تمثل المرأة المجتمع بأكمله وليس النصف إذا أرادت، من هنا انطلقت السيدة "سوزان"، وعلى أرض الواقع عملت، فتجاوزت معارضها لمنتجات السيدات السوريات 168 معرض.

من منطلق أن المرأة هي من يلقم المجمتع تعاليمه الأولى وأول حروف أبنائه، فهي قادرة على تحمل عبئ آخر يزيد من مكانة هذه المرأة وقدرتها على الإنتاج، بما يراعي واجباتها الاجتماعية في مجتمعها الشرقي، هذا وغيره الكثير ماتلمسناه في فكر السيدة "سوزان فخري" مصممة الأزياء، وعضو لجنة سيدات الأعمال في سورية، ومنظمة معارض محلية ودولية منذ عام 1990، والتي تجاوزت 168 معرض، سنعمل عند الدخول في تفاصيلها على تبيان مدى الإبداع الذي تشكل ونتج عن تجربة هذه السيدة في عالم المرأة السورية على اختلاف مقدراتها وطبقتها الاجتماعية، والذي تحدثنا عنه السيدة "لما تكريتي" حرفية في مجال الصناعات اليدوية من دمشق، خلال لقائها بمدونة وطن "eSyria.sy" في أحد معارض منتجات المرأة السورية في محافظة طرطوس بتاريخ 26 أيلول 2014 حيث تقول: «تمتلك السيدة "سوزان" مجموعة خصائص تمكنها من إنجاح أي عمل مهما كان ضخما، فهي تمتلك صفة الصدق والمصداقية في أدق التفاصيل التي تتعامل بها، والتي تستند على قراءة واقعية صحيحة للمعرض الذي سنقيمه، والمكان الأمثل لذلك، وحاجات هذا المعرض وقدرته على الإستيعاب، وتوقع النتائج الإيجابية من تنظيمه، وبمختصر الكلام عن هذا الجانب فإن 1600 زائر يوميا للمعرض يعد رقم مرضي للغاية في هذه الظروف الصعبة من تاريخ سورية، عدا عن نسب البيع الممتازة».

بوجودها أحسسنا بأسرة جديدة ننتمي إليها، نتواصل باستمرار، نناقش أمور حياتنا وحاجاتنا، ونبحث في تطوير عملنا، وأجمل مافي هذا العمل الذي نقوم به يتلخص بإيجاد فرص عمل قابلة للتطوير حسب مقدرة كل سيدة ورغبتها، فللسيدة "سوزان" منا كل التحية والحب والتقدير

وتضيف في نفس السياق: «كما يعود نجاح هذه المعارض التي تقيمها السيدة "سوزان" إلى النتائج التي حققتها السيدات العارضات، من بيع منتجاتهن، وتكوين شبكة علاقات اجتماعية واسعة مع زوار المعرض، ومن جهة الزوار فقد اعتادوا على مفاجئات المعرض من مختلف المنتجات والإبداع في صناعتها، والحديث هنا عن "الإكسسوارات" المنزلية عموما والخاصة بالسيدات، والرسم على الألبسة وتطريزها يدويا، ومغريات المعرض من مفاجئات وهدايا للزوار، وسحب يانصيب متكرر، عدا عن تسهيل الاشتراك بالمعرض للسيدات العارضات وتقسيط رسوم الاشتراك، وكل مايساعد في مشاركة السيدة في البازار».

إقبال كبير على المعارض ومنتجاتها

رغم أهمية حديث السيدة "لما" ودقته إلا أننا لاحظنا نقطة غاية في الأهمية ميزت عمل السيدة "سوزان فخري"، وهي تنظيمها لمعارض منتجات مصنعة في سورية بالدرجة الأولى، ثم تلك السيدات اللواتي تحولن بمبادرة منها من ربات منزل يمارسن أنشطة منزلية محددة إلى مبدعات يصنعن منتجات كثيرة يحتاجها المنزل، وبالتالي قيمة اجتماعية مضافة، ودخل مادي إضافي للأسرة، وفي سؤال عن هذا الجانب تحدث السيدة سوزان بالقول: «أقمت معهد لتعليم السيدات فنون الصناعات اليدوية، يصب في مجال ملئ السيدات لوقت فراغهن بعمل منتج ومفيد، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والاقتصادي للسيدة، بالموضوع متعلق بممارسة هواية جميلة تملئ وقت الفراغ، وتنمي الذوق وتكشف المقدرات الإبداعية لكل سيدة، تواكب العصر، وتؤدي عند الراغبات إلى كسب مادي إضافي، ثم أن السيدة تتعلم كيف تحافظ على عصرنة مقتنياتها، حين تقوم بإضافة مكونات جديدة إلى أي قطعة "لباس، إكسسوارات تزيينية، مقتنيات منزلية،.."، وفي خط تعليمي إضافي داخل المعهد يسمى "لمسات البيت الأنيق" أعلم السيدات كيف يضفن لمسات جمالية لمكونات منازلهن "تزيين الحمامات، مادخل البيوت، الأبواب، المطبخ وستائره،..."، وهو ينعكس على سكان المنزل وخاصة الأطفال في تمنية أذواقهم ومهاراتهم، وينمي قيم إيجابية في حياة الإنسان "الجمال، التوفير، إعادة التدوير، الإنتاج،..."».

