بعد سنوات طويلة في المغترب، اتجهت الدكتورة "أيسر ميداني" نحو مهمة ربط أبناء "سورية" في الداخل والخارج، وتنجز من خلال ذلك الكثير من الخطوات التي تهم الإنسان بوجه عام، والمرأة بوجه خاص.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 شباط 2016، الدكتورة "أيسر ميداني" في منزلها بمنطقة "الروضة"، حيث تحدثت عن مسيرة حياتها بالقول: «ولدت في كنف أسرة محبة للعلم، فوالدي اللواء الدكتور "عزت الميداني"، ووالدتي "نعمت حنيف الحلبي"، بدأت دراستي الابتدائية في مدرسة "زينب فواز"، ونلت شهادة "السرتفيكا" وأنا في التاسعة من العمر، ثم التحقت بمدرسة "الفرنسيسكان"، فدرست فيها البرنامج السوري والفرنسي بآن واحد، ونلت الشهادة الثانوية وأنا في عمر السادسة عشرة، وكانت هذه المدة غنية بالأحداث التاريخية المتتالية كقيام الوحدة بين "سورية" و"مصر"، والعدوان الثلاثي على "مصر"، ففي هذه المرحلة من عمري تكونت شخصيتي ثقافياً واجتماعياً وسياسياً».

ولدت في كنف أسرة محبة للعلم، فوالدي اللواء الدكتور "عزت الميداني"، ووالدتي "نعمت حنيف الحلبي"، بدأت دراستي الابتدائية في مدرسة "زينب فواز"، ونلت شهادة "السرتفيكا" وأنا في التاسعة من العمر، ثم التحقت بمدرسة "الفرنسيسكان"، فدرست فيها البرنامج السوري والفرنسي بآن واحد، ونلت الشهادة الثانوية وأنا في عمر السادسة عشرة، وكانت هذه المدة غنية بالأحداث التاريخية المتتالية كقيام الوحدة بين "سورية" و"مصر"، والعدوان الثلاثي على "مصر"، ففي هذه المرحلة من عمري تكونت شخصيتي ثقافياً واجتماعياً وسياسياً

وتابعت حديثها: «الطموح شيء مهم في حياة الإنسان، وأغلب الأوقات يتطلع جيل الشباب إلى كل من أناروا الدرب وحققوا النجاح وتميزوا في المجالات المتعددة، إلا أن هذا الطموح يحتاج إلى جهد ومثابرة وبيئة مناسبة، فمنذ نعومة أظفاري أحلم بشخصية العالمة والمخترعة "ماري كوري"، وكنت أقرأ كثيراً عنها، كما كنت متأثرة بوالدي الطبيب والحكيم وتمنيت دراسة الطب مثله، لكن في تلك المرحلة حدثت تغييرات جذرية غيرت طريق مستقبلي كله، ففي فترة الانفصال تم تغيير المناهج جذرياً، وألغيت الدراسة بالبرنامج الفرنسي الذي كان متبعاً آنذاك؛ ولم يؤهلني مجموعي لدخول الطب، فدرست علوم الفيزياء والكيمياء، ومع دراستي في الجامعة عملت في ترجمة وتلخيص المقالات العلمية التي أضافت إليّ الكثير من المعرفة والثقافة، فمثّل هذا حافزاً إضافياً لمتابعة العمل والدراسة، وبعد ذهابي إلى "فرنسا" فوجئت بالمعوقات في بلد كنت أتصور أنه بلد المساواة والتطور، وبعد نيلي الدكتوراه في "مشتقات البترول" قررت أن أتخصص في مجال تكرير البترول في المعهد العالي الفرنسي للبترول، وصدمت عندما جاءتني رسالة الرفض التي تنص على أن المعهد لا يقبل سيدات إلا في حال إرسالهن من قبل دولهن».

