طبيب ثري بأخلاقه وفريد بإنسانيته، كان ومازال عنوان العطاء، محبوب من قبل جميع من حوله، ناجح في مهنته، ومنذ 40 عاماً وحتى اليوم يأخذ من مرضاه 50 ليرة سورية فقط على المعاينة.

إنه الطبيب "إحسان عز الدين" الذي تحدث عنه الطبيب "فهد الحاج علي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الأول 2015، ويقول: «طبيب قمة في العطاء والتفاني، وخبرة طبية كبيرة، يمكن تسميته الطبيب الشعبي، أو طبيب الفقراء والمحتاجين، فأكثر ما يميزه إخلاصه لمهنته وتقاضيه لأجور زهيدة جداً مقابل عمله، وأحياناً يقدم خدماته مجاناً، وقد يعطي المريض من جيبه ليشتري الدواء، ومن جانب آخر هو شخص لا يقصر في تأدية الواجبات الاجتماعية من أفراح وأتراح، فهو محبوب بين جميع من يعرفه».

طبيب قمة في العطاء والتفاني، وخبرة طبية كبيرة، يمكن تسميته الطبيب الشعبي، أو طبيب الفقراء والمحتاجين، فأكثر ما يميزه إخلاصه لمهنته وتقاضيه لأجور زهيدة جداً مقابل عمله، وأحياناً يقدم خدماته مجاناً، وقد يعطي المريض من جيبه ليشتري الدواء، ومن جانب آخر هو شخص لا يقصر في تأدية الواجبات الاجتماعية من أفراح وأتراح، فهو محبوب بين جميع من يعرفه

كما التقت المدونة الطبيب "إحسان عز الدين" بتاريخ 27 تشرين الأول 2015، وعن بداياته في هذه المهنة يقول: «كان لي عم طبيب ناجح محبوب من قبل الناس، وكنت معجباً بشخصيته كثيراً فطمحت لدخول كلية الطب، لكن خلال امتحان الثانوية العامة أصبت بمرض "التيفوئيد" ولم يخوّلني مجموع علاماتي في الثانوية العامة لدراسة الطب في جامعة "دمشق" الفرع الذي تمنيته، فدخلت كلية العلوم باعتباره اختصاصاً قريباً من الطب، وفي السنة الجامعية الأولى أعطت الوزارة منحة لأبناء المحافظات النائية في كل كلية خمسة مقاعد، وتم قبولي في كلية الطب، وخلال دراستي واعتباراً من السنة الثالثة كنت أمارس المهنة بطريقة بسيطة في الحي الذي كنت أعيش فيه في "جرمانا"، وبعد تخرجي سنة 1968 تخصصت داخلية أطفال، مع أنني كنت أرغب بأن أختص قلبية، وحصلت على منحة إلى "فرنسا" لدراسة القثطرة القلبية لعدم وجود هذا الاختصاص في بلدنا وقتها، لكن كان هناك ظروف ضمن عائلتي منعتني من السفر، فقد قام والدي بسحب أوراقي من دون علمي، لأنه لم يبقَ سواي لمساعدتهم، وبذلك خسرت المنحة، لكن حالياً لا أندم لأنني لم أكمل دراستي في الخارج لأنني استطعت أن أخدم بلدي ومجتمعي بحدود اختصاصي بما يجعلني راضياً عنه».

الطبيب فهد الحاج علي

ويتابع: «كانت الصعوبة تكمن في الانتقال من حياة الدراسة إلى الحياة العملية؛ حيث لديك عيادة خاصة والمطلوب منك في هذه المرحلة توظيف كل ما تعلمته وما حصلت عليه من خبرة لمصلحة المريض والطبيب معاً، ومنذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها مزاولة المهنة، اعتمدت معاينة رمزية قدرها 50 ليرة سورية، بدأت ممارسة مهنة الطب سنة 1964 في مدينة "جرمانا"، وكنت صباحاً أذهب إلى "صحنايا"، وعلى الرغم من تغير وتبدل ظروف الحياة وتطورها إلا أنني مازلت مصمماً على هذا المبلغ، إضافة إلى المشكلات التي أثارها الموضوع لكنه حسم في النهاية لمصلحتي، حيث كان هناك أخذ ورد مع النقابة، لكنهم تفهموا في النهاية الموضوع ووجدوه غير قائم على المغالاة والمزايدة، بل هو نابع من رغبة حقيقية في مساعدة شريحة كنت أكثر الناس التصاقاً بها، وأكثر معرفة بأوضاعها النفسية والاجتماعية والمادية، لأن ثروتي كانت محبة الناس لي فأكثر موقفين لا أنساهما؛ يوم وقوف أهل "جرمانا" إلى جانبي عند وفاة والدي؛ حيث اجتمع في المأتم نحو 4000 شخص، وفي مناسبة ثانية عند زواج ولدي "سماح"؛ حيث كان العرس يخص كل شخص في "جرمانا"، وكانوا مسؤولين عن كل شيء من ضيافة واستقبال وتجاوز الحضور 5000 شخص من أغلب المحافظات».

"نادية راضي" مرشدة اجتماعية ومن سكان "جرمانا"، عنه تقول: «الإنسان الطبيب "إحسان عز الدين" هو اسم على مسمى، علمٌ من أعلام الإنسانية في مدينة "جرمانا"، فثمة أشخاص يحفرون آثاراً أبدية فينا تغدو مع الوقت ملازمة لفكرنا وضميرنا وثقافتنا، يعمل ليل نهار ويأتيه المرضى من كل المحافظات، وأكثر من أربعين عاماً من العطاء والتفاني لا يرد أحداً ويقدم للفقراء كل ما يقدر عليه، ولا تتجاوز أجور الطبابة عنده خمسين ليرة سورية ومن الجميع، وأحياناً يعطي الدواء مجاناً إذا كان موجوداً لديه، اسم لا يخبو أينما حل بعطائه الدائم ومحبة أهل البلد لنبله وخلقه وتسامحه وحضوره الإنساني الراقي، أطال الله بعمره ومدّه الصحة والسعادة نصير الفقراء ووجه الخير».

الطبيب إحسان عز الدين

الجدير بالذكر، أن الطبيب "إحسان عز الدين" من مواليد قرية "رضيمة اللواء" في "السويداء"، عام 1943.