هو المدرس والكاتب والإعلامي الذي عشق عمله وأخلص له، مازال يتمتع بحيوية الشباب على الرغم من تجاوزه العقد السابع.

إنه الأديب "نصر الدين البحرة"، الذي قالت عنه ابنته الفنانة "عزة البحرة": «والدي هو القدوة والمثال والمرشد لي، هو حيوي، نشيط لا يعرف الملل طريقاً لحياته، يتنقل من أقصى القطر إلى أقصاه لإقامة المحاضرات على الرغم من أنه يواجه بعض الصعوبات الصحية في نظره لبعض الوقت.

كان أول عمل أتوج به عامي هذا 2015م إصدار كتابي "الضحك تاريخ وفن" عن مجلة دبي الثقافية، وفي الحقيقة نال مني وقتاً طويلاً تجاوز عشر سنوات، وكنت قد أرسلته في الشهر التاسع 2014 إلى دار الصدى بدبي التي تصدر مجلة "دبي الثقافية"، وما كان إلا أن أخبروني بالموافقة على الطبع وكان ذلك هذا العام

يمتلك مكتبة غنية بكل المراجع والقواميس، وهذه المراجع ليست باللغة العربية بل بالعديد من اللغات، كما أفخر بأن والدي هو مرجع غني، فعنده لكل سؤال جواب وإن تعذر عليه سؤال، بحث عنه وقدم الجواب الشافي، وهو سموح؛ يساعد الآخرين لأقصى درجة ولا سيما في مجال العمل الذي سرقه منا لكثير من الوقت، ومع قلة وجوده كان حضوره بيننا قوياً، ربطتنا به أنا وإخوتي علاقة أقرب ما تكون إلى الصداقة».

صورة غلاف الإصدار الجديد

وعن آخر إصدارات الأديب "البحرة" مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 27 حزيران 2015، فتحدث بالقول: «كان أول عمل أتوج به عامي هذا 2015م إصدار كتابي "الضحك تاريخ وفن" عن مجلة دبي الثقافية، وفي الحقيقة نال مني وقتاً طويلاً تجاوز عشر سنوات، وكنت قد أرسلته في الشهر التاسع 2014 إلى دار الصدى بدبي التي تصدر مجلة "دبي الثقافية"، وما كان إلا أن أخبروني بالموافقة على الطبع وكان ذلك هذا العام».

وعما تضمنه الإصدار يقول: «الكتاب يتألف من جزئين بـ"700" صفحة، تضمن مقدمة أكاديمية حول موضوع الضحك وفلسفته وتاريخه، ثم تناولت أهم الشخصيات الضاحكة في التاريخ العربي وكنموذج عنها "الجاحظ"، إضافة إلى دراسة عن أهم الشخصيات الطريفة والجميلة في العصر الحديث "أحمد شوقي" و"حافظ إبراهيم"، كما تحدثت عن "النكتة" وشروطها وتصنيفها، و"النكتة" في الأدب العربي، وللطفيليين الحمقى والمغفلين والشخصيات الإشكالية مساحة في الكتاب».

الأديب شوقي البغدادي

عن هذا الكتاب يقول الكاتب "شوقي البغدادي": «خير من يؤلف كتاباً في هذا الموضوع هو بالتأكيد "نصرالين البحرة" أحد ظرفاء "دمشق" المعروفين، عشرتي لهذا الشخص قديمة ودائماً كانت مصحوبة بالمرح والوفاء والضحك، ولذلك هذا الكتاب باعتقادي له حسنات كثيرة وله سيئة واحدة، فمن حسناته مثلاً أننا بهذا الوقت العصيب الذي نعيشه نحن بحاجة شديدة إلى ابتسامة؛ وخير من يضعها على شفتينا ونحن نشاهد الموت يقترب منا هو إنسان رائع مثل "نصر الدين البحرة"، أما بالنسبة للمحتوى فأكاد أقول كمؤلف أكاديمي ملأ جوانب مؤلفه بالأمثال والنوادر والشواهد على الموضوع وعلى الأفكار الواردة فيه، هو كتاب ممتع حقاً، وهناك ما يمكن أن يسمى نفَساً خاص للمؤلف، وهو باختياره نوع "النكات" والنوادر التي اختارها والتي لا يتقن فهمها إلا شخص مثله. أما السيئة الوحيدة برأيي فهي أن "نصر الدين البحرة" كان بإمكانه بما لديه من مخزون ضاحك في أعماق شخصيته، وقدرة على إضحاك الآخرين، إضافة فصل خاص فيه تحليله الشخصي، ولذلك إنني أطالبه بأن يضع لنا كتيباً صغيراً عن تحليله الشخصي وتجاربه الشخصية الوحيدة، وإمكانية الدخول إلى قلوبنا في هذا الوقت العصيب بطريقته الخاصة، مع ذلك فالكتاب يفي بموضوعه ونحتاج إليه، وأنا أطالعه باستمرار كلما ضاقت بي الدنيا».

وعن أهم ما أنجزه في الأعوام من 2011-2015م يقول: «تابعت نشاطي في المجال الإعلامي؛ حيث قمت بتصويرعدد من الحلقات التلفزيونية عن أماكن مهمة بـ"دمشق": "منزل نزار قباني، قصر العظم، البيمارستان النوري، مكتب عنبر، التكية السليمانية"، وغيرها، إضافة إلى متابعة إعداد وتسجيل برنامجي الإذاعي بعنوان: "أوراق وذكريات".

خلال اللقاء

الجدير ذكره، أن مدونة وطن "eSyria" كانت قد التقت الكاتب "نصر الدين البحرة" بتاريخ 6 أيلول 2011، في حوار موسع تحدث فيه عن حياته ومقتطفات من تاريخه، كما تطرق إلى أهمية رسالة الأدب التي تختلف باختلاف فكر الأديب، وعن ذلك قال: «هناك من يتحدث عن الأدب للأدب على أن رسالة الأدب هي "المتعة والإبداع" وهناك من يرى أن رسالة الأدب هي "قراءة الواقع الموضوعي والاجتماعي، وتصوير الحياة بما يجيش فيها من تيارات وأفكار"، وأنا أرى أن الأديب الحقيقي يجب أن يجمع التيارين معاً، وأن تكون في كتابته متعة قراءة هذه الكتابة، وأن يكون في نفس الوقت مسؤولاً مصوراً للواقع والحياة الاجتماعية».

يذكر أن الكاتب "نصر الدين البحرة" من مواليد "دمشق"، "مئذنة الشحم" 1934، يحمل إجازة في الفلسفة له ثلاثة أولاد "عمر، عزة، وأمية"، نال عام 1955 الجائزة الأدبية الثانية بمهرجان "وارسو" الدولي للشباب عن قصته "أبو دياب يكره الحرب". من بعض مؤلفاته الأدبية: "هل تدمع العيون، أنشودة المروض الهرم، محاكمة أجير فران، موشور القصة الجميل، دمشق الأسرار"، وغيرها من الدراسات الأدبية والسياسية.