عرف الدّكتور "ماهر سليمان" قدراتِه وخبرها، فنظرياتُ الرّياضياتِ والفيزياءِ تبقى حاضرةً بقوةٍ في ذاكرته، ما فسّر حبّهُ للإلكترونيات، وكان له شغفٌ في المعلوماتية منذ بداية حضورها.

التقت مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 15 أيلول 2019 الدّكتور "ماهر سليمان" واستمعت إلى شيءٍ من مسيرته ومراحل دراسته وأعماله وأبحاثة فقال: «خلال دراستي في مدارس "اللاذقية" كانت تستهويني الأمور العلمية والمنطقية، في الصّف الثامن جعلت من غرفتي الخاصة نادياً للإلكترونيات يحوي الكتب التي ساعدتني في البحث وتصميم عدد من الدّارات الإلكترونيّة، وعلى خلفية برنامج للأستاذ "سعد الله آغا القلعة" عرفت عن الحاسوب والمعلوماتية والبرامج، وفي الحادي عشر لفت نظري إعلان في إحدى الصّحف عن "المعهد العالي للعلوم التّطبيقة والتكنولوجيا" فاحتفظت به، وكان البوصلة التي وجهتني إلى أبوابه، بعد حصولي على شّهادة الثانوية العامة وبالعلامات الممتازة، ورغم الغموض الذي كان يحيط ببعض حيثيات هذا المعهد حديث العهد، وانتقادات بعض الأقرباء، اتبعت حلمي في الدراسة فيه دون دراسة الهندسة في الجامعة وكلي ثقة بآفاق أخرى ستكون لي معه، وفعلاً كان ذلك بوجود اختصاص المعلوماتية ذلك حيث فضّلت دراسة هذا الاختصاص تاركاً لأجله فرصة السّفر إلى "فرنسا" ودراسة الإلكترون في السّنة الثالثة، في عام 1992 حصلت على دبلوم في هندسة المعلوماتية، وفي عام 1993 سافرت إلى "فرنسا" جامعة "مونبيلية 2" وحصلت على الماجستير في مجال العلوم والنّظم الموزعة وتبعتها بالدكتوراه».

عرفته طالباً في المعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتّكنولوجيا حيث كنت رئيس قسم المعلوميات وكان من المتميزين الذين درسوا المعلوماتية بجد، تجدد لقائي به في مجالات عمل متعددة، فبحكم مشاركته في تأسيس "الهيئة الوطنية لخدمات الشّبكة" وإقلاعه بالعمل الرّئيسي فيها وهو التوقيع الإلكتروني، حضر اسمه ليكون من المرشحين الأقوياء في مجلس إدارة شركة "المدفوعات الإلكترونية" الذي تسلمت رئاسته، ذلك أنه شارك بالعمل في التهيئة لوضع البنيّة الأساسيّة للدفع الإلكتروني وشركة المدفوعات وتابع في هذا الموضوع بشكل حثيث، ما أعطى الضرورة والأهمية الكبيرة لمشاركته معنا وهو الذي عاصر كل فترة الإعداد ووضع الأنظمة اللازمة. أكن للدكتور "سليمان" الكثير من الاحترام وأعدّه من الأشخاص ذوي الذهن الصّافي، والمتابعين لكل الأمور بجد ونشاط

يتابع الدّكتور "ماهر" متحدثاً عن مسيرته بعد العودة ويقول: «عدت إلى "سورية" وعدت للمعهد الذي درست فيه وبدأت بتدريس نظم تشغيل وشبكات، وعملت في المشروع المميز لدي "شبكة البحث والتّعليم العالي السوري" من خلال التّدريب وإدارة العقدة الخاصة بالمعهد ولاحقاً انطلق مشروع التّعاون الأوروبي "شبكة التّعليم والبحث الاورومتوسطية "EUMEDCONNECT" وأعتز بمشاركتي به فهو يربط شبكات التّعليم والبحث الوطنيّة بكل الدول في الحوض الأبيض المتوسط (ربطاً شبكياً)، وعملت بمشروع "EUMEDGRED" شبكة الحوسبة الأورومتوسطية وهو أحد التطبيقات التي بُنيت فوق الشبكة الآنفة الذكر وهو لربط العقد الحسابية "الحواسيب" الموجودة في المراكز البحثية لعمل حسابات فائقة السّرعة، إن مشاركتي بمشاريع التّعاون الأوروبي كمدير وطني كانت غنية جداً، اكتسبت منها خبرة إدارية جيدة وعززت المفهوم العلمي لديّ ذلك أنّني كنت أشارك بالفريق العلمي والهندسي فيها».

