50%، أو 60% شعارات ولافتات تحمل عبارة "تنزيلات" كتبت بأشكال جذابة ولافتة للنظر وأحجام وألوان مختلفة، وما بين القول والفعل يضيع المستهلك بين أرقام أضيفت إلى واجهات المحال التجارية لجذب انتباهه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 نيسان 2015، "أبو وائل الحايك" صاحب محل للحقائب النسائية، الذي حدثنا بالقول: «من وجهة نظري الشخصية لا توجد تنزيلات حقيقية وفعلية إلا نادراً، فلذلك أنا لا أقوم بتخفيضات على البضائع المتواجدة لدي لأنني أعتمد على بيع الحقائب وفق الأسعار التي أشتريها، لذلك لا يوجد داعٍ للقيام بتنزيلات وعروض مخفضة من الأساس، فعلى أصحاب المحال والبائعين منذ البداية تحديد أسعار تؤمن الربح لهم بوجه معقول؛ حيث تلائم المستهلك من ناحية الجودة والسعر أيضاً، فمثلاً يقوم البائعون بالتنزيلات على البضائع ذات الأقمشة القديمة المخزنة في المستودعات، والمتواجدة من المواسم السابقة التي تكون جودتها غير جيدة في معظم الأحيان، لذلك يجب أن تشمل التنزيلات مختلف أنواع الألبسة والموديلات الجديدة التي تتمتع أقمشتها وخاماتها بالمواصفات الممتازة والجودة العالية، وتطبيق التنزيلات بطريقة صحيحة يرجع في البداية والنهاية إلى ضمير البائع، هناك بائعون يقومون بالتخفيضات في نهاية الموسم لتصريف البضائع، وجلب بضائع جديدة تناسب الموسم، ولكن ينبغي القيام بحملات تنزيلات فعلية لأنها ستؤدي إلى تخفيض الأسعار الحقيقي، وهو ما سيساهم بتنشيط الأسواق أكثر، وبالتالي يتمكن المواطن من تأمين حاجياته وفق ما يناسب مردوده المادي.

ينبغي مراقبة المحال التي تقوم بالتنزيلات لحماية المستهلك من استغلال وطمع بعض التجار، والقيام بحملات تفتيش ومراقبة لمواصفات السلع وجودتها، ونأمل من مؤسسات التدخل الإيجابي تنويع السلع التي تقدمها، والمبادرة من المواطنين والتوجه للشراء من هذه المؤسسات التي تقدم حسومات تلبي حاجات المواطنين

ونحن نعلم أنه لا يوجد أي بائع يبيع بضائعه بخسارة ولكن هناك من يقتنع بالربح القليل في قطعة الملابس، وهناك تجار يحبون المال، ويريدون أرباحاً مضاعفة وطائلة تصل إلى 200 بالمئة بالقطعة الواحدة من الملابس بسبب طمعهم وجشعهم، لذلك ينبغي في بداية الأمر أن توجد رقابة داخلية نابعة من الضمير».

الشاب عبد الرحمن حكواتي

الشاب "عبد الرحمن حكواتي" بائع متنقل أبدى رأيه بالتنزيلات قائلاً: «هي حيلة تستعمل لإقناع الناس بتخفيض الأسعار، أي إنها تستخدم في معظم الأحيان لراحة البائع من "المفاصلة" والمراعاة، حيث يلجأ البائعون إلى وضع أرقام خيالية؛ فمثلاً يضع البائع سعر البنطال في بداية الموسم بثمانية آلاف ليرة سورية ولا يستطيع المواطن ذو الدخل المحدود الشراء بهذه الأسعار الخيالية، ولكن المنطق يقول إن تكلفة البنطال لن تكون هكذا؛ فقد يكلف 2000 ليرة سورية فقط، وتوجد 6000 ليرة سورية زيادة وهمية أي ما يسميه التاجر الربح، لذلك عندما تبدأ التنزيلات فهو لم يخسر بالسلعة على الإطلاق، وأصحاب المحال التجارية يقومون بالتنزيلات وفق حاجتهم إلى ذلك، وأكثر المحال تبدأ التنزيلات في نهاية الموسم، وبنسب متنوعة فمنهم من يقوم بتخفيضات بنسبة (10%، أو 20%، أو 30%، أو50%، أو 60%، أو 70%)».

الطالبة "ولاء النجار" تقول: «أسلوب التنزيلات أو التخفيضات هو من الأساليب الدعائية والشرائية التي توجه للمواطنين لحثهم وترغيبهم بالشراء حتى لو لم يكونوا بحاجة إلى ذلك، ويقوم أصحاب المحال التجارية والماركات بوضع إعلانات طرقية وإذاعية وتلفزيونية بوجود عروض مختلفة، لجلب المستهلكين وتصريف البضائع، حيث يعاني التجار من وجود كميات كبيرة وطلب قليل، ولتنشيط المبيعات وتسويق المنتجات يقومون بالتخفيضات، فيما سبق كان معظم المواطنين يشترون حاجياتهم من الأسواق الشعبية لما تحتوي من بضائع جيدة مختلفة ومتنوعة الأسعار، ولكن في ظل الوقت الراهن أصبحت الأسعار في الأسواق الشعبية مرتفعة ولم يبقَ أي شيء شعبي، لذلك نلجأ في معظم الأحيان لشراء حاجياتنا عندما تبدأ التنزيلات مع العلم بأنها مزيفة، ولكن ما الحل؟

أبو وائل الحايك

في بداية المواسم تكون الأسعار مرتفعة جداً، وعند موسم التنزيلات نبدأ الشراء، هناك محال تلتزم بالتنزيلات وأخرى لا تلتزم فهي بذلك تضر بسمعتها، وتستعمل كلمة تنزيلات لاستدراج الزبائن إلى داخل المحل فتجد مجموعة صغيرة من الملابس فقط يطولها الخصم، أما تشكيلة الملابس الجديدة فتكون بأسعار خيالية ويطلق عليها اسم (New collection)».

تابعت: «ينبغي مراقبة المحال التي تقوم بالتنزيلات لحماية المستهلك من استغلال وطمع بعض التجار، والقيام بحملات تفتيش ومراقبة لمواصفات السلع وجودتها، ونأمل من مؤسسات التدخل الإيجابي تنويع السلع التي تقدمها، والمبادرة من المواطنين والتوجه للشراء من هذه المؤسسات التي تقدم حسومات تلبي حاجات المواطنين».