اعتمد المخرج السينمائي "وديع يوسف" في أفلامه الروائية الطويلة على مشكلات المجتمع السوري بجدارة، وجسّد في أفلامه التسجيلية والوثائقية المواضيع الوطنية والقومية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 أيلول 2017، الإعلامي "عادل نبي" رئيس تحرير مجلة "عشتروت"، والمهتم بشؤون المسرح والسينما، ليحدثنا عن الفنان "وديع يوسف"، حيث بدأ حديثه بالقول: «سبق "وديع يوسف" الجميع في دراسة السينما بجامعة "الفغيغ - موسكو"، ذلك المعهد السينمائي السوفييتي الشهير، وتخرّج فيه عام 1969، بعد أن أنجز مشروع تخرج تحت عنوان: "المتهم"، حيث درس تحت يد عملاق السينما الروسية "تشوخراي"، الذي سحرنا بأفلامه المشهورة "الطلقة 41، أنشودة الجندي..."».

سبق "وديع يوسف" الجميع في دراسة السينما بجامعة "الفغيغ - موسكو"، ذلك المعهد السينمائي السوفييتي الشهير، وتخرّج فيه عام 1969، بعد أن أنجز مشروع تخرج تحت عنوان: "المتهم"، حيث درس تحت يد عملاق السينما الروسية "تشوخراي"، الذي سحرنا بأفلامه المشهورة "الطلقة 41، أنشودة الجندي..."

وأضاف: «مازال فيلمه "مقابلات" طازجاً على الرغم من مرور نحو أربعين عاماً على إنجازه، فقد استطاع بلطفه أن يجعل الناس يبوحون أمام الكاميرا بأحلامهم المشبعة ببساطة، فالتقط حسّهم ونقل مشاعرهم وعواطفهم إلى الجميع، ومن حبه للبساطة ذهب بالسينما لتأريخ ظاهرة الرسام الشعبي "أبو صبحي التيناوي"، وما زالت تعرض مقتطفات من هذا الفيلم على شاشات التلفزيون، ولعل الفيلم الذي حققه عن "محمد عبدالكريم" أمير البزق هو الوثيقة الوحيدة عن هذا الفنان الكبير.

من فيلم المصيدة

مساهماته الروائية انطلقت من فيلم "خيرو العوج" أحد أفلام في ثلاثية "العار"، أما فيلم "المصيدة" الذي أخرجه عام 1980، عن سيناريو للكاتب "علي عقلة عرسان" من بطولة "سمر سامي، عبد الهادي الصباغ..."، فقد حقق نجاحاً تجارياً غير مسبوق على الرغم من جدية موضوعه، وربما هو الفيلم الأكثر إيراداً في السينما السورية، فقد عرض في الصالات مدة طويلة، وكان في إعادته يعيد استقطاب الناس في علاقة مدهشة بين هذا الفيلم والجمهور، وإلى اليوم يعرض في بعض الصالات من وقت إلى آخر».

وقال أيضاً: «وزع "وديع يوسف" وقته بين الأفلام الوثائقية مع المؤسسة العامة للسينما، فحقق لها أكثر من خمسين فيلماً وثائقياً بينها فيلم "سلامة الجليل"، الذي يعدّ واحداً من أهم الأفلام عن اجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، والأفلام الروائية مع القطاع الخاص، فحقق أفلام "عشيقة الفنان، الانتقام حباً، باسمة بين الدموع، الابتسامة، في بلاد العجائب"، وكان شريكاً لعدد من المخرجين السوفييت في أفلام إنتاج مشترك بين الجانب السوفييتي وشركة "عبدالرزاق الغانم"، وهي: "معروف الاسكافي، الحسناء والمارد، الظاهر بيبرس"».

من فيلم الابتسامة

وأنهى "نبي" حديثه قائلاً: «سمعت من العديد من زملائه الذين عملوا معه بأنه كان دقيقاً في عمله، ولديه تلك القدرة الهائلة على الإحاطة بكافة التفاصيل، ويستطيع أن يقيد نفسه بالعمل؛ وهذا جعله متميزاً في سرعة الإنجاز، فهو من أولئك السينمائيين الذين يرتقون بالمهنة خطوة حقيقية إلى الأمام، غير ذلك، فقد صور العديد من المناسبات الوطنية وخلدها كأفلام وثائقية، منها توثيق عدد من دورات مهرجان "دمشق" السينمائي، أما آخر أفلامه، فكان عن زيارة "البابا يوحنا بولس الثاني" إلى "سورية"».

وبدوره قال الناقد السينمائي "محمد قاسم خليل": «عرفت المخرج "وديع يوسف" منذ ما يقارب أربعين عاماً، لم أرَه يوماً قد غيّر معاملته مع كل من حوله، ظهر وديعاً كاسمه دائماً، لطيفاً، هادئاً، إضافة إلى ذلك، فقد اهتم طوال مسيرته الفنية بالناس البسطاء، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ففي فيلمه "المقابلات" الذي صوره بطريقة الكاميرة الخفية، وبأسلوب شائق جعل الناس يتحدثون فيه عن أحلامهم وطموحاتهم بعفوية تامة، كما اهتم بالمواضيع الوطنية والقومية، حيث رصد بأفلامه التسجيلية حرب تشرين التحريرية عبر ثلاثية "تشرين"؛ وهي: "وجاء تشرين" عن وقائع المعارك، "الصمود" عن الجبهة الداخلية"، "القتلة" الذي يتحدث عن أساليب قتل المدنيين والأبرياء التي يستخدمها العدو الصهيوني، وذلك من خلال مقابلة مع طيار صهيوني وقع في الأسر على يد الجيش السوري وهو يقصف مدينة "دمشق"».

عادل نبي

"وديع يوسف" من مواليد عام 1937، نال العديد من الجوائز، منها الجائزة الأولى عن فيلمه "المصيدة" في مهرجان "طهران" السينمائي عام 1981، توفي بـ"دمشق" عام 2007.