أيسر ميداني في إحدى ندواتها

"رمزي الرفاعي" من العلاقات العامة في شبكة "نوستيا"، وعضو في جمعية "أحفاد عشتار" الثقافية، تحدث عن معرفته بالدكتورة "ميداني" والأعمال التي تقوم بها، فقال: «من خلال معرفتي بها، وجدت فيها النموذج الخلاق والحقيقي للمرأة السورية الحاضرة بكل مفاصل التركيبة الاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية السورية إلى جانب دورها في التواصل مع الطاقات والكوادر السورية في المغترب؛ التي تمتلك قدرات وكفاءات عالية في مجالات عدة، من خلال مد جسور معرفة وثقافة بين المغترب السوري ووطنه الأم "سورية"؛ بهدف تقديم وتبادل الخبرات العلمية، والعمل على تعبئة خبرات وكفاءة العلماء السوريين في المغترب، وبناء تلك القدرات البشرية في الوطن؛ حيث يتم الاستفادة من خبراتهم في دراسة وتنفيذ المشاريع الاقتصادية والعلمية المتنوعة».

وتابع حديثه: «قدمت الدكتورة "أيسر" الكثير لشبكة "نوستيا" من خلال الدورات التدريبية العلمية والندوات والمؤتمرات التي أقامتها في "سورية" والخارج، وكان لها دور كبير في اللقاءات والبرامج على مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، فهي حاملة لواء التواصل بين المغتربين السوريين ووطنهم؛ وهناك الكثيرون ممن يرغبون في تقديم العون لبلدهم الأم، لكنهم يجهلون الطريقة ولا يعرفون بمن يتصلون، وبالتالي هناك حاجة إلى المواءمة بين المغترب وخلفيته العلمية والجهات السورية المختلفة التي سيتعامل معها، وكان لها دور في تفعيل عمل الأعضاء في "نوستيا" من خلال اطلاع المغتربين على كل ما هو جديد فيها منذ تأسيسها عام 2001، وزادت نشاطاتها على المستوى الإنساني والعلمي والسياسي والثقافي من خلال جمعية أحفاد "عشتار"».

مديرة المركز الثقافي العربي رباب أحمد

أما مديرة المركز الثقافي ـ أبو رمانة "رباب أحمد"، فتقول عنها: «أنا واحدة من المتابعين لندواتها ومؤتمراتها، وتدهشني جرأة وصدق ما تطرحه من قضايا تخص الناس جميعهم، فهي من النساء السوريات اللواتي ناضلن عبر الكلمة لإيصال صوت الحق عبر منابر الإعلام الغربي وكشف الحقائق والوقائع التي ساهمت في تضليل الرأي العام العالمي تجاه "سورية"، كما أنها آثرت أن تبقى في هذا الوقت العصيب لإفادة وطنها بخبرتها وعملها بعد أن عاشت لسنوات طويلة في "فرنسا"، وأنشأت جمعية "أحفاد عشتار"عام 2014 لإعادة بناء النفوس واللحمة الوطنية والعمل على التوعية والإبداع في كل المجالات، وكانت الأولوية في نضالها للقضية الوطنية وقضية "فلسطين"، وعدّت قضية المرأة رديفةً للقضية الوطنية؛ لأن حرية الوطن لا يمكن أن تتم إلا من خلال حرية الإنسان، وحرية الرجل من حرية المرأة، فنادت بإنصاف المجتمع للمرأة ومنحها حقوقها، وطالبت بتطوير قانون الأحوال الشخصية في "سورية" ليكون على أساس المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة والتشاركية الكاملة في الحقوق والواجبات، من أجل بناء مجتمع عدل ومساواة اجتماعية وتكافؤ فرص للجميع، وقدمت من خلال الجمعية العديد من البرامج الثقافية التي تجسدت بعدد من الأفلام السينمائية التي تبين نضال المرأة عبر تاريخنا الطويل».

يذكر أن الدكتورة "أيسر ميداني" ولدت في حي "الحريقة" عام 1945، وقد حصلت على الشهادة الثانوية عام 1962، وتابعت دراستها الجامعية في كلية العلوم بجامعة "دمشق"، وتخرجت عام 1966، وسافرت إلى "فرنسا" للدراسة، ونالت شهادة الدكتوراه عام 1971، وكانت رسالتها حول (الصيغة الكيماوية للمواد الثقيلة للبترول)، وأسست شركة دراسات وإدارة مشاريع معلوماتية وإدارة، وساهمت في أتمتة شركات كبيرة في "فرنسا" وعدد من الوزارات الفرنسية، وهي رئيسة مجلس أمناء شبكة "نوستيا" (شبكة العلماء والتقنيين والمبتكرين السوريين في المغترب)، متزوجة ولديها ولد واحد.

مدير العلاقات العامة بشبكة نوستيا رمزي الرفاعي