على الرغم من عدم كفاية الراتب وتبخره قبل نهاية الشهر، إلا أن "سمر جمعة" ومن خلال تقسيم الراتب وتحديد الأولويات تمكنت من تحقيق التوازن بين الكماليات والضروريات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آذار 2015، "سمر جمعة" موظفة في البنك التجاري، حيث حدثتنا قائلة: «تتكون أسرتي من ثلاثة أشخاص وراتبي 25 ألف ليرة سورية إضافة إلى الحوافز، وأقوم بمساعدة زوجي في المصاريف الشهرية، وأحاول تقسيم الراتب على الأسابيع الأربعة حرصاً على عدم كفايته، وقد أصبحنا نستغني عن كل ما يسمى حالياً "الكماليات" أو "الرفاهية" في سبيل تأمين الضروريات التي لا نستطيع الاستغناء عنها، فقد كان الراتب قبل عدة سنوات يساعد على العيش الكريم، لكن بحكم الظروف التي تمر بها البلد والغلاء المتزايد للأسعار أصبح لا يكفي إلى منتصف الشهر، لكني أرى أن الدخل الشهري الثابت بالمقارنة مع الأعمال الحرة يعد جيداً بحكم أن زوجي يعمل بالأعمال الحرة ولا يتقاضى دخلاً ثابتاً شهرياً وقد لا يتوافر معه المصروف بداية كل شهر، لذلك أنا مع المثل الذي يقول: "ساقية جارية ولا نهر مقطوع"».

بالنسبة لي فإن راتبي لا يكاد يصل إلى منتصف الشهر فيبدأ التراجع الملحوظ، رغم حرصي على الاستغناء عن كل ما هو غير ضروري؛ حتى إنني أستغني أحياناً عن أشياء تعد من الضروريات، وأضطر للاستعانة بما أدخره لباقي الشهر، وقد كنت سابقاً أقوم بالتسوق عدة مرات بالشهر إضافة إلى النزهات والاحتفالات التي أصبحنا في غنى تام عنها الآن لعدم قدرتنا على التماشي معها، فقد غدا الراتب محدد الاتجاهات قبل وصوله إلى جيوبنا

وعن رأيها حدثتنا "ماريا كسباري" قائلة: «بالنسبة لي فإن راتبي لا يكاد يصل إلى منتصف الشهر فيبدأ التراجع الملحوظ، رغم حرصي على الاستغناء عن كل ما هو غير ضروري؛ حتى إنني أستغني أحياناً عن أشياء تعد من الضروريات، وأضطر للاستعانة بما أدخره لباقي الشهر، وقد كنت سابقاً أقوم بالتسوق عدة مرات بالشهر إضافة إلى النزهات والاحتفالات التي أصبحنا في غنى تام عنها الآن لعدم قدرتنا على التماشي معها، فقد غدا الراتب محدد الاتجاهات قبل وصوله إلى جيوبنا».

سمر جمعة

أما الموظف "مسلم الحجلة" فيقول عن معاناته من تبخر الراتب: «أنا بكل صراحة لا أستطيع الاعتماد على راتبي وحده لأنه لا يكفي حتى الثلث الأول من الشهر، وقد كنت سابقاً أعمل بمهنة الخياطة واضطررت للعودة إلى هذه المهنة بحكم الظروف الصعبة، حيث كثرت المستلزمات التي تترتب مثل إيجار البيت والفواتير التي تزداد، وبوجود المصدر الإضافي أستطيع تأمين الضروريات، وإن توقفت ليوم واحد عن العمل الإضافي تتأثر ميزانية الشهر تأثراً ملحوظاً، وفيما يتعلق بالحياة الاجتماعية فقد تأثرت كثيراً بسبب الغلاء وارتفاع أجور المواصلات التي لم تعد لدينا القدرة على مجاراتها وأصبحت عائقاً أمام الجميع؛ حيث أصبحنا نعتمد على السير أكثر من الركوب، وأجد نفسي غير قادر على ادخار أي شيء للمستقبل، وقد أصبحنا نعد الساعات التي يبقى الراتب فيها في جيوبنا››.

وقال "يامن القصير" وهو موظف في "الطابو" موضحاً رأيه: ‹‹كلما زاد عدد أفراد الأسرة تبخر الراتب أسرع، فهو لم يعد قادراً على تلبية كافة المتطلبات الأساسية، فالراتب الذي أتقاضاه لا يكفي لكافة متطلبات أبنائي الضرورية التي لا أستطيع الاستغناء عنها من أكل وشرب ولباس ومستلزمات دراسية، إضافة إلى الحالات المرضية المفاجئة التي تتطلب أجوراً إضافية؛ وهذا اضطرني للبحث عن عمل إضافي، فعملت ببيع الألبسة لكي أستطيع تأمين الضروريات، وبعد مدة من الزمن حقق عملي توازناً مع الراتب الذي أتقاضاه، وقمت بادخار مبلغ واستأجرت محلاً صغيراً لكي أبيع الألبسة وأطور عملي أكثر››.

ماريا كسباري
مسلم الحجلة