تتجسد الصورة الذهنية للمراسل الصحفي عند المتلقي التقليدي في أنه مجرد ناقل للخبر أو المعلومات التي ترد إليه من مصادر مختلفة، وأن مهمته تنتهي عندما ينتهي الحدث وتالياً الأخبار المرتبطة به.

تكمن أهمية المراسل في الإعلام التقليدي في أنه ينقل الحدث، لكن الإعلام الجديد (وخاصة صحافة المواطن)، أوجد لهذا المراسل مهمة مغايرة تتعدى نقل الحدث لتصل إلى التفاعل مع المتلقي، من خلال تقديم المراسل المعلومات التي يحتاج إليها هذا المتلقي وفي وقت الحاجة.

لم يعد مهماً بالنسبة للمتلقي الجديد أن يكون هذا المراسل كاتباً للمقالات أو صاحب زاوية رأي في صحيفة معينة، بل صارت علاقة المراسل مع الناس وحاجاتهم وتطلعاتهم وفعالياتهم هي الأساس، وصار تتبعهم لمنشوراته مهما كانت قيمتها الاحترافية، المعيار الذي يحدد قيمته الإعلامية، والطريق الوحيد للوصول إلى ذلك هو مصداقيته وقدرته على تأمين الحاجة الإعلامية.

هكذا هو اليوم مراسل "مدونة وطن"، إعلامي يبني علاقة مميزة مع المتلقي، يستكشف مواطن قوته وإبداعه وابتكاراته، وينقلها كقصص نجاح إلى زوار موقع المدونة كل يوم وفي أي مكان، من نقطة الحدث وبلسان القائمين على إنجازه.

لكل مراسل اليوم أسرة إعلامية في منطقة عمله، تحولت إلى ما يشبه "خلية نحل" تسهم في استكشاف كل ما هو جديد، لأن الاكتشاف هو أصل المادة الإعلامية الحديثة.

لا تستهوي المراسل قصة عادية عابرة ولا يتوقف عند حدث إجرائي أو بروتوكولي، ولا يهمه مدح فلان أو التشكيك بآخر، لكنه يسعى نحو اكتشاف قدرات الإنسان السوري التي ربما لا يعرفها أحد، ليس لمجرد الإضاءة عليها فحسب -كما هي طريقة الإعلام التقليدي- وإنما للوصول إلى استثمار أمثل لإنجازات الإنسان السوري، وليكون المراسل فاعلاً في هذا الاستثمار آنياً ومستقبلاً.

ما يميز الإعلامي في "مدونة وطن" هو بناء علاقة خاصة مع الإنسان المنتج، الإنسان المبدع، الإنسان القادر على تجاوز المحن والضغوطات، وتالياً علاقة مع الشرائح الفاعلة في المجتمع، وهو ما نقله من موقع الوظيفة الإخبارية إلى موقع الشريك في العملية الإنتاجية.

ليس بعيداً ذلك اليوم الذي سنجد فيه مراسل "مدونة وطن" علامة مرجعية يعود إليها كل سوري ليحصل على معلومات هو بحاجة إليها، عندها سيرتفع عدد متابعي المراسلين إلى أرقام قد تبدو خيالية، قياساً بواقع الإعلام بوجه عام.

مهام مراسل مدونة وطن تتعاظم؛ ولا سيما أن المدونة تدخل اليوم المسابقة العالمية للمحتوى الرقمي بعد أن حققت شروط الاشتراك ومعايير الأداء، ولعل من أبرز تلك المهام:

  • القدرة على بناء علاقات قوية مع الشرائح الفاعلة في المجتمع.

  • احترام الإبداع والابتكار أينما كان، والسعي لاكتشاف أعماقه وأبعاده.

  • اكتشاف حالات التميز التي يتمتع بها الإنسان السوري.

  • 4. الحضور حيث يكون الحدث.

  • متابعة اهتمامات الناس والسعي إلى تقديم المعلومات التي تفيدهم وتلبي حاجاتهم.

  • الصدق في التعامل مع الشرائح المستهدفة، وزرع الثقة لدى المتلقي.

  • اعتماد مبدأ العمل الصحفي كمهمة اجتماعية وليس كواجب وظيفي.

  • إتقان صناعة المادة الصحفية والصور المرتبطة بها.

  • التخطيط الجيد بالاعتماد على الشرائح الفاعلة في المجتمع، وتحقيق التوازن والتنسيق بين المواد.

  • الوصول إلى مصادر دقيقة للمعلومات.