باحث، منقب، مبدع، خلاّق، محب للآخر، يعمل بجد وإخلاص وحب، عمل أكثر من نصف قرن في خدمة آثار وطنه سورية وأمته العربية، هذه هي صفات الراحل الباحث الأثري والمؤرخ الأستاذ "عدنان البني"

والتي أجمع عليها كل من تحدث خلال حفل تأبين الراحل "البني" في مكتبة "الأسد بدمشق" بتاريخ /22/12/2008/، موقع eSyria حضر الحفل وأجرى لكم على هامشه بعض اللقاءات حول الفقيد ومناقبه.

كان أباً عطوفاً رحيماً مرحاً، تابع كل أمور أفراد العائلة بكل اللطف والود والمحبة، كان شغوفاً بالعلم والمعرفة، ولاسيما الآثار، فأصدر العديد من الكتب غالبيتها حول "تدمر"، ترجمت إلى اللغات الفرنسية، الإنكليزية، الألمانية واليابانية

السيد المهندس "صريح البني" قال: «هو عالم آثار معترف به عالمياً ومحلياً، أمضى ستين عاماً بهذا المجال، وكان تركيزه الأساسي في التنقيب عن الآثار والبحث في التاريخ السوري القديم، وله مؤلفات كثيرة بهذا المجال، وقد حصل على أوسمة من دول كثيرة آخرها كان وسام الأشعة المشرقة من إمبراطور اليابان، لقد كان "عدنان" طوال حياته حاملاً للهمين الوطني والثقافي وركز عليهما طوال عمره، فكانت اهتماماته مشتركة وطنية وثقافية».

صلاح الدين السفرجلاني

وتحدثنا "نولا البني" الابنة الوحيدة للراحل عن والدها فتقول: «كان أباً عطوفاً رحيماً مرحاً، تابع كل أمور أفراد العائلة بكل اللطف والود والمحبة، كان شغوفاً بالعلم والمعرفة، ولاسيما الآثار، فأصدر العديد من الكتب غالبيتها حول "تدمر"، ترجمت إلى اللغات الفرنسية، الإنكليزية، الألمانية واليابانية».

"صلاح الدين السفرجلاني" عضو المجلس الأعلى للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ورئيس مجموعة التعليم العالي سابقاً أحد أصدقاء الفقيد قال: «"عدنان البني" عالم كبير لا يجارى، فمنذ نشأته وعمله عام (1954) وحتى وفاته لم ينقطع عن جو الآثار، وكان دائماً موضع تقدير وترحيب واتصال من كافة علماء الآثار في العالم حتى أن شقيق الإمبراطور الياباني اتصل به شخصياً عندما كان في زيارة لليابان، أوجد صداقات واسعة جداً مع علماء الآثار في العالم، ووصل الأمر إلى درجة أن حوالي (30) عالماً من علماء الآثار أسهموا جميعاً في وضع مؤلف عن الدكتور "عدنان البني" وحضروا إلى "دمشق" خصيصاً في أيلول (1982)، وقدموا له هذا المؤلف احتفاءً به وتقديراً لسعة اطلاعه في علم الآثار، كان مغرماً بتبادل المعلومات، فاهتمامه لم يكن يقتصر على الآثار في وطنه سورية والوطن العربي بل كان يحاول دائماً إيجاد تعاون أثري مع كافة علماء الآثار في العالم، ولم ينقطع عن تتبع النشرات التي ترده من علماء الآثار في كل يوم وكل لحظة حتى وهو على فراش المرض، كان صديقاً وفياً لكل أصدقائه، كان يحب المرح، يتهافت أصدقائه للاجتماع به والتحدث إليه».

نولا البني

السيد "بشير زهدي" الأمين الرئيسي للمتحف الوطني "بدمشق" سابقاً قال: «لقد كان "عدنان البني" متميزاً وله عدد كبير من المؤلفات والبحوث القيمة والدراسات الفريدة، في الواقع كان منقباً وباحثاً متميزاً، وكان زميلاً فاضلاً، وأعتقد أن وفاته فيها خسارة كبيرة للبحث العلمي والدراسات الأثرية العلمية، لقد كان أخاً للجميع، يحب الحياة والفرح».

أما الدكتور"علي القيم" معاون وزير الثقافة فقال عنه: «كان رائداً في الحياة الأثرية والمتحفية، وأنا كشاهد على مسيرة هذا الإنسان منذ أن وطأت قدماي المديرية العامة للآثار والمتاحف في 1/6/1970، فكان أول إنسان التقيته بهذه المديرية، أؤكد أن "البني" كان يحب الحياة ويحب الناس، ويحب البحث عن المجد العربي السوري منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحالي، وعلى يديه تعلمنا كيفية البحث والتنقيب عن الآثار، آثار الأجداد في "تدمر" و"الجزيرة السورية" و"حصن سليمان" وفي "رأس ابن هاني" و"رأس شمرا" والعديد من المواقع الأثرية التي نقب فيها، وكنا معه تلاميذ تعلمنا منه ألف باء التنقيب والعمل الأثري في مواقع الأجداد».

بشير زهدي

أخيراً: يذكر أن "عدنان البني" من مواليد "حمص" عام 1926، وهو يحمل شهادة دكتوراه دولة في التاريخ من "جامعة القديس يوسف" في "لبنان"، ودكتوراه دولة في الآثار من "جامعة السوربون" في "فرنسا"، ودكتوراه فخرية في الآداب من جامعة "سان إتيان" في "فرنسا".

عمل مديراً للتنقيب والدراسات الأثرية، ومحاضراً في "كلية الآداب" بجامعة "دمشق"، وعضواً في مجلس إدارة الآثار، وفي عدد من الجمعيات العلمية، كما عمل مراسلاً في الأكاديمية "البريطانية"، وهو عضو جمعية "البحوث والدراسات" في هيئة تحرير مجلة "التراث العربي"، وله العديد من المؤلفات منها: "الفن التدمري"، "أبو لودور الدمشقي"، "علم الآثار"، "التنقيب الأثري"، "الكتابات الأثرية"، "المدخل إلى تاريخ الشرق القديم"، "المدخل إلى عالم الكتابات القديمة".