تمكّن الدكتور "راكان رزوق" من كل مقدّراته، واختار فرصته للدراسة في مركز البحوث دون كليات الطّب أو الهندسة، لتكون الهدف الذي حقق من خلاله طموحه، فكان له الحضور داخل البلد وخارجه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 تموز 2017، الدّكتور "راكان رزوق" للحديث عن مسيرة رحلته في البحث عن العلم وجديده واجتهاده في إيصال رسالته، فقال: «في مدينة "حمص" وبالتحديد قرية "القصير" عام 1962، كانت ولادتي، تعلّمت بمدارس مدينتي، وحصلت على شهادة الثّانويّة العامة بعلامات التّفوق، وانتسبت إلى "مركز البحوث- المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتّكنولوجيا"، حيث وجدت فيه تحدي البحث العلمي، وتجلّى ذلك واضحاً من خلال مبدأ الدّراسة ومواد التدريس ومنهاجها، تخرجت في المركز لأكون من أوائل مهندسي المعلوماتية، وعّينت معيداً في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتّكنولوجيا" لعامين، أُوفدت بعدها إلى "فرنسا" لمتابعة دراستي، وحصلت على شهادة الماجستير والدكتوراة ضمن المدة المحددة، وعدت عام 1990، وبدأت حياتي المهنيّة الفعليّة».

التّدريس موروث لدي من والدي، وجزء منه موهبة، ويمكن أن تتقن كل أسبابه، وتتمكن منه من خلال جهدك وعملك، لكن أهم من كل سبق، هو ما تعلّمته من أساتذتي، مثل: الدّكتور "صلاح أحمد"، والدّكتور "منصور فرح"، وغيرهما، فقد كانوا يعدّون التدّريس رسالة، وعليهم أداءها بكل أمانة، وكانت لي نفس الرّسالة، سعيت من أجلها بكل السبل، وعملت على التجديد بطرائق عرض المعلومة وتقديمها للطلاب

ويستذكر انطلاقته في مجال العمل والبحث والتّدريس، ويقول: «بدأت العمل كعضو هيئة تدريسيّة، ودرّست في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتّكنولوجيا"، قسم المعلوماتية، وكنت رئيس أحد مخبري القسم؛ وهو المختص بالبحث والتّطوير، وتلك المرحلة كانت بداية لحضور المعلوماتية في البلد، وانطلاق المؤسسات نحو الأتمتة، فكانت لي بعض المشاريع الجميلة من دراسات، وأبحاث، ومشاركات لكثير من اللجان، وعملت في تطوير برامج العديد من المشاريع لجهات وقطاعات عديدة في البلد، وكان العمل في قواعد البيانات، وخلال هذه المرحلة اكتسبت الخبرة الكبيرة في مجال التّدريس والتطوير معاً، في عام 1999، أصبحت رئيس قسم المعلوماتية في مركز البحوث، لتختلف الأمور معي؛ فهنا القسم أكبر، والمشاريع أكثر، والتوجه نحو تطوير الأنظمة المعلوماتيّة، فكان العبء كبيراً حتى عام 2002، حيث ارتفعت وتيرة الحديث عن إحداث كليات الهندسة المعلوماتيّة لتحتوي ما أحدث سابقاً من أقسام للمعلوماتيّة في كليات العلوم، فشاركت بوضع الخطط الدراسيّة وتأليف بعض الكتب لها، إلى أن صدرت عام 2000 مراسيم إحداث كليات المعلوماتية، وبدأ التدريس فيها بشهر أيلول في العام نفسه، ولم تتجاوز المدة الشهرين، استوجبت منا وبعض الأساتذة والدكاترة العمل الكبير في وضع الخطة واللائحة الدراسيّة والكتب لتكون جاهزة في مطلع العام الدراسي نفسه، لتتجسد بذلك تجربة فريدة من نوعها في نقل خبرة المعهد العالي لعلوم التّكنولوجيا في مركز البحوث إلى الجامعة.

الدّكتور ماهر سليمان

في عام 2003، انتقلت وتفرّغت للتدريس في كلية المعلوماتية، حيث أصبحت عميداً لها، وفي عام 2008، عيّنت نائب رئيس جامعة "دمشق" للبحث العلمي والدّراسات العليا لأكون مسؤولاً عن كل ما يتعلق بالدراسات العليا في الجامعة حتى 2012، لأعود مجدّداً إلى التدريس».

ويتابع الدّكتور "راكان" متحدثاً بما للتدريس لديه من مكانة، فيقول: «التّدريس موروث لدي من والدي، وجزء منه موهبة، ويمكن أن تتقن كل أسبابه، وتتمكن منه من خلال جهدك وعملك، لكن أهم من كل سبق، هو ما تعلّمته من أساتذتي، مثل: الدّكتور "صلاح أحمد"، والدّكتور "منصور فرح"، وغيرهما، فقد كانوا يعدّون التدّريس رسالة، وعليهم أداءها بكل أمانة، وكانت لي نفس الرّسالة، سعيت من أجلها بكل السبل، وعملت على التجديد بطرائق عرض المعلومة وتقديمها للطلاب».

الدّكتور راضي خازم

تحدث الدّكتور "ماهر سليمان" مدير "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتّكنولوجيا" عن طبيعة العلاقة التي نشأت بينه والدّكتور "راكان" بالقول: «معرفتي به بدأت عندما كان مشرفاً على مشروع تخرّجي في السّنة الخامسة من المعهد، اختصاص معلوماتيّة، وساعدني بعقليته المنفتحة التي تسمح للطالب أن يأخذ كل مداه بالعمل، ولم يبخل علي بالكتب ذات القيمة على تعددها، ففي تلك المرحلة كان مرجعنا الوحيد بعكس ما نحن عليه الآن، فالوسائل كثرت وتعددت، بعد مرحلة الدّراسة كانت لي الفرصة الأخرى معه بالعمل المتبادل والمشترك، فقمنا بدراسات متعددة معاً، منها في مديرية الجمارك، وأخرى في مستشفى تشرين في "حلب"».

الدّكتور "راضي خازم" باحث في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتّكنولوجيا"، تخصص الاقتصاد الصّناعي، تحدث عن صديقه بالقول: «مع أيام الدراسة نشأت صداقتنا، واستمرت لتشاركنا حتى الآن معظم أوقاتنا وتصبح رفقة لديها البعد الوجداني تفرض علينا قبول كلٍ منا للآخر بوجود الاختلاف لتكون هناك أريحية تامة فيما ىيننا، وأصبحت كذلك مع الآخرين، فكانت نقاط التقاء ذات طبيعة سلوكيّة، كان مكون الرياضيات مشتركاً بيننا، إلا أن اختلاف الاهتمامات الموجود كان مصدر غنى للعلاقة، فأنا اهتمامي أقرب إلى الجوانب النظريّة، كالفلسفة والتاريخ أكثر مما لديه، فهو له الاهتمام الأكبر بالجانب التّقني العملي بالعلم، وبذلك يكون الحديث لدينا مكملاً لكل جوانبه، فالتكامل مفيد في حال وجود الانفتاح».

مساهمات الدكتور راكان في مختلف القطاعات

تستمر مسيرة الدّكتور "راكان رزوق" في التّدريس في الجامعات على اختلاف تسمياتها، كما في جامعة "برلين" التّقنيّة في "ألمانيا"، ويتابع في بحثه العلمي ليعمل حالياً فيما يعرف بمواءمة الخوارزميات وتنقية البيانات والتنقيب فيها.