كتب الدكتور "صادق فرعون" عن الموسيقا بأسلوب نقدي خاص في الصحف السورية والعربية، بعيداً عن الشخصنة والمحسوبيات، ونجح في مهنته كطبيب، وساهم في تأسيس دار التوليد الجامعي، ويعدّ من أميز الأطباء العرب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 تشرين الأول 2017، "عبد عيسى" الباحث والمهتم بشؤون الموسيقا، حيث قال عن معرفته بعمل الدكتور "فرعون": «على الرغم من معارضة الأهل والناس حوله، إلا أن الطبيب والموسيقي "صادق فرعون" تابع دراسته للموسيقا إلى جانب كونه طبيباً متميزاً حتى آخر يوم من عمره، فمنذ نعومة أظافره بدا مولعاً وعاشقاً للموسيقا، وفي البداية درس على يد الموسيقي التركي "شوقي بيك زربة"، حيث علّمه السماعيات والمقامات الشرقية لمدة عامين، لكن يبدو أن تعلم الموسيقا الشرقية لم يشبع غايته، فانتقل إلى الموسيقي السوري "عدنان الركابي" عن طريق الكاتب والموسيقي "صميم الشريف" في "نادي أصدقاء الفنون"، ومنه إلى الموسيقي الروسي "أراست بللينغ"، حيث أجاد العزف على آلة الكمان، وتعرّف إلى الموسيقا الكلاسيكية العالمية، ثم تعرّف إلى "صلحي الوادي" ليدخل معه إلى شبه فرقة تعزف الأعمال الكلاسيكية، وذلك في أواسط الأربعينات من القرن الماضي».

ساهم كثيراً في بناء النقد الموسيقي، وتابع المسيرة الموسيقية فيه، وآمن بأن الموسيقا العالمية هي لغة موسيقية لكل شعوب العالم، وإن كل مؤلف في هذا مجال يمكن أن يؤلف موسيقا تعبّر تعبيراً حقيقياً خالصاً عن بلده وتاريخه وحضارته

وأضاف: «دخل "فرعون" كلية الطب من دون أن يترك الموسيقا، حيث أقام عدة حفلات مشتركة مع الموسيقي "هشام الشمعة" وغيره من الموسيقيين الرواد في أكثر من مكان، مثل: سينما "دمشق"، وفندق "أمية"، وفي بعض المنتديات الموسيقية في الستينات من القرن الماضي. إضافة إلى مقالاته الكثيرة بالشأن الموسيقي في الصحف السورية والعربية، له مؤلفات بهذا الصدد، مثل: "معجم الموسيقي المختصر" من إصدارات الهيئة العامة للكتاب، كما كتب في الأدب، وله كتابان: "أن يقول الإنسان الحقيقة"، و"موت أم مع انبلاج الفجر"، وفي الطب أيضاً له كتاب "فن التوليد" بالمشاركة مع الدكتور "إبراهيم الحقي"».

فرعون في إحدى الندوات الثقافية

وعن أعماله في النقد الموسيقي، أضاف: «ساهم كثيراً في بناء النقد الموسيقي، وتابع المسيرة الموسيقية فيه، وآمن بأن الموسيقا العالمية هي لغة موسيقية لكل شعوب العالم، وإن كل مؤلف في هذا مجال يمكن أن يؤلف موسيقا تعبّر تعبيراً حقيقياً خالصاً عن بلده وتاريخه وحضارته».

"ميساك باغبودريان"، قائد السيمفونية الوطنية السورية، قال: «الدكتور "صادق فرعون"، الطبيب الذي على يديه أبصرت النور، وبدأت الحياة، تقاطعت دروبنا مرة أخرى، لكن هذه المرة في الحفلات الموسيقية التي كان يتابعها بشغف كبير، ويكتب عنها. كان ديمقراطياً في نقاشاته، ويستمع بعمق إلى الرأي الآخر، وفي كل حفلة يأتيني للنقاش عما قدمناه، تكلمنا كثيراً واختلفنا في الآراء، لكن المودة والاحترام كانا موجودين دائماً».

عبد عيسى

"عبد الحميد المرعي" المتابع لمسيرة "فرعون"، قال: «في الحقيقة، كان هذا الرجل مثالاً حقيقياً للإنسان الشامل، بارعاً في مهنته كطبيب اختصاصي لأمراض النساء، ومستمعاً وعاشقاً للموسيقا، مضى جلّ حياته بين عيادته ومكتبته الملأى بالكتب الفكرية والثقافية والموسيقية، قارئ جيد، ومثقف من الطراز الأول، ونقل هذه الثقافة إلى الناس من خلال مقالاته وكتبه».

ولد "صادق فرعون" عام 1931 في مدينة "دمشق"، عمل وزيراً للصحة عام 1965، وأستاذاً في جامعة "دمشق"، وهو من مؤسسي مستشفى "دار التوليد الجامعي"، كما عمل نائباً لرئيس مجلس إدارة جمعية "صدى" للثقافة الموسيقية، وأجاد اللغات الفرنسية والإنكليزية، وتوفي عام 2017.

من مؤلفات فرعون