حققت الدّكتورة "أميمة الدّكاك" المرتبة الأولى على مستوى القطر بالشهادة الثّانويّة العامة، وكان لها معدل ممتاز حين تخرّجت في المعهد العالي للعلوم التّطبيقية والتّكنولوجيا، وتابعت مسيرتها في التفوق والنجاح والعطاء ضمن مجال العمل المعلوماتي.

تحلم أن يرتفع ترتيب المعهد عالمياً، ويشارك جميع خريجيه سواء ممن هم داخل القطر أو خارجه؛ كسفراء لبلدنا الحبيب في جامعات ومؤسسات ومراكز أبحاث مرموقة عالمياً.

تعود معرفتي بالدكتورة إلى عام 2006 في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة "دمشق"، حيث أشرفت على مشروعي في السّنة الرّابعة والخامسة، ثم شاركت بالإشراف على رسالة الماجستير عام 2010. وكان لي الشرف أن تشارك بالإشراف أيضاً على رسالة الدكتوراه عام 2014. الدكتورة "أميمة" عضو في اللجنة الفرعية لشمال "أفريقيا" وغرب "آسيا" من لجنة الاتّصالات الكلاميّة العالمية منذ عام 2006. تهتم بمعالجة اللغة العربية حاسوبياً، وتعمل على بناء وتطوير نظم في التعرف إلى الكلام ونظم تركيب الكلام للغة العربية. تعدّ هذه المشاريع من أصعب وأهم مجالات البحث العلمي في وقتنا الراهن، ولها العديد من التّطبيقات الحية، كما تحظى باهتمام كبرى الشركات العالمية ومراكز البحث المرموقة

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 تموز 2018، أيقونة النجاح الدّكتورة "أميمة الدّكاك"، وتحدثت معها عن شغفها بتلقي العلم ومسيرتها معه، وقالت: «ولدت ضمن أسرة متوسطة، وكنت أكبر إخوتي وأخواتي، حصلت على الثّانوية العامة عام 1979، أثناء تسجيلي للدراسة في جامعة "دمشق" استدعاني مدير شؤون الطلاب وأخبرني عن إمكانية دراسة العلوم الرّياضيّة والفيزيائيّة والهندسة في مؤسسة وطنيّة ناشئة تبعث طلابها لمتابعة دراستهم الهندسية في "فرنسا". ولما كنت شغوفة بالرياضيات، فقد أغراني العرض وقبلت به، وأخذت مكاني في المعهد العالي للعلوم التّطبيقية والتّكنولوجيا الذي لم يكن قد أحدث بعد، وقد كنا قد سجلنا على التوازي في كلية العلوم، قسم الرّياضيات للحصول على أوراق جامعيّة رسميّة. ودرست ثلاث سنوات، فتعلمنا اللغة الفرنسية بكثافة، ثم بدأنا كطلاب تلقي موادنا على أيدي أساتذة فرنسيين. في نهاية السّنة الثالثة أجرينا امتحانات مع جهات فرنسية حصلت نتيجتها على قبول لمتابعة دراسة الهندسة في المدرسة "الوطنيّة العليا للإلكترونيات والاتّصالات الرّاديويّة" في "غرونوبل" - "فرنسا"، وقصدتها عام 1982، وأنهيت دراستي بنجاح بتقدير جيد، ولكوني من الثّلاثة الأوائل في الصّف، استطعت تحضير دبلوم الدّراسات المعمّقة (مكافئ للماجستير) على التّوازي مع سنة التّخرج، وحصلت على التخرج والدبلوم في العام نفسه 1985، مباشرة وبعد موافقة الدكتور "واثق شهيد" حضرت للدكتوراه في معهد الاتّصالات الكلاميّة في المعهد الوطني المتعدد التّقانات في "غرونوبل" ICP-INPG. وأنهيت الدّكتوراه خلال مدة قياسية 3 سنوات إلا ثلاثة أشهر، وعدت في تموز 1988. لأكون أول حائزة على الدكتوراه من طلاب المعهد العالي، الذي أحدث رسمياً عام 1983. كان بحثي في الدكتوراه حول استخراج موسطات من الإشارة الكلامية آلياً على نحو ذكي متعلق بالسياق لتركيب الكلام آلياً».

الأستاذ "وائل عبيد"

