتوكّر الحيايا والحرادين)، وأيضاً لا بدّ من إطعام الحيوانات بتشارين؛ لأن الخضار تنتهي مع قدوم شهري كانون، قالوا: (طعمي دوابك بتشارين بتلقاه بكوانين).

وللصبايا حصّة من أمثال تشرين، فقالوا: (الصبية بتشرين بتكمّل العشرين). وقالوا عن بداية تشرين الثاني: (أول دخولوا، شمعة طولوا)».