كانت إرادتها القوية، والتّصميم على تحقيق طموحها، حافزها على العمل بجدّ ونشاط، فارتقت بسلم النّجاح من بدايته ليصل بها إلى "ماليزيا" حيث القارة الآسيوية، ثم أخذت دورها في العمل بتنمية الاقتصاد وتطويره.

بتاريخ 15 آب 2017، كان لمدونة وطن "eSyria" لقاء مميز مع الدكتورة "لمياء عاصي"، فقالت: «"قارة" في ريف "دمشق" مدينتي، ولدت في "دمشق" عام 1955، وحصلت على الشّهادة الثّانويّة العامة من مدرسة "بسام حمشو" بتفوق، إلا أنني تزوجت وسافرت إلى "الكويت"، وفي اليوم الثّاني لإعلان نتائج الامتحانات، طلبت من إحدى قريباتي تسجيلي بين قوائم طلاب جامعة "دمشق" في كلية التّجارة والاقتصاد، واجتهدت بالدراسة في الغربة، وكنت أعود في كل فصل دراسي إلى "دمشق" لأتقدم إلى الامتحانات، وخلال هذه المدة لم يغادرني شغف المعرفة، وبالتحديد علم الحاسوب والبرمجة وماهية هذا العلم، فتوجهت في الفترة المسائية على مدى عام ونصف العام إلى معهد بريطاني في "الكويت" يقدم دورات البرمجة ونظم التّحليل، لأنهيها كاملة بالتوازي مع عملي الصّباحي كمدرّسة رياضيات، إلى أن كانت عودتي إلى البلد بعد التخرج بزمن قصير».

"قارة" في ريف "دمشق" مدينتي، ولدت في "دمشق" عام 1955، وحصلت على الشّهادة الثّانويّة العامة من مدرسة "بسام حمشو" بتفوق، إلا أنني تزوجت وسافرت إلى "الكويت"، وفي اليوم الثّاني لإعلان نتائج الامتحانات، طلبت من إحدى قريباتي تسجيلي بين قوائم طلاب جامعة "دمشق" في كلية التّجارة والاقتصاد، واجتهدت بالدراسة في الغربة، وكنت أعود في كل فصل دراسي إلى "دمشق" لأتقدم إلى الامتحانات، وخلال هذه المدة لم يغادرني شغف المعرفة، وبالتحديد علم الحاسوب والبرمجة وماهية هذا العلم، فتوجهت في الفترة المسائية على مدى عام ونصف العام إلى معهد بريطاني في "الكويت" يقدم دورات البرمجة ونظم التّحليل، لأنهيها كاملة بالتوازي مع عملي الصّباحي كمدرّسة رياضيات، إلى أن كانت عودتي إلى البلد بعد التخرج بزمن قصير

تتابع "عاصي" مسترجعة مرحلة العمل التي بدأتها بما أحبته في علم البرمجة، وتقول: «عند عودتي إلى البلد عملت في وزارة المالية كمبرمجة بلغة "الكوبول" مع تواضع الإمكانات، وعملت مع فريق فرنسي تزامن وجوده في الوزارة، ثم طُورت الإمكانات وتحدثت فتوفرت المخدمات والتّجهيزات الحديثة، وتعلمت لغات حديثة في البرمجة، واتبعت دورات مكثفة في الخارج، منها التي جرت في "اليابان" بهندسة النّظم، فتكونت لدي عقلية وذهنية جديدة عن العلم والمعرفة، إضافة إلى اطلاعي على ثقافات مختلفة، لدى العودة تسلّمت برنامج ريع العقارات وعملت في تطويره، وكان هناك برنامج الخزينة، ثم انتقلت للعمل في مالية "دمشق"، وأسست قسم المعلوماتيّة وفريق عمل ضمّ مجموعة من المهندسين المتميزين وأقلعنا بمشروع أتمتة الإدارة الضّريبيّة باستخدام "Oracle" و"C"؛ وذلك على كل أنواع الضرائب النّوعيّة، وهو المستخدم حتى الآن، وكان العمل الجاد لتوحيد فهرس المكلفين لتكون نقلة عمل متميزة لمالية "دمشق"، وفي سياق ثانٍ، تمكنت وعقب زيارتي الاستكشافية لـ"ماليزيا" بصفتي معاون وزير الماليّة من التّجهيز لست مذكرات تفاهم معلوماتيّة؛ جرى توقيعها خلال زيارة "مهاتير محمد" رئيس "ماليزيا" إلى "سورية" عام 2003، حيث كانت الأنظار مركّزة على التّجربة الماليزيّة الاقتصاديّة، وكيفية التّعاون والاستفادة منها، في تلك الأثناء كان هناك حاجة إلى سفير سوري في "ماليزيا" خارج إلى حدّ معين عن الأسلوب النّمطي المتعارف، يحقق نوعاً من الانسجام بين المعرفة الاقتصادية والمعلوماتية، فكان لي شرف تولي هذا المنصب لمدة خمس سنوات عملت خلالها على الاستفادة من خبرة هذه البلد، فكان ضمن ما اجتهدت فيه استقدام الكثيرين من خبراءهم الاقتصاديين والعمل معهم في توضيح وشرح تجربتهم، وأُقيمت بمشاركتهم العديد من ورشات العمل، فكان لهذا الدّور الكبير في ترشيحي لتولي مهام وزارة الاقتصاد والتّجارة ولمدة استمرت عاماً ونصف العام، فوجدت بذلك الفرصة لتسليط الضّوء على فعالية هذه الوزارة. وكان لدي المبادرات والأفكار، فكانت البداية ببعض التّغييرات الهيكلية والإداريّة، وتوزع مراكز القوى داخل الوزارة، كما أردنا أن نعزّز القوة لدى غرف التّجارة ومجالس الأعمال».

وزيرة الاقتصاد والتّجارة لمياء عاصي

الدّكتورة "كوكب داية" الأستاذة في جامعة "دمشق"، تحدثت عن "لمياء" وقالت: «عرفتها خلال مدة تعيينها معاون وزير الماليّة لشؤون المعلوماتيّة، حيث كنت معاون وزير الصّحة، وسعدت بذلك لما فيه من دليل على الثّقة بقدرات المرأة، وقد رغبت بالتعرف إليها، فكان ذلك أثناء زيارتي مع بعض الصّديقات للتعزية بوفاة والدها وهي سفيرتنا في "ماليزيا"، وفي الوقت الذي كنت فيه وزيرة للبيئة عينت "لمياء" وزيرة للاقتصاد والتّجارة، لتكون من أوائل السّيدات اللاتي حظين بثقة تولي وزارة بمثل ثقل وزارة الاقتصاد، وكان لها البصمة التي ميّزتها، وتعمّقت معرفتي بها، ورأيت فيها السيدة الذّكية، الدّمثة، الشّجاعة، الصّريحة، الواضحة؛ وهو ما عزّز لديها القدرة على العطاء، وتكررت لقاءاتنا وتعززت بتوليها وزارة السّياحة وأنا في وزارة البيئة، فوضعنا أسس العمل المتكامل بين الوزارتين بيئيّاً وسياحيّاً، وخاصة خلال زيارتنا لبحيرة "الجبول"».

تتابع "لمياء عاصي" ما بدأت به حياتها، حيث نجد لها الكثير من المقالات ذات النّظرة المتكاملة للاقتصاد فيما كان عليه، وما هو عليه، وما يجب عليه أن يكون.

د. كوكب الداية