وتتابع الدكتورة "أميمة": «عدت مباشرة إلى المعهد العالي للعلوم التّطبيقية والتّكنولوجيا، وأدرّس فيه منذ ذلك الحين. في البداية كان التّدريس باللغة الفرنسية، وبدءاً من عام 1994 أصبح باللغة العربية، وقمت بتدريس مجموعة مواد، منها: "الإلكترونيات والاتّصالات الرّقميّة"، و"معالجة الإشارة الرّقميّة"، و"معالجة الإشارة الكلاميّة"، و"معالجات الإشارة الرّقميّة". وبإشراف الدّكتور "موفق دعبول" شاركت مع عدد من زملائي بوضع المناهج وتأليف الكتب لكلية المعلوماتية في جامعة "دمشق"، منها: "الدارات الإلكترونية"، و"نظم قواعد المعرفة"، كما وضعت منهاج التّواصل الكلامي لماجستير الذّكاء الصّنعي في الكلية، وأشارك بتدريس المادة منذ ذلك الحين، وشاركت بتقديم المحتوى لمجموعة مقررات في الجامعة الافتراضية في برنامج هندسة النظم المعلوماتية ISE، ومؤخراً مقرر الاتصالات الرّقميّة في برنامج الإجازة في تقانات الاتّصالات BACT. في عام 2010، أطلق ماجستير نظم الاتّصالات في المعهد العالي للعلوم التّطبيقية والتّكنولوجيا، وكنت رئيس قسم الاتّصالات في ذلك الوقت، وأشرفت على عدد من رسائل الماجستير فيه. وكان لي شرف المشاركة في الإشراف على دكتوراه في الاتّصالات في المعهد العالي، وكذلك الإشراف على أول دكتوراه في المعلوماتية في المعهد العالي حول تركيب الكلام بتنغيم طبيعي وباستخدام أنصاف المقاطع الصوتية، والتي دافعت عن الأطروحة د. "عفاف الشلبي" هذا العام. أشعر بأن المعهد العالي بيتي الثاني، له في قلبي مكانة عالية، يسعدني أن خريجينا لا يجدون أدنى صعوبة في متابعة تحصيلهم العلمي سواء الهندسي أو ما بعد الهندسي في دول مرموقة ويثبتون جدارتهم. أتمنى أن نستفيد من تجربة التّعليم الإلكتروني عن بعد، لإتاحة أجزاء من المواد التّعليميّة على شبكة الإنترنت ليتمكن الطلاب من متابعتها».

وقال المهندس "وائل عبيد" عن الدكتورة "أميمة"، وهو وواحد ممن تلقوا العلم منها: «عرفتها كمدرّسة خلال سنتين ومقررين، كانت شخصية استثنائية، وكان الجهد الكبير الذي تبذله من أجل التحضير للمادة العلمية واضحاً. واستطاعت من خلال محبتها وإخلاصها لعملها ضمن الكادر التّدريسي للمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، أن تجعل طلابها يحبون المادة العلمية من خلال اهتمامها وطرائق التّدريس التي تعتمدها لإيصال الأفكار. كانت من أوائل الأساتذة الذين أدخلوا طريقة الامتحان مفتوح المراجع إلى المعهد العالي؛ أي إنها سمحت لنا بإدخال ما نريد من الكتب أو المراجع إلى قاعة الامتحان، فكانت كل الأسئلة استنتاجيّة، وتحول الامتحان إلى ورشة عمل للطالب، تحرضه على البحث والإبداع. لدى الدكتورة "أميمة" ثراء مميز من المعلومات النّظريّة والعمليّة، خاصة في مجالات الدارات الإلكترونية، والدارات المتكاملة، ومعالجة الإشارة، والذكاء الصنعي، والاتصالات وغيرها، ولعل هذا عائد إلى اهتمامها الدائم في إثراء معرفتها، وهذا ما كان ينعكس مباشرة على طلابها، وبمحاولاتها إسقاط هذه المعلومات على خطتها التّدريسيّة. وتميزت الدكتورة بصياغة مادتها العلميّة بطريقة سلسة، ولغة علمية جميلة؛ وهو ما جعل من مقررها مرجعاً دائماً لنا في الحياة المهنية. أذكر بعد تخرجي أنني كنت أحتاج إليها في عملي المهني ببعض الأبحاث المتعلقة بمعالجة اللغات الطّبيعية وخاصة اللغة العربية. فقد كنت أجدها مطلعة على أحدث الأبحاث، وعلى اطلاع بصورة معمقة على الإنجازات العالميّة في هذا المجال. لم أنسَ للحظة ما قدمته الدكتورة "أميمة" لطلابها بصورة عامة، ولي بصورة خاصة من علوم وأفكار. وأشعر حقيقة بالسرور والفخر بالدكتورة "أميمة" كخبرة وطنية مميزة، كباحثة وأستاذة».

لجنة تحكيم أطروحة الدكتورة "عفاف الشلبي"

وتحدثت الدكتورة "عفاف الشلبي" عن الدّكتورة "أميمة"، فقالت: «تعود معرفتي بالدكتورة إلى عام 2006 في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة "دمشق"، حيث أشرفت على مشروعي في السّنة الرّابعة والخامسة، ثم شاركت بالإشراف على رسالة الماجستير عام 2010. وكان لي الشرف أن تشارك بالإشراف أيضاً على رسالة الدكتوراه عام 2014.

الدكتورة "أميمة" عضو في اللجنة الفرعية لشمال "أفريقيا" وغرب "آسيا" من لجنة الاتّصالات الكلاميّة العالمية منذ عام 2006. تهتم بمعالجة اللغة العربية حاسوبياً، وتعمل على بناء وتطوير نظم في التعرف إلى الكلام ونظم تركيب الكلام للغة العربية. تعدّ هذه المشاريع من أصعب وأهم مجالات البحث العلمي في وقتنا الراهن، ولها العديد من التّطبيقات الحية، كما تحظى باهتمام كبرى الشركات العالمية ومراكز البحث المرموقة».

يذكر أن الدكتورة "أميمة الدكاك" من مواليد "دمشق" عام 1962.