الدكتور خليل عجمي

يتابع عن مشاركاته العلمية ويقول: «شاركت بالعديد من الدراسات في مجال تصميم البنية التّحتيّة للشبكات ومركز البيانات للشركات ومزودي خدمات الإنترنت ومن ثمّ أخذت مجالات العمل تتعدد وتتنوع حيث عملت في الجامعة الافتراضيّة وبعض الجهات الحكومية فمع بداية إحداث "الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة" تسلمت الإدارة وباشرت الإعداد لأنظمتها (المالية، الإدارية، التّنظيمية...) كما بدأت بالعمل على الملفات التّقنية التي حضّرتها وزارة الاتّصالات والتّقانة والتي هي من صلب عمل الهيئة فقمنا بنقل مركز البيانات من البريد وعملنا على تطويره من تجهيزات وبرمجيات وإدارة وبدأنا نستضيف المواقع عليه وبالأخص المواقع الحكوميّة، كما عملنا في النّطاق العلوي السّوري (.sy) و(. سورية) و(.سوريا) وكنا من أوائل الدّول العربية التي حجزت هذا النّطاق، ونقلنا إدارته من "الشركة السّورية للاتّصالات" إلى الهيئة ونظمنا قواعد إدارته ودققنا بياناته ووثّقناه وهيئنا له بنية كاملة نظامية موثوقة، كما عملنا على محور مهم آخر وهو التّوقيع الإلكتروني».

تحدث الدكتور" خليل عجمي" رئيس الجامعة الإفتراضية عن معرفته بالدكتور "ماهر سليمان" قائلاً: «التقيته في "المعهد العالي للعلوم التّطبيقية والتّكنولوجيا"، وتوطدت معرفتنا أكثر بالعمل وبعد العودة من الإيفاد وذلك في الجامعة الإفتراضية عام 2005 حين تسلم الدكتور "ماهر" أحد البرامج الكبيرة برنامج "هندسة النّظم المعلوماتية" في حين البرنامج الثاني "الإجازة في تقانة المعلومات" كان في عهدتي وكان العمل بيننا متلازماً، فأنشأنا البرنامجين وبرؤيتين مختلفتين وتسلمنا إدارتهما. الشيء الجميل اننا في هذه الفترة وضعنا الأسس الأولية لمجمل المنظومة الإدارية والتّعليمية الأكاديميّة للجامعة وخاصة بعد أن انتقلنا إلى مرتبة تضم آلاف الطلاب ولحقتها مرتبة عشرات الآلاف وفي عام 2008 أخذت برامج أخرى تظهر، وتشكلت مجالس الجامعة، وبدأنا العمل بالأنظمة المعلوماتية والبنية التّحتية وبمشاركة عدد من الزملاء. في عام 2010 تكلف الدكتور "ماهر" بمهمة معاون الشؤون العلمية، وبالرغم من اعتذاره عن مهامه عام 2014 حافظ على تعاونه معي وأفادني بخبرته ومعرفته بإدارة أمور الجامعة، ورغبتي في كسب هذه الخبرة واستثمارها بقيت حاضرة لدي ففي عام 2016 ومع تسلمي مهام رئاسة الجامعة الإفتراضية رشحته ليشاركنا مجلس أمناء الجامعة، فكانت لنا فرصة هذه المشاركة في المجلس».

الدكتور منصور فرح

الدّكتور "منصور فرح" رئيس مجلس إدارة شركة المدفوعات عرف الدكتور "ماهر" طالباً وشريكاً في العمل وفي ذلك قال: «عرفته طالباً في المعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتّكنولوجيا حيث كنت رئيس قسم المعلوميات وكان من المتميزين الذين درسوا المعلوماتية بجد، تجدد لقائي به في مجالات عمل متعددة، فبحكم مشاركته في تأسيس "الهيئة الوطنية لخدمات الشّبكة" وإقلاعه بالعمل الرّئيسي فيها وهو التوقيع الإلكتروني، حضر اسمه ليكون من المرشحين الأقوياء في مجلس إدارة شركة "المدفوعات الإلكترونية" الذي تسلمت رئاسته، ذلك أنه شارك بالعمل في التهيئة لوضع البنيّة الأساسيّة للدفع الإلكتروني وشركة المدفوعات وتابع في هذا الموضوع بشكل حثيث، ما أعطى الضرورة والأهمية الكبيرة لمشاركته معنا وهو الذي عاصر كل فترة الإعداد ووضع الأنظمة اللازمة. أكن للدكتور "سليمان" الكثير من الاحترام وأعدّه من الأشخاص ذوي الذهن الصّافي، والمتابعين لكل الأمور بجد ونشاط».

يذكر أن الدكتور "ماهر سليمان" من مواليد "اللاذقية" عام 1968، مقيم في "دمشق"، يتولى حالياً مدير المعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتكنولوجيا.