العديد من الناس يتسألون عن عيد الأم بالنسبة للأيتام وما يشكله من ذكرى غير مستحبه في نفوس الأطفال الفاقدين لحنان الأم ورعايتها حتى أن البعض يقول أن هذا العيد هو لتذكير الأطفال الأيتام بمأساتهم .

ولكن جمعية قوس قزح غيرت هذا التصور وجعلت من عيد الأم مناسبة للاحتفال والفرح حتى بالنسبة للأطفال اليتامى وذلك بإقامتها حفلاً بهذه المناسبة في مقرها الرئيسي الكائن في مساكن برزه وكان أطفال الجمعية هم أبطال هذا الحفل الذي تضمن عدة فقرات فنية.

فقد بدأ الحفل بالنشيد العربي السوري، ثم عزفت مقطوعة موسيقية (الإنسانية المعذبة – بتهوفن ) تلاها ريبورتاج قدمته الطفلة فاتنة محمد عن حياتها داخل الجمعية وما تقدمه الجمعية من خدمات للأطفال الأيتام وفاقدي الرعاية الأسرية، و قدم الطفلين عمر و لمى فقرة فنية بعنوان رسالة إلى أمي، و رقصة (حقك علي) بالإضافة إلى العديد من الفقرات الغنائية التي أداها أطفال الجمعية مثل أغنية( يامو) وأغنية (نسم) كما تم تقديم فقرات مسرحية متنوعة، كمسرح الظل ومسرحية تاجر بغداد وفي نهاية الحفل تم تكريم الأمهات العاملات في الجمعية وتقديم الشكر لهم ولجهودهم التي بذلوها لتعويض الأطفال عن الحنان المفتقد.

لم يكن يتوقع الجمهور هذا الأداء الفني العالي المستوى من الأطفال والذي ينم عن مواهب فنية عالية فقد تحولت المأساة إلى فرح وتحول الحزن إلى إبداع

موقع (eSyria) التقى الأستاذ عماد عربي كاتبي رئيس قسم رعاية الطفل في الجمعية الذي تحدث عن مجال النشاطات في الجمعية قائلاً: "الجمعية تختص بثلاثة محاور أساسية: الأول محور رعاية الطفل، والثاني حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال وثالثاً ثقافة الطفل " وفيما يتعلق باختصاصه رعاية الطفل أشار " أن الاهتمام الأساسي للجمعية ينصب على الأم المربية التي تقوم بدور الأم الحقيقية وترعى الأطفال وتقدم لهم الرعاية التي فقدوها بفعل القدر " وبالنسبة لنشاطات الجمعية الأخرى فقد أوضح الكاتبي " نشاطات الجمعية تشمل عدة جوانب ترفيهية وتثقيفية وتربوية فنحن نحاول دائماً تقدمة كافة المتطلبات النفسية والمادية للطفل وذلك لمساعدة الأطفال للتعرف على إمكانياتهم الحقيقة وإظهار الحالة الإبداعية لديهم وتنميتها "مضيفاً " أن الجمعية الآن مسؤولة عن رعاية ما يقارب نحو 140 طفل تتراوح أعمارهم من عمر الأيام إلى عمر 17 سنة، وأضاف: نحرص بصورة خاصة على استقبال الأطفال في عمر صغير نسبياً وفي هذه المرحلة يكون الاهتمام بصحة الطفل الجسدية والنفسية حتى عمر 3سنوات حيث تبدأ المرحلة الأولى بعمل الجمعية فينتقل الأطفال إلى بيوت الجمعية وهنا تكون مسؤولية الأطفال وتربيتهم أصبحت على عاتق الأمهات إلى عمر 14عام حيث يتم الفصل بين الجنسين ويرسلون إلى بيوت الشباب حيث يتم التركيز في هذه المرحلة على تعليم الأطفال التواصل مع المحيط الاجتماعي الخارجي وبعد عمر 18 و هو عمر الخروج من الجمعية ولكن ليس الخروج على الخط التربوي للجمعية فالجمعية تتابع الشباب إلى عمر 23 ريثما يخطوا طريقهم في الحياة " وأكد الأستاذ عماد على أن حفلة عيد الأم هي تكريس لاحترام الجمعية لعمل الأمهات المربيات داخل الجمعية والأمهات بشكل عام.

الأستاذ فراس أبو راشد مرشد الفريق التطوعي في فريق قوس قزح تحدث عن عمل الفريق التطوعي في الجمعية " المتطوعين أغلبهم طلاب أو خريجون جامعيون لديهم حب للتعامل مع الأطفال.

طبعاً الدعوة مفتوحة لكل الشباب الذين يمتلكون مهارات أو لديهم وقت فراغ ليعملوا مع الأطفال طبعاً هناك فائدة متبادلة للطفل وللشاب حيث أن الشباب ينمون مهاراتهم وخبراتهم و يضفي شيء من الإنسانية على نفسيتهم وكذلك الأطفال اليتامى يقدم لهم رعاية أكبر و يتاح لهم فرصة التعرف على تجارب الشباب"

مضيفاً " العمل التطوعي في الجمعية يختص بالنشطات الفنية والرياضية والتقنية والفريق التطوعي عمل في أكثر من فعالية مثل منظمة ( يونفي )

الموجودة في أكثر من ستة محافظات و أعمال تطوعية أخرى لخدمة المجتمع والوطن والأهم في موضوع العمل التطوعي هو روح الفريق والتركيز على المتعة والفائدة لكي نستطيع جذب عدد أكبر من المتطوعين والحفلة التي قدمها الأطفال كانت من تصميم وتدريب الفريق التطوعي"

المتطوع جميل قصيباتي طبيب أسنان تحدث عن قيمة العطاء في حياة الإنسان " تعرفت على الجمعية عن طريق أصدقائي وبعد حضوري أكثر من نشاط وجدت أن العمل هنا سيعطينني أكثر بكثير من الذي سأعطيه إياه وجدت أنني سأكون مفيداً وفاعلاً في عملي في الإطار التطوعي الموجود في الجمعية"

ويبقى لنا القول أن الأم الحقيقية هي التي تربي وليست التي تنجب