توارثت الأجيال المتعاقبة الأمثال الشعبية التي تعدّ خلاصة التجارب البشرية على مر العصور، وبعد ثورة الإنترنت تحولت تلك الأمثال من جديد إلى أيقونات يستخدمها الشباب للتعبير عن حالاتهم المتغيرة باستمرار.

وبعده قالت "نفرتيتي": «لا جديد تحت الشمس». وبرأيي ستتولد أمثال (فيسبوكية وإنترنيتية) وفق مقتضيات الحاجة والحالة، والمفهوم العام لن يتغير إنما المصطلحات، ويمكن القول إن طريقة كتابة الأمثال اختلفت من حبر القلم إلى النقر بالأصابع على "الكيبورد"، لكن يبقى مفهوم الكتابة هو الكتابة».

برأيي لا يساهم الإنترنت بخلق الأمثال وتداولها؛ حيث إنها وجدت نتيجة تواصل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وبمواقف معينة، وبعصر الإنترنت الذي تتداوله شريحة الشباب البعيدة عن التواصل الاجتماعي المباشر، لا يمكن أن نلاحظ خلقاً أو انتشاراً للأمثال الشعبية كما كانت سابقاً، لأن المثل ابن لحظته وموقفه بين الأفراد مجتمعين

ويضيف "ممدوح حبق" الباحث بالأمثال عن ذات الموضوع: «تدخل الأمثال الشعبية ضمن ما يسمى التعبير العفوي عن حدث أو موقف جرى مع الأشخاص في زمان ومكان معينين، وهي تعكس مشاعر الشعوب وتجسد أفكارها وتصوراتها وعاداتها وتقاليدها، وهي سريعة الانتشار عبر الزمان والمكان، ولا سيما ونحن الآن بعصر الإنترنت الذي ساهم بتبادل الأمثال بين الدول أو حتى ترجمة الأمثال من لغة إلى أخرى، ولا يمكننا القول إنها اندثرت أو لم تعد متداولة كالسابق، بل برأيي ساهم الإنترنت بزيادة انتشارها بين الأفراد بمختلف البلدان».

الأديب حسن إبراهيم سمعون

الدكتورة "وسام قباني" الأستاذة بجامعة "دمشق" قالت: «تمثّل الأمثالُ مرآةً صافيةً تعكس واقع المجتمع، وتميط اللّثام عن أعرافه وقوانينه، وتنير لنا ما خفي من طبائع سكّانه، والعرب من أكثر الشعوب التي استخدمت الأمثال للتعبير عن واقعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي، أو لتعليم أبنائهم، ومن هنا اكتسب المثل أهمية كبرى في حياة الإنسان العربي، ولا يمكن تجاهل القيمة التربوية للأمثال الشعبية ودورها الرائد في تنمية التفكير الناقد، ولعل السر في سيرورة الأمثال اعتمادها كوسيلة ذكية في تربية الأبناء وتحفيزهم للقيام بالتصرفات الصحيحة، ولا يمكن أن تندثر الأمثال الشعبية في عصر الإنترنت وهيمنة وسائل التواصل على حياتنا؛ والدليل أنه على صعيد ما يسمى الإنترنت التعليمي فيشغل الأدب والتراث الأدبي والأمثال حيزاً كبيراً لا يمكن تجاهل دوره في تثقيف الناشئة».

بدوره الموظف "إسكندر حداد" قال: «برأيي لا يساهم الإنترنت بخلق الأمثال وتداولها؛ حيث إنها وجدت نتيجة تواصل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وبمواقف معينة، وبعصر الإنترنت الذي تتداوله شريحة الشباب البعيدة عن التواصل الاجتماعي المباشر، لا يمكن أن نلاحظ خلقاً أو انتشاراً للأمثال الشعبية كما كانت سابقاً، لأن المثل ابن لحظته وموقفه بين الأفراد مجتمعين».

الباحث ممدوح حبق
الدكتورة وسام قباني