تحكم المراهقة إشكالية الصدام المتواصل؛ في ظل غياب ثقافة التعامل مع سن المراهقة، وعدم الإدراك الكامل من قبل الأهل للتغيرات الجسدية والسيكولوجية التي طرأت على الشاب أو الفتاة في هذه الفترة الحرجة.

العلاقة بين الأهل والأبناء معادلة مستحيلة الفهم؛ فتارة تكون علاقة صداقة، وتارة تكون للعقاب، وفي كلا الحالتين هم حريصون على مصلحة أبنائهم. مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 نيسان 2015، السيدة "هالة منعم" التي حدثتنا عن معاملتها لأبنائها في فترة المراهقة قائلة: «علاقتي مع ابنتي يجب أن تكون مبنية على الصداقة والمصارحة، وخصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي تمر فيها كل فتاة، وذلك لما يطرأ عليها من تغيرات بيولوجية ونفسية وصراع داخلي لإبداء الرأي وإظهار الذات، لذلك أنا أحاول خلق توازن بعلاقتي معها والتعامل بحرص شديد ولين، ولا أتبع الشدة خوفاً من انحرافها وتقربها من الغرباء، وكذلك أعمل على تشجيعها وتنمية قدراتها وإعطائها الثقة بالنفس الدائمة، وألجأ دائماً إلى طريقة الحوار والمناقشة واحترام الرأي، وأقوم على تشجيعها بالقيام بنشاطات منزلية مختلفة كي لا تميل للخروج من المنزل وتتأثر بالبيئة الاجتماعية التي قد لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا التي اعتدناها، ولذلك أطلب منها إحضار أصدقائها إلى المنزل للتعرف إليهم ومعرفة ميولهم واتجاهاتهم».

اعتدت ووالدي أن نتناقش في كل الأمور سواء كانت إيجابية أم سلبية وإيجاد الحلول لها، فهو يقوم بنصحي وتوجيهي بأسلوب حضاري بعيد كل البعد عن فرض الآراء والقرارات، ويعاملني كصديق أو أخ كبير لي، فنحن نتشارك النشاطات معاً القراءة والرياضة، ويشجعني باستمرار في كافة أمور الحياة، التي أهمها متابعة دراستي لأكون شخصاً ناجحاً يفتخر به

وحدثتنا الشابة "ديمة جمعة" عن علاقتها بوالدتها قائلة: «إن الطريقة التي تتعامل بها والدتي معي تجعلني ألجأ إليها بكل أموري، علاقتي بها ليس علاقة أم وابنتها نحن كصديقتين نتبادل الأحاديث والآراء، وتستمع إلى وجهة نظري وتتقبل الحوار وتجعلني أشعر بثقة كبيرة بنفسي، لأن طريقتها البعيدة عن القسوة والاستياء وأسلوبها اللطيف يخلق جواً من الاحترام المتبادل البعيد عن الحواجز ولا أضطر للجوء إلى أصدقائي، وأنا أستمع دائماً إلى نصائحها وتوصياتها التي تساعدني بالسير على الطريق الصحيح».

هالة منعم

أما الشاب "سامر الصافي" فحدثنا بالقول: «اعتدت ووالدي أن نتناقش في كل الأمور سواء كانت إيجابية أم سلبية وإيجاد الحلول لها، فهو يقوم بنصحي وتوجيهي بأسلوب حضاري بعيد كل البعد عن فرض الآراء والقرارات، ويعاملني كصديق أو أخ كبير لي، فنحن نتشارك النشاطات معاً القراءة والرياضة، ويشجعني باستمرار في كافة أمور الحياة، التي أهمها متابعة دراستي لأكون شخصاً ناجحاً يفتخر به».

وعن رأيها حدثتنا المرشدة النفسية "ناديا راضي" بالقول: ‹‹العلاقة بين المراهقة ووالدتها تحتاج إلى كثير من العمل والاهتمام، وخصوصاً أن معظم الأمهات ليس لديهن معلومات عن المراهقة، وهنا العلاقة تحددها حالة الوعي والثقافة لدى الأم، فيجب على الأم التقرب من ابنتها للاطلاع على كل أمورها وتكون الناصحة وليست المعاقبة، لأن هذه الفترة بحاجة إلى مراقبة شديدة وحذر من صدام متواصل مع الأبناء للسيطرة عليهم وفرض الرأي، وإن كل مراهق لديه شخصيته المنفردة التي تحتاج إلى صقلها من قبل والديه، من خلال تقبل الحوار والتوجيه والابتعاد عن لوم الذات، التي تجعل المراهق في صراع كبير بين الانفعالات والاحتياجات، لذلك فإن المراهقة مرحلة مهمة في تحديد الشخصية، وهي بناء نفسي لمرحلة الشباب المستقبلية، وتتطلب الوعي التام من قبل الأهل واستيعاب أبنائهم بطريقة صحيحة».

ديمة جمعة