غمره حب الوطن والتضحية في سبيله فكانت الشهادة ترجمة لهذا الحب، أذيع خبر استشهاده على أثير إذاعة العدو الصهيوني كخبرعاجل وصعق بخبر سقوط طائرته المقاتلة العدو قبل الصديق، إنه الشهيد العقيد الطيار "فايز منصور".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 13 حزيران 2015، مع الباحث التاريخي "مروان مراد"، وعنه قال: «العقيد "فايز منصور" واحد من الأبطال الذين كتبوا أسماءهم بحروف النور في سجل الخالدين وفتحوا الباب للأبطال الشباب ليتابعوا مسيرة النضال على طريق النصر، استطاع مع أخويه البطلين الشهيد "مأمون" والعقيد "محمد" أن يكتبوا أسماءهم في سجل الأبطال لوطن رافع الجبين عصيّ على الانكسار منتصر على أعدائه».

العقيد "فايز منصور" واحد من الأبطال الذين كتبوا أسماءهم بحروف النور في سجل الخالدين وفتحوا الباب للأبطال الشباب ليتابعوا مسيرة النضال على طريق النصر، استطاع مع أخويه البطلين الشهيد "مأمون" والعقيد "محمد" أن يكتبوا أسماءهم في سجل الأبطال لوطن رافع الجبين عصيّ على الانكسار منتصر على أعدائه

"خليل منصور" والد الشهيد يقول في لقاء خاص: «كنت أول من شجع "فايز" على الانتساب إلى الجيش؛ لإيماني بأن الجندية هي أقدس عمل وأفضل طريق لخدمة الوطن والتضحية في سبيله، وبعد أن تخرج "فايز" برتبة ملازم طيار راح يدفع أشقاءه للانتساب إلى الكلية الجوية بما كان يرويه لهم من حكايات عن الطيران والطيارين، وهكذا انتسب "مأمون ومحمد" إلى سلاح الجو العربي السوري الذي نعتز به».

الباحث مروان مراد

الموثق التاريخي "محمد حسان المؤيد العظم" قال عن الشهيد "فايز منصور": «عُرف بين رفاقه الطلاب بالشجاعة والحماسة لقضايا أمته المصيرية، وطموحه في أن يكون رجلاً قادراً على المساهمة الفعالة في الدفاع عن شرف الوطن، فانتسب إلى الكلية الجوية عام 1953م وتخرج فيها برتبة ملازم طيار عام 1956، حيث أنهى عدة دورات تدريبية في الاتحاد السوفييتي، طيار "ميغ17"، شارك في حرب 1956 أثناء العدوان الثلاثي على "مصر"، وقام بحصد طائرات العدو، وتصدى للطائرات الفرنسية والبريطانية في "بورسعيد"، وهو ما أكسبه خبرة كبيرة في مجال القتال والاعتراض الجوي متفوقاً على جميع أقرانه العرب والأجانب، وشارك في صدّ العدوان الإسرائيلي في حزيران عام 1967 على "سورية" و"مصر" حينما قاد طائرته المقاتلة القاذفة "سوخوي 22" وتوجّه نحو مصفاة النفط في "حيفا" ودمرها بالكامل؛ ليكون أول طيار عربي يخترق أجواء العدو وينفذ غارة ناجحة ويعود إلى أرضه بسلام، وفي عام 1969 خلال معركة "شباط" الشهيرة قام باعتراض طائرتي "ميراج" فرنسيتي الصنع للعدو الإسرائيلي كانتا تحاولان الإغارة على "دمشق" ونجح في إسقاطهما وعاد بطائرته "ميغ 17" سالماً إلى الأرض، حيث اشتبك مع عدد كبير من طائرات "الميراج" الإسرائيلية وأسقط أكثر من ثماني طائرات، وقد أصيبت طائرته بعدة طلقات، وما إن هبط على أرض المدرج حتى قفز إلى طائرة أخرى وعاد بها إلى أجواء المعركة لمواصلة القتال، وشارك في معركة "العرقوب" التي استشهد خلالها مسطراً أروع ملاحم البطولات؛ حيث كان يقاتل إلى جانب أخيه الطيار "محمد"، ويقال إنه في هذه المعركة كان آخر كلام قاله الطيار "فايز" لشقيقه الطيار "محمد" أثناء المكالمات الهاتفية اللا سلكية: "إني لا أوصيك بزوجتي وأولادي لكني أوصيك بأن يكون ملء قلبك وقرة عينك حب وطنك فوق كل حب، إنني ذاهب إلى عملية قتالية جوية جديدة إن شاء الله وأمامي خياران؛ إما أن أحقق الأهداف التي أنشد أو الشهادة"، اشتبك مع سرب طائرات مقاتلة للعدو الصهيوني كانت تغير على "راشيا" في "لبنان"، وهو مكون من طائرة "سكاي هوك" و8 "طائرات F16" و"ميراج"، تقدم إليه بكل بسالة بطائرته الاعتراضية "ميغ 17"، لاحق "السكاي هوك" وبعد معركة جوية أسطورية تمكن من إسقاط "السكاي هوك" ودمر قيادة السرب، وأثناء ملاحقته "للسكاي هوك" لحق به رف من طائرات "الميراج" وتمكن من إصابة جناح الطائرة بأضرار كبيرة، لكنه أبى أن يترك طائرته ويقفز بالمظلة وحاول العودة بها إلى المطار، إلا أن طائرات العدو لاحقته في السماء وتمكنت من تدمير طائرته وتفجيرها».

ويتابع "العظم": «أصدرت هيئة أركان سلاح الجو في الجيش العربي السوري بياناً أكدت فيه أن مجموع ما أسقطه الشهيد البطل من طائرات العدو الصهيوني بلغ "14" طائرة إسرائيلية، بينها"3" طائرات "سكاي هوك"، كان لاستشهاد البطل "فايز منصور" صدى كبير في تل أبيب، حيث أوقفت إذاعة العدو بث برامجها المعتادة، وأعلنت: (تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من إسقاط ثعلب الجو السوري العقيد الركن "فايز منصور")».

ويتابع: «لا بد من الوقوف عند هذه الأسرة العظيمة بأبنائها، حيث قدمت أيضاً الملازم "مأمون" شهيداً روى بدمه تراب الوطن الغالي، وهو الأصغر في عائلة آل "منصور" والأول بين المقاتلين الأبطال في هذه الأسرة، التحق بالكلية الجوية وتخرج برتبة ملازم طيار عام 1969، وقد نذر نفسه لخدمة الوطن وخدمة قضاياه طوال الحياة، استشهد في 28 أيلول 1969. كذلك أخوه العميد الطيار "محمد" الذي استطاع عبر سنوات خدمته أن يكون مع أخويه مثالاً للبطولة والتضحية، تابع عمله في سلك الدفاع الجوي».

  • يذكر أن الشهيد البطل "فايز منصور" من مواليد حي "الشاغور" الدمشقي 1932، والده "خليل منصور" والدته "رمزية باكير"، وإخوته: "فايز، موفق، محمد، مأمون"، وثلاث أخوات: "نهلة، وفيقة، فائزة"، استشهد في 12 أيار 1970.