مع براعم سنين عمرها الأولى لمعت في عيون الجدة "زهرة يوسف حزب" ومضات التّحدي لكل نمط جديد من تجارب الحياة، أولها حين قامت برفع علم "سورية" على منبر مدرستها في "النبك" منحّيةً علم الاحتلال في الفترات الأخيرة من وجوده.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 4 كانون الثاني 2020 قصدت شارع "الأمين" متوجهة إلى منزل "زهرة حزب" تشاركها بعضاً من ذكريات أيامها السّابقة وتجارب حياتها التي ذخرت بالعمل والعطاء فقالت: «في "النبك" عام 1936 ولدت، وحظيت بفرص ذهبيّة من الدّلال لدى والدي كوني الأولى التي جاءت بعد عدة سنين من الانتظار، درست الابتدائية في المدرسة "الإنجيليّة" التي كانت تشرف عليها البعثة التّبشيريّة الدّنماركيّة وتوقفت عند هذا الحد لعدم وجود مدارس إعدادية وثانوية، وأخذت بتعلم الخياطة والتّطريز، وتزوجت من ابن خالتي "رضا بني المرجة" الذي يسكن "دمشق" فجاءتني الفرصة الكبيرة في متابعة دراستي كما بنات خالتي في مدرسة "الباعونية" لأحصل بعدها على الشّهادة الإعداديّة دون أن أقصر فيما أُلقي على عاتقي من مسؤوليات السّيدة المتزوجة والأم لثلاثة أطفال في ذلك الوقت، ولم يقف طموحي عند الدّراسة فقد كنت استشعر نداءات ساحات العمل لي، فكانت أولى تجاربي في الاتحاد النّسائي مع أوائل سيدات "دمشق" أمثال "عادلة بيهم الجزائري"، "سعاد العبد الله"، و"بشرى كنفاني" وكان لي لاحقاً مع هذا الاتحاد ومع استلامي شعبة "الشّاغور" عمل اعتز به من ندوات توعوية وثقافية ودورات مهنيّة صحية، وعروض أزياء ومعارض ودورات محو أمية للنساء، وكانت واحدة من الأسباب التي لعبت دوراً بإدراج اسمي بين قائمة المعيّنين في الدّور التّشريعي الأول لمجلس الشعب السوري، إلا أنه ولظروف عائليّة اضطررت لتقديم اعتذاري عن هذا الشّرف».

انتقلت للعمل في الإذاعة والتّلفزيون وبأرشفة المكتبات واجتهدت بالتعلم والعمل ودأبت على اتباع الدّورات التّدريبيّة، أميزها الدورة التّدريبية المهنيّة التي أقامتها "ألمانيا" للدول العربية بهدف التّعليم على الأدوات الحديثة في التّعامل مع أخبار وكلات الأنباء الأخرى التي أخذت تعتمد هذه الآلية، ولم أرض بحضوري لهذه الدّورة إلا التميز والمرتبة الأولى لـ"سورية" بين جميع الدّول العربية وكان لي خلال هذه الفترة نشاط مسائي بعد العودة إلى الفندق وذلك بالبحث في المكتبة الإعلامية الأردنيّة والاستعلام عن أسلوب العمل وتفاصيله من القائمين عليه لتتجمّع لي في ذلك صور لوثائق، واستمارات، وبطاقات تملأ حقيبة كاملة عرضتها عند عودتي على مدير الإذاعة والتلفزيون السوري فأثنى على مبادرتي هذه وكان قراره باعتماد آلية عمل المكتبات لدينا وأرشفتها على نفس المبدأ ليكون لي بعد ذلك العمل الطويل مع الزملاء من المذيعين ومعدي البرامج مثل "عدنان بوظو" و"موفق الخاني" وغيرهم، وإني أرى حتى الآن وعلى شاشتنا بعض مما أنجزته في تلك الفترة وخاصة فيما يخص "حدث في مثل هذا اليوم"

تتابع "زهرة" فتقول: «انتقلت للعمل في الإذاعة والتّلفزيون وبأرشفة المكتبات واجتهدت بالتعلم والعمل ودأبت على اتباع الدّورات التّدريبيّة، أميزها الدورة التّدريبية المهنيّة التي أقامتها "ألمانيا" للدول العربية بهدف التّعليم على الأدوات الحديثة في التّعامل مع أخبار وكلات الأنباء الأخرى التي أخذت تعتمد هذه الآلية، ولم أرض بحضوري لهذه الدّورة إلا التميز والمرتبة الأولى لـ"سورية" بين جميع الدّول العربية وكان لي خلال هذه الفترة نشاط مسائي بعد العودة إلى الفندق وذلك بالبحث في المكتبة الإعلامية الأردنيّة والاستعلام عن أسلوب العمل وتفاصيله من القائمين عليه لتتجمّع لي في ذلك صور لوثائق، واستمارات، وبطاقات تملأ حقيبة كاملة عرضتها عند عودتي على مدير الإذاعة والتلفزيون السوري فأثنى على مبادرتي هذه وكان قراره باعتماد آلية عمل المكتبات لدينا وأرشفتها على نفس المبدأ ليكون لي بعد ذلك العمل الطويل مع الزملاء من المذيعين ومعدي البرامج مثل "عدنان بوظو" و"موفق الخاني" وغيرهم، وإني أرى حتى الآن وعلى شاشتنا بعض مما أنجزته في تلك الفترة وخاصة فيما يخص "حدث في مثل هذا اليوم"».

مع زوجها رضا بني المرجة

"سوسن رجب" عضوة في اتحاد الكتاب العرب حدثتنا عن معرفتها بالسيدة "زهرة يوسف" فقالت: «مع بداية استلامي للمركز الثّقافي في "ببيلا" افتتحت لقاءات المركز الثّقافيّة باستضافة المؤرخ والأديب "رضا بني المرجة" زوج "زهرة حزب" وبمشاركة العائلة لهذا اللقاء أتيحت لي فرصة دخول بوابة المعرفة الوطيدة بهذه العائلة التي لدور كل فرد فيها عنوان عريض من الاحترام والتّقدير، وعرفت السّيدة التي سطرت فقرات حياتها بانتظام واتزان فكانت الأم المثالية الحريصة على تلبية احتياجات أولادها الصغيرة منها قبل الكبيرة، والمتنبهة لكل ما يتعلق بشؤونهم غرست فيهم القيم التربوية الأخلاقيّة، والقيم الوطنيّة، وكانت لهم الصّديق الذي لا يمل قربهم، والقدوة التي رسمت لهم أساس الحياة الكريمة فكان فيهم الطبيب الشّاعر والقاضي والمحامي والمهندسة والإعلامية، وعرفتها تلك السّيدة التي تركت بصمتها في كل ساحات العمل التي عملت فيها ويشهد لها فيها القاصي والداني والكبير والصغير والوجهاء، وخاصة في حيّها "الشاغور" بما قدمته لسيدات هذا الحي، وفي التلفزيون العربي السّوري بما أسست فيه، وهي التي تمارس منظومتها المبدئيّة القيميّة الملتزمة، إنني أجد في هذه السّيدة امرأة في أمة، نزيهة أمينة متفاعلة مع بيئتها أي كانت».

لم يثنِ التّقاعد الجدة "زهرة يوسف" عن متابعة رسالتها التي أدتها سابقاً إنما تجتهد حتى الآن في إعادة ترتيبها مع أحفادها.

مع الفنانة مادلين طبر
الكاتبة سوسن رجب