في اللقاء مع الأستاذ "عدنان كنفاني" لاتستطيع إلا أن تحترم هذا التواضع، وهذه الدماثة حيث تحتار من أين تبدأ وإلى أين ستنتهي.. وستجد نفسك منساقاً مع حواره العذب في عالم مؤلفاته، وذكرياته، وتجربته الغنية المؤلم منها والمفرح..

عدنان كنفاني. من مواليد يافا ـ فلسطين. مهندس ميكانيك. أديب وكاتب وصحفي. عضو اتحاد الكتّاب العرب. عضو اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين "فرع سورية" ومقرّر جمعية القصّة فيه.صدر له:

غسّان كنفاني، صفحات كانت مطويّة.. سيرة

حين يصدأ السلاح.. قصص

قبور الغرباء.. قصص

على هامش المزامير.. مجموعة قصص قصيرة (ومترجمة للإنكليزية)

بِدّو.. رواية "وهو اسم قرية فلسطينية تقع شمال غرب مدينة القدس"

أخاف أن يدركني الصباح.. قصص

رؤى.. قصص مشاركة مع مجموعة قاّصين

بروق.. قصص مشاركة مع مجموعة قاصّين

أطياف.. قصص مشاركة مع مجموعة قاصّين

مسرحيّة وطنية "مونودراما" بعنوان "شمّة زعوط"

رابعة.. رواية ـ الحرية 313 .. رواية ـ حبيبتي ما اسمها.. رواية

مجموعات قصصية وروايات وديوان شعر تحت الطبع

ويكتب أيضاً الشعر المقالة والدراسة والبحث

وينشر في الصحف والمجلاّت والدوريات المحليّة والعربية والأجنبية.

وفي لقائنا معه أردناه لقاءً عفوياً دون تعب الأسئلة الكبيرة والمداخلات المعقدة، لنستشف سعادته ، طموحه ، حبه ، أهله، أصدقاءه ، وطنه الذي يحب ...

ماذا يحلم لكتابه ، ولمستقبله ؟

ـ ما هو رأيك بالكتاب الذي اخترناه من مؤلفاتك لتقديمه على موقعنا eSyria ؟ وهل نسمع رأيك ببعض ظروف العمل في هذا الكتاب؟

ـ لقد تشرّفت بنشركم واحدة من مجموعاتي القصصية في موقعكم، وهي مجموعة (أخاف أن يدركني الصباح) وهي مجموعة قصص تتناول الهمّ العام الذي يثقل كواهلنا كأمّة تتعرّض لصنوف الظلم والاحتلال، وقد حاولت أن أخرج عن الرتم والسرد الكلاسيكي في الكتابة وهذا قيدني لأغوص في العمق الإنساني في قضايانا الكبيرة "الوطنية والاجتماعية" دون أن أغيب عن بوصلة الأمل وطرح ما أراه من حلول، وهذا شكل من أشكال الالتزام، وبطبيعة الحال أنا أعيش وسط مجتمع وأعتبر بأن من أهم مسؤوليات الكاتب أن يكون ضمير الناس والمعبّر عن أمانيهم، وعلى هذا المنوال أنسج كتاباتي.

ـ نسمع كثيراً عن معاناتكم ككتّاب حين تودون طبع كتبكم في دور النشر لدرجة أنكم تضطرون أحياناً لطبعه على حسابكم الخاص. ما هي الإشكالات التي تؤدي إلى مثل هذا الأمر عادةً؟ وكيف يكون رضاكم عن التوزيع في كلا الحالتين؟

ـ نعم هي مشكلة حقيقة تقف سدّاً أمام نشر نشاطاتنا الأدبية والإبداعية، وهذه المشكلة كما أتصوّر نتاج هبوط عام في كل حركة من حركات الحياة تقريباً ونتيجة لتخلي الناس ولأسباب كثيرة "أهمها كمّ من الهزائم على مستويات متعددة أرست في ضمائر الناس مشاعر الإحباط، وقسوة الوضع الاقتصادي، وغزوات الأقنية الفضائية والإعلام المرئي التي تسعى للإثارة والإسفاف" كل هذا ساهم بعدم الاهتمام بالنتاجات الأدبية الإبداعية، ولو استطاع أحدنا نشر كتاب فالمشكلة التالية هي في التوزيع، ومن المؤسف أن دور النشر بالعام تسعى وتتطلع فقط إلى الكسب دون الاهتمام بدورها المفترض لنشر الثقافة الجادّة، وهنا يجب أن يكون دور الدولة والمؤسسات الرسمية واجباً للدخول على الخط لتجاوز هذه المسالك الصعبة.

