اعتماد مدونة وطن "eSyria" معايير عالمية في مجال الإعلام الإلكتروني؛ كان سبب نجاحها في المسابقة الوطنية كأفضل نموذج متكامل من نماذج الإعلام الإلكتروني في "سورية"، وتأهيلها لدخول المسابقة العالمية لجائزة المحتوى الرقمي؛ وهذا الإنجاز هو نتاج جهد وتخطيط وتطور بمنهجية العمل وفقاً للحاجات والمتطلبات، إضافة إلى تنسيق وتعاون من قبل فريق العمل.

أُحدثت جائزة القمة العالمية كمبادرة عالمية لمتابعة تنفيذ مؤتمر القمة العالمية حول مجتمع المعلومات WSIS؛ الذي نظمته الأمم المتحدة في دورتين: الأولى كانت في جنيف عام 2003، والثانية في تونس عام 2005.

تولي مدونة وطن في سياستها التحريرية اهتماماً خاصاً بالإنسان السوري وإنجازاته على كافة الصعد، وتحقق جميع أخبارها شعاراً رفعته: "الإنسان كنز الحياة.. كنز eSyria"، ولا يقتصر بحث المدونة عن تميز الإنسان السوري على مستويات محلية وعالمية، إنما تسعى لتسليط الضوء على إنجاز أي سوري مغمور وتوليه اهتماماً كبيراً طالما أنه يستحقه، رافعة بجهود محرريها ومراسليها قيمة هذا الإنجاز؛ وهو ما يمنح أبناء هذا الوطن دافعاً أكبر لتقديم المزيد

وينظم هذه المبادرة المركز الدولي للإعلام الجديد International Center for New Media الذي مقره في سالبورغ فيينا، بالتعاون مع عدد من منظمات وهيئات الأمم المتحدة المعنية، منها: اليونسكو UNESCO، واليونيدو UNIDO، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وجمعيات دولية مثل جمعية الإنترنت Internet Society، والتحالف العالمي لتقنية المعلومات والخدمات WITSA.

رئيس التحرير حسين الإبراهيم

تدعم هذه المبادرة أفضل مشاريع المحتوى الرقمي، وأكثرها إبداعاً في حوالي 160 دولة مشاركة في هذه الجائزة. وقد برهنت جائزة القمة العالمية خلال السنوات العشر التي مرت منذ تأسيسها أن التنوع الثقافي واللغوي والمحتوى المحلي في غاية الأهمية من أجل بناء مجتمع المعلومات الشامل في العالم.

فقد رصدت مدونة وطن "eSyria" عبر مسيرتها التي تجاوزت ثماني سنوات أكثر من 50 ألف مادة تدوينية، من خلال مراسليها المنتشرين في كل بقعة على الأرض السورية؛ الذين كان لهم دور مميز ومهم من خلال تماسهم المباشر مع الإنسان السوري للوصول إلى القصة الكاملة وانعكاساتها على المجتمع المحلي، والتبدلات التي طرأت عليها ما بين الماضي والحاضر؛ حيث سلطت الضوء على العادات والتقاليد والطقوس والقصص والأمثال، كما سلطت الضوء على المبدعين والمميزين من وجوه وشخصيات محلية بكافة المجالات والاختصاصات اجتماعياً وإنتاجياً وفنياً وأدبيا وعلمياً.. إلخ.

فريق عمل مدونة وطن

وعن تجربة مراسل محافظة اللاذقية "كمال شاهين" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 حزيران 2015، بالقول: «المؤسسات الإعلامية الناجحة هي تلك التي لا تتوقف عن اكتشاف مواضع الإبداع في كوادرها، وهي أيضاً تلك التي تترك الباب مفتوحاً أمام تغيرات الزمان والمكان والإنسان، وتتوافق مع هذه المتغيرات بما يتيح لها تقديم الأفضل والأكثر اقتراباً من أحوال الناس، كذلك هي حال "مدونة وطن"، تطورت المدونة كثيراً بين تكنيك عادي في مطلع التجربة وصولاً إلى احتراف حقيقي في صناعة الخبر التدويني وصل إلى حدود فاجأت المتابع المحلي، وحققت حضوراً في عالم التقنية المتسارعة عبر خدمة "خبر وحكاية"، كما تطور مراسلوها وكانوا متابعين فعالين للمجتمع والإنسان السوري في أزمته ومغالبتها بالجهد والثقة والإيمان بقدرته على صناعة التاريخ والأمل، ومازلنا "محكومين بالأمل"، وسنبقى».

