ضيف جديد حلَّ على حياتنا اليومية ليصبح جزءاً من تواصلنا ومعرفتنا وتسالينا، ليحدث جدلاً اختلف حوله الكثيرون ما بين من ينظر إلى سلبياته، ومن يرجح الإيجابيات، لكنهم اتفقوا على أهميته.

ولمعرفة المزيد عن آراء الناس حول "الموبايل" مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 أيار 2015، الطالب "زين صقور" ليحدثنا عن تجربته قائلاً: «بداية يمكنني القول إنني لا أستطيع تخيل الحياة بلا تكنولوجيا، وخاصة "الموبايل" حيث إنه قدم فائدة كبيرة، ومضار كثيرة ويبقى الأمر لنا في تحدي هذا الاختبار؛ فهناك من يقع في إدمانه، وآخر يستثمره بطريقة صحيحة».

بداية يمكنني القول إنني لا أستطيع تخيل الحياة بلا تكنولوجيا، وخاصة "الموبايل" حيث إنه قدم فائدة كبيرة، ومضار كثيرة ويبقى الأمر لنا في تحدي هذا الاختبار؛ فهناك من يقع في إدمانه، وآخر يستثمره بطريقة صحيحة

ويضيف: «"الموبايل" ليس فقط اتصال هاتفي على الرغم من أهميته بل هناك الكثير من التطبيقات التي يمكن الاستفادة منها، فأنا كطالب أسعى لتحقيق حلمي بالانضمام إلى فريق "الأولمبياد"، وهذا يتطلب معرفة كبيرة بمجال المعلوماتية، التي استطعت الحصول عليها بمساعدة بعض البرامج التي قمت بتنزيلها على "الموبايل" وهو ما وفر الكثير من الوقت والمال، كما أعده خير رفيق في وقت فراغي، فأنا من محبي البحث عما هو جديد الأمر الذي طور مهاراتي الفكرية والعلمية، كما ساعدني على رسم مستقبلي وفق استراتيجية أسعى لتطبيقها للوصول إلى هدفي بالانضمام إلى فريق "الروبوت"».

زين صقور

ويتابع قائلاً: «أما من الناحية الدراسية فقد كان البديل أثناء التقصير من قبل بعض المدرسين؛ حيث تمكنت من خلال تطبيقاته إيجاد الحل للكثير من الصعوبات التي تعترضني أثناء دراستي وخصوصاً في مجال اللغة، كما أنني من محبي كرة القدم، ولكن هناك فترات لا أستطيع ممارستها خصوصاً في فصل الشتاء، لأجد في بعض البرامج الرياضية على "الموبايل" الحل، كتلك التي تلعب مع أكثر من شخص مما أتاح لي فرصة للتسلية والترفيه، وليتم كل ذلك من دون الانغماس في سلبياته لكوني وضعت منذ البداية بالتعاون مع والديّ حدوداً تضبط استخدامه».

الانطواء، الانعزالية، والعصبية هذا ما عكسه استخدام "الموبايل" على أسرة المُدرسة "لبنى عيسى" وتقول: «لا يمكن تجاهل الدور المهم للتكنولوجيا في حياتنا اليومية وخصوصاً "الموبايل" لما يتميز به من صغر الحجم وسهولة الاستخدام؛ وهو ما جعله في متناول الجميع، وبرأيي لا يمكن لأحد اليوم الاستغناء عنه، وكمُدرسة كان لي عوناً في مهنتي من خلال بعض برامجه وتطبيقاته بالمساعدة في إيصال المعلومة إلى طلابي بالطريقة الأفضل، ولكن للأسف فقد كان له انعكاس سلبي على أولادي؛ فأنا أم لشاب في المرحلة الثانوية ما إن دخل "الموبايل" إلى حياته لتبدأ معاناتي حيث استحوذ على وقته، وتفكيره وهو ما انعكس على نفسيته ليصبح أكثر عصبية وانعزالية، وأصبح يعيش في واقع افتراضي كما يراه من خلال بعض البرامج؛ وهو ما تسبب بفقدانه لأصدقائه ليجد بـ"الموبايل" البديل، كما تسبب بتقصيره الدراسي حيث يقضي معظم وقته بتنزيل البرامج وألعاب الأكشن، لكنني اليوم أسعى جاهدة لكسبه من خلال سماع الموسيقا الهادئة وتحديد البرامج والأوقات المسموح بها لأتدارك ما وصل إليه».