ـ جميعنا نتأثر بما نقرؤه، وكثيراً ما نلجأ إلى الكتابة حين يحرضنا هذا التأثير. ترى ما هو دور الكتاب الذي تقرؤه على فعل التأليف لديك؟

ـ يقولون إن قراءة مائة صفحة يمكن أن تنتج كتابة صفحة واحدة، وهذا يشير إلى أهمية القراءة لتزويد الأديب القارئ بمخزون معرفي ومواكبة الإطلاع على الجديد سواء بالأفكار أو الصور أو المفردات، وبالتالي مواكبة مسيرة الكتابة الإبداعية ومفاصل تطوّرها وحداثتها، ولكن يبقى موضوع اختيار نوعية القراءات هو المهم.

وبطبيعة الحال أنا أقرأ، وأعتقد أن القراءة بالعام تحرّض الأديب على الكتابة، وأعتقد أن أهم أسباب تدني مستوى الكتابة لدى كثير من الكتاب والمراوحة على خط واحد دون تحقيق التطوّر يرجع سببه إلى فقر في القراءة، وهذه مشكلة شبه عامّة علينا أن نفكر كيف ننشر ثقافة القراءة.

ـ في التجربة الحياتية للكاتب هناك الكثير من المؤثرات المحيطة به ( الأسرة-الأصدقاء-الحب- الموسيقا- الارتباط بالمكان....) حدثنا ولو باختصار عن دور هذه المؤثرات على تكوين النص الإبداعي؟

ـ إنها بكل طيوفها تشكّل أصل الشخصية لدى الكاتب أو أي كائن، فهو يتأثر ويؤثر وهذه طبيعة الحياة، فللأسرة دورها وكذلك الأصدقاء، والعلاقات العامّة والجمال وكل تفصيل ندور في دوائره في منظومة الحياة، أما الحب فهو التاج الذي يزيّن صفاتنا وأشكالنا وطرائق علاقاتنا بالآخر وبالكتابة والإبداع.

أما الارتباط بالمكان فهو قيمة الانتماء الأصيلة، وبالتالي فإن فقد المكان "كما في حالي كفلسطيني" أمر شديد القسوة، ولا يمكن لأحد أن يستطيع ملامسة شدّته إلا إذا عاش قسراً بعيداً عن أرضه وانتمائه ووطنه، وهذا الحال يفرض على المبدع أن يتكئ على الذاكرة، وهي ليست البديل لكنها المحرّض، وقد أصبحت الذاكرة، ذاكرة المكان، ثقافة تضاف إلى ثقافتنا ومستولداتها. وأنا في نسيج قضيّة فرضت ظروفها عليّ وعلى الجيل الانتفاء عن الوطن، فهل أستطيع أن أكون خارج هذه المنظومة.؟

ـ ماهي مشاريعك الجديدة؟

ـ صدر لي حديثاً ثلاث مجموعات قصصية هي على التوالي "خدر الروح عن اتحاد الكتاب العرب، وبئر الأرواح عن مؤسسة فلسطين للثقافة، والهالوك عن وزارة الثقافة. كما صدرت لي رواية الجثة ودائرة الرمل عن دار الهادي في بيروت" وكل ذلك في زمن قياسي أواخر 2007 وأوائل 2008، وأشتغل الآن على مجموعة قصصية جديدة، ورواية، وكل ذلك إلى جانب الكتابة اليومية الأدبية والسياسية "اللهم لا حسد.!"

ـ ككاتب بماذا تحلم لكتابك.؟ ولمستقبل الرواية والقصة القصيرة في سورية.؟

ـ أتمنى أن يصل صوتي إلى الناس وإلى أكبر قاعدة من الناس فهذه غاية لا يختلف عليها كاتبان، أما موضوع الكتابة في جنس النثر "الرواية والقصة" في سورية فهو بخير رغم سيل الكتب الهابطة، وأعتقد أن هذا هبوط عام لا يقتصر أمره على سورية فقط، ولكن لا بد أن أنوّه بأن في سورية عدد لا يستهان به من الكتاب والكاتبات واعدين ومبشرين وكبار، وأنا بكل الأحوال مطمئن إلى مستقبل الرواية والقصة في سورية، وسيبزغ نورها الساطع متى حققنا أول انتصار وطني وقومي يرفع عن كواهلنا أعباء كمّ كبير من الهزائم أربكت مشهدنا الثقافي.