يتميز العرس "اليبرودي" بخليط من العادات والطقوس التي تدل على المحبة والمشاركة بين الأهل والأصدقاء، التي تبدأ بحمام العروس، وحمام العريس، وليلة الحناء، والذبيحة، وضرب العريس بالبيض، وتنتهي بزيارة وادي "قرينة".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 أيلول 2014، "سليمان الأشرم" من سكان "يبرود"؛ الذي قال: «تقوم والدة العروس قبل موعد العرس بيوم واحد بدعوة النساء والبنات من أهل العريس والعروس، والصديقات، إلى حمام العروس، حيث قديماً كان يتم حجز أحد حمامات البلدة بعد ظهر ذلك اليوم، وتشترك عدة نساء بتحميم العروس، وصديقاتها يرقصن، ويغنين وبعد الحمام يجلسن العروس على مصطبة مرتفعة، حيث يحضرن الطعام، والحلويات وتتبادل النساء "الأويها" والزغاريد، منها مثلاً:

في مساء يوم العرس وبعد الحمام تكون النساء من أهل العريس قد هيأن أطباق الحناء وزينوها بالورود، والشموع المشتعلة، وبعد العشاء تحمل النساء هذه الأطباق على رؤوسهن، وتذهب جميع النسوة من أهل العريس وممن دعي إلى ذلك في زفة، ومن الزغاريد التي تقال في يوم "الحنة" وحمام العروس: "أويها ريت النعيما وصح اليوم حمامك أويها وياهالعروس وضوينا الشمع قدامك أويها ولولا الكرامة لبيك وعمامك أويها لأركع وصلي وابوس الأرض قدامك ## لي لي لي ليش"

"أويها ونحنا البنيات نحنا نجمة العيوق

الدبكة في العرس

أويها ونحنا بيلبق لنا قصر وتحته سوق

أويها حصنتك بياسين أويها ويا زهر البساتين

كتاب الدكتور نور الدين عقيل

أويها ويا مصحف صغير أويها على ركاب السلاطين

لي لي ليش"».

ويقول الدكتور "نور الدين عقيل" في كتابه "يبرود تاريخ وحضارة": «في مساء يوم العرس وبعد الحمام تكون النساء من أهل العريس قد هيأن أطباق الحناء وزينوها بالورود، والشموع المشتعلة، وبعد العشاء تحمل النساء هذه الأطباق على رؤوسهن، وتذهب جميع النسوة من أهل العريس وممن دعي إلى ذلك في زفة، ومن الزغاريد التي تقال في يوم "الحنة" وحمام العروس:

صندوق العروس

"أويها ريت النعيما وصح اليوم حمامك

أويها وياهالعروس وضوينا الشمع قدامك

أويها ولولا الكرامة لبيك وعمامك

أويها لأركع وصلي وابوس الأرض قدامك

لي لي لي ليش"».

ويضيف "عقيل": «تعلو الأهازيج والأغاني بين رقص النساء اللواتي يحملن أطباق الحناء، والعريس، والشباب الذين يتقدمون الزفة حيث يدخل الجميع منزل والد العروس وسط الزغاريد، وتقوم الصبايا والشباب بالرقص والغناء، وأثناء ذلك تقوم والدة العريس بوضع الحناء على كف العروس ولفها بالقماش وسط "الأويها" والزغاريد، كما تقوم والدة العروس بوضع الحناء على كف العريس وربطها أيضاً وسط "الأويها" والزغاريد مثل:

"أويها ويا عريس ومد الكف وتحنا

أويها وحياة عمرك لا تزعل حدا منا

أويها وحياة عمري ما بزعل حدا منكم

أويها ويا سيف بيك على رقاب العدا عنا".

وتخاطب العروس بالقول:

"أويها حنك الأحمر جرح قلبي سكاكينه.. أويها وياكل ما ينمحي وأنت تعيديه

أويها وحياة بيك يا بعدي اللي تعزينه.. أويها رمان صدرك لغيري لا تبيعينه"».

السيدة "شفيقة الخطيب" من أهالي "يبرود" تحدثت عن عادات العرس "اليبرودي" بالقول: «لا يمكن للخاطب أن يرى خطيبته إلا في بيت أهلها وأمام أنظارهم، ولكن هذه العادات المرتبطة بالخطبة بدأت تتراخى أمام التطور الحاصل؛ حيث إن الفتاة يجب أن تتابع دراستها الجامعية وهذا يطيل فترة الخطوبة، ولكن مثل هذه الحالات ما زالت قليلة، بعد الخطبة يتم تحديد موعد الزواج وعادة يكون يوم الخميس أو الأحد، حيث يقوم أهل العريس بدعوة الأقرباء قبل يومين أو ثلاثة من يوم العرس ويقومون بدعوة باقي الناس كالأصدقاء والجيران في صباح يوم العرس، ويقوم أهل العريس بذبح الذبائح للوليمة التي غالباً ما تكون عند العشاء، ويقوم أحد أصدقاء العريس بدعوته إلى منزله من أجل استحمامه، ويمكن أن يقوم بعض أصدقاء العريس على سبيل المزاح بضرب العريس باليد أو بالبيض أو غيره، ومن ثم يقوم العريس بلبس طقم العرس الذي كان قديماً طقماً عربياً أما الآن فهو طقم إفرنجي، كما يقوم أهل العريس بتحضير الطعام للعشاء؛ حيث يتوافد المدعوون من الرجال، ثم يأتي دور النساء وأخيراً الأولاد بعد الانتهاء من طعام العرس يقوم أحد الحضور غالباً ما يكون شيخاً بقراءة الفاتحة والدعاء لأصحاب الطعام، وبعدها يذهب أهل العريس إلى منزل أهل العروس بصحبة الأقارب؛ حيث يطلب أهل العريس عروسهم فيرد ولي أمر العروس بالإيجاب، ثم يتم عقد القران (كتب الكتاب) من قبل أحد الشيوخ مع الشهود إذا لم يكن عقد القران موثقاً من المحكمة، وفي اليوم التالي يبارك الأقرباء والأصدقاء للعروسين عن طريق ما يسمى (النقوط)؛ وهو مبلغ مالي يعطى للعروس».