أحمد منصور

تفكك أسري وانعدام للعلاقات الاجتماعية هو من النتائج السلبية لـ"لموبايل"؛ هذا ما تراه الموظفة "رحاب زيدان" قائلة: «لست من محبي التكنولوجيا ولست مقتنعة باقتناء "الموبايل" لما له من تأثير سلبي طال حياتنا الاجتماعية؛ فنحن كمجتمع شرقي أهم ما يميزنا التماسك الأسري والحفاظ على العلاقات الاجتماعية التي مازلنا نصمم عليها في مناسباتنا لكن دخول "الموبايل" إلى حياتنا أفقدنا تواصلنا حيث ولد فجوة بين الأهل والأولاد بغياب الحوار فأصبح الجميع منهمكين به لتنزيل التطبيقات والتسالي لدرجة تجاهل الآخرين، كما أن بضع كلمات جافة أعدت سلفاً ترسل إلينا في مناسباتنا أفقدتنا فرحة اللقاء الذي ننتظره، وليضيف كذلك عبئاً مادياً تعجز عنه معظم العائلات في الظروف الراهنة».

من جهته يضيف المعالج الفيزيائي "أحمد منصور" عن الدور الإيجابي الذي لعبه "الموبايل" في دراسته الجامعية قائلاً: «بدأت تجربتي بعد الانتهاء من الدراسة الثانوية؛ حيث استثمرت معظم خدماته في الحياة الجامعية وذلك بتسجيل المحاضرات، وتصوير العينات المجهرية لتسهيل العودة إليها أثناء الامتحان، كما أتاح لي فرصة تسجيل فيديوهات تخص دراستي في العلاج الفيزيائي لتساعدني من الناحية العملية، الكتب الإلكترونية وترجمة النصوص التي تمكنت من تنزيلها عليه كانت المساعد الأكبر في ترجمة المصطلحات الطبية، هذا إضافة إلى إمكانية التواصل مع أصدقائي في الكلية».

الدكتور علي منصور

ويتابع: «منذ البداية حددت أهدافي من جراء استخدامه لأتجنب الانغماس في سلبياته، ويمكنني القول إنني لا أستطيع تخيل الحياة من دون "الموبايل" لأنني سأجد الكثير من الصعوبات لكونه يختصر العديد من الأجهزة بجهاز واحد هذا إضافة إلى سرعة التواصل، وتلبية الحاجات، ومن الواجب علينا الاعتدال في استخدامه فهو مفتاح الحل لتجنب مضاره».

وللوقوف عند تأثير "الموبايل" في الناحية الصحية يقول الدكتور "علي منصور" اختصاصي أذن أنف وحنجرة: «من وجهة نظر علمية وبناء على التجارب السريرية يمكن تناول التأثير السلبي للموبايل بالسمع بشقين: حيث تؤثر الموجات الكهرطيسية الصادرة عنه أثناء الاتصال بالسمع؛ فقد تبين وجود تأثير سلبي بالعتبات السمعية لدى الأشخاص الذين يستخدمون الخلوي لمدة تزيد على الساعتين في اليوم، في حين لم يظهر أي فارق لدى من يستخدمه لمدة 20 دقيقة باليوم أو أولئك الذين لا يستخدمونه مطلقاً. أما التأثير الثاني: فهو ناتج عن استخدام سماعات الأذن؛ حيث إن استخدامها يتسبب في زيادة نسبة انحشار "الصملاخ" ضمن مجرى السمع، وإن استخدامه لفترات مطولة وبشدات صوتية مرتفعة يؤثر بالعتبات السمعية ويتسبب بنقص السمع بمعدل 21%، لذلك فإن الاستخدام المعتدل للموبايل كفيل بتجنبنا تأثيره السلبي في حاسة السمع».