التوزيع الجغرافي المدروس للمواد التدوينية المطلوبة من المراسلين وفق خطط تعد مسبقاً؛ كان أيضاً سبباً من أسباب فوز "مدونة وطن" في المسابقة الوطنية وتقدمها إلى الأمام؛ هذا ما أوضحته المحررة "لمى العلي" متابعة بالقول: «أساس العمل في مدونة وطن مبني على منهجية عمل صحيحة، فنحن نعتمد في عملنا على وضع خطة شهرية عامة تشمل جميع الأبواب ولجميع المحافظات وفقاً للاحتياجات العامة والمتطلبات، مع مراعاة التوزيع المناطقي فيما بينها، وخلال المدة الأخيرة تم التركيز ضمن باب شباب وجامعات على مشاريع التخرج المتميزة لطلاب الجامعات في كافة الاختصاصات، ووجدنا أننا كسوريين نمتلك طاقات شابة تتميز بالإبداع والابتكار، وكان الهدف الذي تسعى إليه "مدونة وطن" هو تسليط الضوء على هذه المشاريع؛ لتجد من يتبناها ويحققها بطريقة فعلية على أرض الواقع؛ وهذا هو الاستثمار الحقيقي للمادة التدوينية».

كمال شاهين

النموذج الإيجابي هو هدفنا؛ هذا ما بيّنه المحرر "رامي خطاط" المسؤول عن باب مجتمع "قضايا الناس" قائلاً: «تم التركيز خلال الأزمة التي نمر بها على إنجاز مواد مجتمعية تحت مسمى "قضايا الناس"، الهدف منها رصد الحالة الاجتماعية للإنسان السوري والقضايا التي تشغل باله ومدى قدرته على التكيف والتعايش معها، وذلك من خلال البحث عن نماذج إيجابية كان لها دور بالتجربة وابتكار الحلول المفيدة التي يمكن تعميمها ليستفيد منها المواطن السوري خلال الأزمة التي نمر بها في وقتنا الحالي، وهذا العمل هو ما يميز مدونة وطن وقدرتها على التطور ومتابعة كل المجريات والأحداث بأسلوب تدويني مميز يتضمن معايير لا يمكن تجاوزها، وما ساعد على النجاح أيضاً تواجد مراسلين قادرين على التأقلم مع كل ما هو جديد والتواصل ونقل المعلومة بصدق وأمانة؛ فكل ما ينشر في مدونة وطن هو ملك حصري لها، كما أن المحتوى المقدم في المادة التدوينية يخلو من التحريض على الحروب والعنف والتمييز الطائفي والعنصري وغيرها، ويسعى إلى تعميق الجذور المشتركة في المجتمع المحلي، وتقديم كل ما هو مشترك لكافة الشرائح الاجتماعية، وهذا عنصر مهم من عناصر الفوز بالمسابقة الوطنية والترشيح للمسابقة العالمية».

وأشار المحرر "إياد شاكر" بالقول: «من خلال عملي في تحرير أبواب "وجه من محافظة، أعمال، جولة اليوم"؛ حاولت بالتعاون مع الزملاء في هيئة التحرير الوصول إلى المبدعين السوريين؛ وتحديداً المخترعون منهم لتسليط الضوء على تجاربهم ومحاولة تعميمها وطرحها للناس كما كنا حريصين على تدوين تجارب السوريين في خلق فرص عمل جديدة ومبتكرة تناسب الواقع الذي نعيشه، ويأتي فوز مدونة وطن "eSyria" اليوم تكليلاً لجهد بلغ عامه الثامن كان ومازال نموذجاً إعلامياً مختلفاً يقوم على الانتماء الصرف إلى الأرض السورية والإنسان السوري».

وكان لأخبار "eSyria" الفريدة من نوعها أثرها البارز في حصول المدونة على هذه الجائزة، وعن ذلك تحدثنا "آلاء عليوي" المحررة المسؤولة عن الأخبار في الموقع: «تولي مدونة وطن في سياستها التحريرية اهتماماً خاصاً بالإنسان السوري وإنجازاته على كافة الصعد، وتحقق جميع أخبارها شعاراً رفعته: "الإنسان كنز الحياة.. كنز eSyria"، ولا يقتصر بحث المدونة عن تميز الإنسان السوري على مستويات محلية وعالمية، إنما تسعى لتسليط الضوء على إنجاز أي سوري مغمور وتوليه اهتماماً كبيراً طالما أنه يستحقه، رافعة بجهود محرريها ومراسليها قيمة هذا الإنجاز؛ وهو ما يمنح أبناء هذا الوطن دافعاً أكبر لتقديم المزيد».