أما فائدة ماتقوم به السيدة "سوزان" ومقدرته على تغطية اجتماعية أوسع، للوصل لأكبر عدد من السيدات فتقول عنه: «تظهر النتائج من خلال الأثر الذي أحدثته الجهود المبذولة في سبيل تعليم السيدات وتنمية مهارتهن، كذلك الإقبال الكبير على اشتركهن في المعارض، الذي أصبح كبيرا جدا خاصة في هذه الأزمة الكبيرة التي نعيشها، ففي عام 1990 ومابعد كانت أعداد السيدات المشاركات حدود العشرات، لكن هذه الأرقام تضاعفت بصورة كبيرة بعد عام 2011 وهذا دليل آخر على نجاح معارض منتجات السيدات السوريات، حيث وصلت أعداد المشتركات إلى 600 سيدة، خبيرة في الصناعات اليدوية، كما أن إقبال الزوار على معارضنا كبير، وهو سبب رئيسي لإنجاح هذه التجربة ».

بين السيدات المشاركات في المعرض

لاتبيع السيدة "سوزان" أي من منتجاتها، أو متنجات السيدات المشتركات معها إلا داخل معارض البيع المباشر، وهذا الأمر يضيف قيمة للمشغولات التي يتم بيعها، ويجعل الزبائن في حالة ترقب لأقرب معرض سيتم تنظيمه لبيع هذه المنتجات.

وفي جانب آخر من الحديث تتابع بالقول: «لدي أفكار تنموية جديدة عبر مشروع تنموي متكامل وقابل للتطوير، يقوم على خطوط تعبئة مواد غذائية لكل رجل وشاب عاطل العمل، وللسيدات "خياطة بيضات" بأنواعها، من بيعها وبأسعار منافسة للسوق، وقد أبدى "اتحاد التنمية والتصدير" رغبة كبيرة في مساعدتي، في هذه الظروف الصعبة التي يحتاج فيها السوريون إلى متابعة حياتهم».

مع السيدة سوزان بين معروضات بازار "صنعته سيدات سورية"

أحبت السيدة "سوزان فخري" الأعمال اليدوية وخاصة الأزياء منذ كانت صغيرة في منطقة "سوق ساروجة" في مدينة دمشق، وعندما حانت الفرصة افتتحت متجر للأزياء، تطور سريعا إلى تنظيم "بازارات" أو معارض البيع من المنتج إلى المستهلك مباشرة، ونظمت عروض أزياء "في أيطاليا، وفرنسا، وأمريكا، والتي لاقت متابعة كبيرة لأن الغرب يحترمون أي عمل يدوي بالتالي كان النجاح كبير. لقد أحبت السيدة "سوزان" ماتقوم به لما وجدت فيه من طاقات إيجابية، فكيف إذا كان عملها يصب في خدمة سورية في أصعب ظروفها، هذا الأمر شكل نقطة فارقة في حياتها، جعلتها تبحث كل يوم عن جديد تضيفه في عملها الريادي.

أما الختام فتركناه للسيدة "لما تكريتي"، ومعها السيدات اللاتي تحدثنا إلهن خلال إجراء حوار حيث قلن: «بوجودها أحسسنا بأسرة جديدة ننتمي إليها، نتواصل باستمرار، نناقش أمور حياتنا وحاجاتنا، ونبحث في تطوير عملنا، وأجمل مافي هذا العمل الذي نقوم به يتلخص بإيجاد فرص عمل قابلة للتطوير حسب مقدرة كل سيدة ورغبتها، فللسيدة "سوزان" منا كل التحية والحب والتقدير».