سنوات طويلة قضاها الدكتور "بشير المنجد" في الدراسة، لينال الكتوراه في الهندسة المدنية، وشهادة هندسة الكمبيوتر، فمشى في طريق طويل للغوص في عالم المعلوماتية منذ منتصف السبعينات حتى سن التقاعد.

كان لمدونة لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 شباط 2016، لقاء مع الدّكتور "بشير المنجد"؛ الذي تحدث عن علاقته مع التكنولوجيا الحديثة، فقال: «تخرجت عام 1970 من كلية الهندسة المدنية، وعملت في المؤسسة العامة لتنفيذ المشاريع الصّناعيّة، من ثم انتقلت إلى الجامعة كمعيد فيها ليصار إلى إيفادي لفرنسا لنيل شهادة الدّكتوراه في الهندسة المدنية اختصاص هيدروليك، وفي هذه الأثناء أحدث ظهور "الكمبيوتر" تغيراً كبيراً في اختصاصي الأساسي، حيث قمت بدراسة هندسة الكمبيوتر بالتوازي مع تحضيري لرسالة الدّكتواره، وكانت هذه الخطوة عوناً كبيراً لي في إنجاز بحثي العلمي، وبذلك نلت شهادة الدكتوراه بالهندسة المدنية وشهادة هندسة الكمبيوتر التي أعتقد أنها كانت السّبب الرّئيس بترشيحي لتولي مهام وزارة المواصلات، حيث تنقسم أعمالها ما بين أعمال الموصلات والطّرق من جهة، وأعمال الاتّصالات من جهة أخرى».

بدأ العمل بوزارة الاتصالات والتقانة فعلياً في بداية عام 2004، وجرى الاهتمام بمحاور ثلاثة، هي: الاتّصالات، تكنولوجيا المعلومات، والتّقانات الجديدة والمتجددة. وأخذت الاستراتيجية الخاصة بتقانة المعلومات والاتّصالات تتوضح وترسم خارطة طريق قطاع تكنولوجيا المعلومات، وبهذه المدة تمّ طرح مبادرة "الحكومة الإلكترونية"، وجرى العمل فيها واستمر حتى الآن

الدّكتور "غسان فلوح" أستاذ في كلية هندسة الكهرباء، تحدث عن أعمال الدّكتور "بشير المنجد"، فقال: «بدأ الدّكتور "المنجد" العمل المعلوماتي منذ مدة طويلة تعود إلى سبيعنيات القرن الماضي، وله أيادٍ بيضاء بهذا القطاع، تسلم لمدة من الزّمن مدير قسم "المعلوميات" في "مركز الدراسات والبحوث العلمية"، وكان واحداً من أساتذة المعهد العالي للعلوم التّطبيقية والتّكنولوجيا في المركز، أنجز مجموعة من المشاريع البرمجيّة المتميزة في وزارة الماليّة، ومؤسسة "مياه عين الفيجة"، وكذلك في الهجرة والجوازات، والمصارف، وشارك مشاركة فعّالة في النّظام المعلوماتي الذي نُفذ بدورة "ألعاب البحر المتوسط" التي أقيمت في "سورية" عام 1987، حيث كان هناك نظام الشّبكة السّورية لتراسل المعطيات».

الدّكتور غسان فلوح

وأضاف قائلاً: «بعد أن أنهى العمل في مركز البحوث، عمل على تأسيس مكتب هندسي معلوماتي ليكون من المكاتب الأولى بهذا الاختصاص. وفي نهاية الثّمانينيات التقى مجموعة من الأساتذة، وجرى العمل على إنشاء "الجمعية العلمية السّوريّة للمعلوماتية"؛ بهدف نشر الثّقافة المعلوماتيّة وتقنية المعلومات في القطّاعات الاقتصاديّة السّورية، وكان الدّكتور "بشير" من ضمن هذه المجموعة، وأحد الأعضاء في مجلس الإدارة لمدة طويلة، فهو الذي أخذ النصيب الأكبر في العمل على تأسيس قطّاع المعلوماتية بكوادر محدودة في تلك الفترة، وكان يمثل مرجعية موثوقة بما له من لمسات متميزة فهو "شيخ كار المعلوماتية"».

المهندس "حسين عرنوس" وزير الأشغال العامة، تحدث عن مشروع الدكتور "بشير" المحوري، فقال: «تطلع إلى ردم الهوة الرّقميّة الكبيرة، ونقل "سورية" لمرحلة "الحكومة الإلكترونية" ونشر المعلوماتيّة، ووجد بتوليه مهام وزارة الموصلات فرصته الذهبية للإقلاع بهذا المشروع، فعلى الرغم من أن صبغة العمل بالوزارة حينها هي العمل بالطرق والمواصلات، إلا أنه سعى وبالعمل المتواصل على توسيع دائرة معرفة الاتّصالات والتّقانة، واجتهد ليصل في نهاية المسار إلى استصدار مرسوم إحداث وزارة الاتّصالات والتّقانة نهاية عام 2003».

المهندس حسين عرنوس

كما تحدثت المهندسة "فاديا سليمان" مديرة الهيئة الوطنية لخدمات الشّبكة في وزارة الاتّصالات والتّقانة، قائلة: «بدأ العمل بوزارة الاتصالات والتقانة فعلياً في بداية عام 2004، وجرى الاهتمام بمحاور ثلاثة، هي: الاتّصالات، تكنولوجيا المعلومات، والتّقانات الجديدة والمتجددة. وأخذت الاستراتيجية الخاصة بتقانة المعلومات والاتّصالات تتوضح وترسم خارطة طريق قطاع تكنولوجيا المعلومات، وبهذه المدة تمّ طرح مبادرة "الحكومة الإلكترونية"، وجرى العمل فيها واستمر حتى الآن».

وعن بعض مشاريع وأعمال الوزارة المُحدثة، أوضّحت: «من الاتفاقات التي أنجزها الدّكتور "بشير" لتفعيل المشاريع وتطويرها، مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، حيث تضمنت جانبين: الأول يعمل على وضع استرتيجية تكنولوجيا معلومات لمدة ست سنوات، والثاني يعمل على مشاريع استخدام التّكنولوجيا لأغراض التّنميّة، وجاء طرح مشروع شبكة المعرفة الرّيفيّة كمشروع لافتتاح مراكز نفاذ للإنترنت والتّدريب والاتّصالات في العمق الرّيفي السّوري، وبداية هذا المشروع انطلقت بافتتاح ثلاثة مراكز في وقت واحد بمدينة "بصرى" و"الدريكيش" و"الزبداني". وكان في ساحة مشاريع التكنولوجيا أيضاً مشروع الحاضنة ومشروع مخبر الاتّصالات، هذا إضافة إلى مشروع مركز المعطيات الذي يهدف إلى إحداث مركز معطيات وطني يقدم كافة خدمات الاستضافة، فالدكتور "بشير" كان يسعى إلى دعم المؤسسات المتوسطة والصّغيرة التي تفتقر إلى كوادر المعلوماتيّة والتّكنولوجيا، كما حرص على المشاركة الواضحة والمميزة للوزارة بفعاليات القمة العالميّة للمجتمع المعلوماتي».

المهندسة فاديا سليمان

يذكر أن، الدكتور "بشير المنجد" من مواليد عام 1947، كان والده رئيساً لجامعة "حلب"، التزم بكل مراحل عمله بتطور العلم والمعرفة والتكنولوجيا، وموهبة الرسم لديه زينته بروح الفنان الشفافة.