كما حدثتنا الإعلامية "أروى الشمالي" منسقة مشروع خدمة "خبر وحكاية" في المدونة بالقول: «هذه النتيجة لم تأتِ من فراغ، فهي حصيلة عمل وجهد وتعب من فريق عمل متكامل، ومن أهم عناصر النجاح هو الانتماء إلى الفكرة العامة ووجود أهداف استراتيجية وأخرى مرحلية، فقد كان لما قدمته "مدونة وطن" خلال الثمانية أشهر الماضية على وجه الخصوص الأثر الأكبر؛ حيث تم إطلاق خدمة "خبر وحكاية" وهي تقديم المحتوى الحصري مختزلاً عبر منصة الهواتف الذكية، الذي مثّل عنصراً داعماً للموقع وحقق معياراً مهماً من المعايير التي دفعت المنظمين لترشيحه إلى المسابقة العالمية، إضافة إلى مشروع بلدتي الذي نقل العمل من حيز وإطار العمل على مستوى المدن والمحافظات إلى التدوين على مستوى القرى بطريقة منهجية مدروسة، إضافة إلى الشراكات التي تم عقدها مع عدد من وسائل الإعلام المحلية لعرض المحتوى السوري المميز وتعميم التجربة التي نفتخر بها».

أما الإعلامية "أريج بوادقجي" منسقة مشروع "خدمة ما بعد النشر" فتقول: «جاءت فكرة مشروع (استثمار معارف eSyria - مرحلة ما بعد النشر)، لتوظّف المعلومات الموجودة في الموقع والموارد البشرية من مراسلين وكتّاب "eSyria" المتمركزين في المحافظات والأرياف في خدمة المجتمع السوري، من خلال توفير المعارف اللّازمة وتسليط الضوء على نقاط قوة المجتمع السوري وموارده الزراعية والصناعية لاستثمارها على أوسع نطاق. بدأنا توثيق تجربة زراعة الفواكه الاستوائية في المنطقة الساحلية، وأثبتت اللقاءات والإحصائيات التي أخذت من أصحاب الخبرة نتائج تثبت وتؤكد أن هذه المنطقة هي بيئة خصبة للعديد من المشاريع المتعلقة بإنتاج وتصنيع وتوزيع الفواكه الاستوائية، وأن زراعتها ليست مجرد تجارب شخصية عبثية. من هنا استطاع مشروع "eSyria" تحقيق المعيار الجودة الأصعب في المسابقة، وهو معيار جودة المحتوى وشموليته. وغيرها من المعايير التي تضمن البعد الاستراتيجي، وبهذا استحق الجائزة».

أهداف المسابقة:

حددت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وهي الجهة المنظمة للمسابقة الوطنية للمحتوى الرقمي أهداف المسابقة بما يتوافق مع توجهات الجمعية في مجال الثقافة المعلوماتية من جهة، وتأطير القدرات الإبداعية للشباب السوري ودعمها من جهة أخرى، وهي تتمحور حول النقاط الآتية:

1ـ رصد تطور تطبيقات المحتوى الرقمي في "سورية".

2ـ تحفيز فعاليات المساهمين في صناعة محتوى رقمي ذي جودة إبداعية عالية بما يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في "سورية".

3ـ تعميم صناعة المحتوى الرقمي وتوسيع انتشارها في المجتمع.

4ـ استقطاب الإمكانات الفاعلة في مجال المحتوى الرقمي وتطبيقاته.

5ـ دعم الجهود الوطنية المبذولة في تطوير المحتوى الرقمي لدعم مجتمع المعلومات في سورية.

المشاركون:

شارك في هذه المسابقة عدد من المواقع الإلكترونية الإعلامية والتطبيقات الخاصة بصناعة المحتوى الرقمي المحلي، لكن شروط المسابقة لم تتوافر إلا في ثمانية منها، وهي: مدونة وطن "eSyria" ـ بت كود BitCode ـ Docunet Archiving System ـ أحبُّ دمشق ـ GeoReality ـ Arabic Text Reader Services ـ المعجم العربي التفاعلي ـ ActFast.

يشار هنا إلى أن المسابقة الوطنية للمحتوى الرقمي تشمل ثماني فئات تعكس القضايا الاجتماعية الأكثر أهمية في الحياة اليومية من الصحّة إلى قطاع الأعمال، ومن العلوم إلى المعلومات العامة، ومن الخدمات الحكومية الإلكترونية إلى الترفيه الإلكتروني.