هي معتقدات وأفكار اجتماعية كانت وما تزال شائعة بين أغلب الناس، وخصوصاً عند النساء الدمشقيات، حيث يمارسنها خلال مواقف حياتهن اليومية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 أيار 2015، ربة المنزل "فوزية الصباغ"، التي حدثتنا قائلة: «هنالك بعض المعتقدات التي ورثناها منذ القدم، وتربينا عليها، فلكل موقف نتعرض له قوله أو مثله أو معتقده الخاص الذي نعبر عنه، فمثلاً: أثناء تفصيل ديارة الطفل الصغير إذا دخلت فتاة إلى المنزل؛ فهذا يدل على أن المولود أنثى، وإذا دخل شاب يكون المولود ذكر، كما لا نقوم بقص أظافر الطفل الصغير إلا بعد أن يحمل بيده قطعاً نقدية "كي لا يصبح حرامي عندما يكبر"، وعندما يدخل طفل صغير إلى منزل ما لأول مرة يجب أن يثقل بالملح "ليطلع ثقيل"، ويسلق له القمح عند ظهور أسنانه "ليتوفق بهم ويكونوا صغيري الحجم"، وإذا تأخر في المشي إلى ما بعد السنة؛ ينتظرون ظهور الهلال ويربطون قدمي الطفل وتقوم الأم بقص الرباط وتقول له: "هل هلالك وانقص شركالك"، ولمنع الحسد تعلق على كتفه خرزة زرقاء وكف ذهبي».

قاموس "النسوان" أو كما يقال عنه دفتر "النسوان" يحدد مستوى البيئة ونضجها وفكرها وعيوبها، وخلاصة تجارب ومواقف سياسية ودينية واجتماعية وفكرية، وحتى عند بعض من يدعون الثقافة تحدد الكثير من فكرهم وخاصة عند تغليفها بالدين والعيب والحرام، وكلما ضعف الإنسان وتعرض لأزمات زاد تأثره بها

وتتابع: «ومايزال بعض النساء يؤمنّ بهذه المعتقدات؛ فعند حدوث مشكلة أو خلاف يقوم أحد الأطراف من المتفرجين سواء من العائلة أو من الجيران بـ"قلب الشحاطة" ليزيد من هذا الخلاف، ولنبعد الأذى عن المنزل نقوم بشطفه بالملح، ولطرد الشياطين من البيت نعلق خرزة من الثوم في مدخله، أما لطرد الحسد فيعلق على دالية العنب حذاء صغير، أو توضع بيضة مفرغة في حوض الورود.

فوزية الصباغ

وعدم النظر إلى المرآة في الليل خوفاً من أن يموت الأب أو الأم، كذلك عدم النظر في مرآة مكسورة لأنها تجلب "النحس" لسبع سنوات، وعدم الوقوف في عتبة البيت خوفاً من لمس "الأرواح الشيطانية"، وعند سكب الماء الساخن على الأرض نقول: "بسم الله الرحمن الرحيم" خوفاً من إيقاظ الجن، أما قلب ملعقة السكر ودبدبة الولد فتعني أن ضيفاً ما سيزورنا، وإذا انكسر وعاء زجاجي نقول: "انكسر الشر"؛ أي إن أمراً سيئاً كان سيحصل وزال، وارتداء الكنزة بالمقلوب يجلب السعد، أما "تبكيل" أزرار القميص بطريقة غير متساوية فيعني أن الفتاة ستتزوج أرمل».

ولأيام الشتاء معتقدات أخرى وخاصة عند الفلاحين؛ وهذا ما حدثتنا به ربة المنزل "سائدة سلامة" قائلة: «إذا كانت السماء مدرجة بالغيوم أي إنها ستمطر؛ "إن درج سماها استبشر بماها"، وإذا ظهر قوس قزح من الشرق إلى الغرب "كمل عالدرب"؛ أي استمر في طريقك إلى العمل، أما إذا ظهر من الجنوب إلى الشمال "حل الفدان"؛ لأنك لا تستطيع إكمال العمل في الأرض، وأثناء عجن الخبز إذا تناثر العجين من الوعاء فهذ يدل على أن الخبز سيوزع بسرعة كبيرة وسيأكل منه أناس كثيرون، وإذا عششت السنونو في البيت دليل على أن أصحابه سيهجرونه، وإذا نبح الكلب جانب أحد المنازل دليل على حدوث وفاة؛ إما من أصحاب المنزل أو من أحد جيرانه، وأثناء الحياكة إذا عقد الخيط عدة مرات يكون عمر صاحب الثوب طويلاً، وإذ لم يعقد يكون قصيراً، وعندما تزور امرأة جارتها ويكون عندها بنات يجب عليها ألا تطوي الشرشف بعد مغادرتها "كي لا تقطع نصيبهن"، ولجلب السعد والبركة يوضع 7 بذور من حب التمر في الحقيبة».

ناديا راضي

أما رأي "ناديا راضي" المرشدة الاجتماعية فكان: «المعتقدات أو الموروثات الاجتماعية هي فكر وخلاصة تجارب اجتماعية ودينية وأفكار متداولة من جيل إلى جيل، وفيها الكثير من الحكم والأقوال المأثورة والتجارب الناجحة، كما يحتوي بعضها على مفاهيم ومعتقدات وآراء بالية لا معنى لها، والكثير من الأخطاء والانغلاق والتطرف، وتعزز جهل المرأة وتقبل الواقع وتجمد العقل بقوالب دينية وأنماط ضعيفة، ولكل فترة زمنية أقوالها وتجاربها بقوتها وضعفها، ودائماً نحن بحاجة إلى إعمال العقل وإخضاع كل موروث لقوانين المنطق، لأن اللا شعور الجمعي يحدد في كثير من الأحيان الوعي والنضج عند الأفراد ويكون كمرجع للفكر، فلا بد من تنقية هذه الأقوال ودراستها والبحث في أصلها وتأثيرها السلبي والإيجابي، والتعامل معها على درجة من الحذر والانتباه؛ لأنها في كثير من البيئات تعد قانوناً اجتماعياً يعترف به».

وتتابع: «قاموس "النسوان" أو كما يقال عنه دفتر "النسوان" يحدد مستوى البيئة ونضجها وفكرها وعيوبها، وخلاصة تجارب ومواقف سياسية ودينية واجتماعية وفكرية، وحتى عند بعض من يدعون الثقافة تحدد الكثير من فكرهم وخاصة عند تغليفها بالدين والعيب والحرام، وكلما ضعف الإنسان وتعرض لأزمات زاد تأثره بها».