حين تنتهي من قراءة أية رواية أو عمل للكاتب "حسن حميد" تتداخل الرؤى في عالمك، وتتمنى لو أنك تستطيع مشاركته في تفاصيل ماكتب لما يتركه في رأسك من تساؤلات، وحيرة، وتعلّق، و حين تدخل معه في حوار مباشر فإن الحديث لن ينتهي كما كنت تتوقع أيضاً لأنه سيشدّك إلى إجاباته تماماً كما فعل في كتابه .

حسن حميد من مواليد كراد البقارة(صفد-فلسطين) عام 1955،تلقى تعليمه في القنيطرة ودمشق، وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الاجازة في الفلسفة وعلم الاجتماع، ودبلوم الدراسات العليا ودبلوم التأهيل التربوي، ثم نال الاجازة في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية. عمل معلماً في دمشق، كما عمل في الصحافة الأدبية كأمين لتحرير في جريدة الأسبوع الأدبي.عضو جمعية القصة والرواية، ويعمل حاليا على تسليم رسالة دكتوراه بعنوان الثوابت والمتغيرات.

من مؤلفاته:

1-اثنا عشر برجاً لبرج البراجنة-قصص- دمشق 1983.

2-ممارسات زيد الغاثي المحروم- قصص- دمشق 1985.

3-زعفران والمداسات المعتمة- قصص- دمشق 1986.

4-دوي الموتى- قصص- دمشق 1987.

5-طار الحمام- قصص- دمشق 1988.

6-السواد أو الخروج من البقارة- رواية- دمشق 1988.

7-أحزان شاغال الساخنة- قصص- دمشق 1989.

8-قرنفل أحمر لأجلها- قصص- دمشق 1990.

9- مطر وأحزان وفراش ملون- قصص- دمشق 1992.

10-تعالي.. نطيّر أوراق الخريف- رواية- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1992.

11-هنالك.. قرب شجر الصفصاف- قصص- دمشق 1995- اتحادالكتاب العرب.

12- جسر بنات يعقوب- رواية - دمشق 1996- اتحاد الكتاب العرب

13- ألف ليلة وليلة - شهوة الكلام - شهوة الجسد - دراسة - دار ماجدة - اللاذقية -1996

14- حمى الكلام - قصص- دمشق 1998 - اتحاد الكتاب العرب

15- البقع الأرجوانية في الرواية الغربية- اتحاد الكتاب العرب- 1999.

-جميعنا نتأثر بما نقرؤه، وكثيراً مانلجأ إلى الكتابة حين يحرضنا هذا التأثير. ترى ماهو دور الكتاب الذي تقرؤه على فعل التأليف لديك؟

-أنا من الناس الذين لايتوقفون عن القراءة فأنا لاعمل لي سوى ذلك، قرأت لكتّاب وأدباء ومفكرين عرب وأجانب وتأثرت أدبياً بالشعر العربي حيث بدأت شاعراً، ثم تأثرت بمدونة السرد الروسية وقد أعجبت بأعلامها : تشيخوف، دوستويفسكي، غوغول، بوشكين، غوركي، وقرأت إدغار آلن بو، وكافكا، فهؤلاء هم أصدقائي . ومن العرب أحببت رشاد أبو شاور، زكريا تامر، يوسف إدريس، غالب هلسا، محمد المخزنجي، غسان كنفاني، كوليت خوري، غادة السمان فهؤلاء أصدقائي أيضاً.

-ماهو رأيك بالكتاب الذي اخترناه من مؤلفاتك لتقديمه على موقعنا eSyria ؟ وهل نسمع رأيك ببعض ظروف العمل في هذا الكتاب؟

أحسب أني غير قادر على الاجابة حين يتعلق الأمر بكتبي، ولكن بمقدوري القول إن كتابي الذي اختير لموقعكم "جسر بنات يعقوب" هو لعنة، لأن هذه الرواية حجبت أكثر من رواية وأكثر من عمل أدبي كتبته بعدها (الونّاس عطية) و (أنين القصب) . فكتابتي لهذه الرواية جاءت بعد أن عايشت سؤالاً ثقافياً رافقني طويلاً وهو : لماذا سمي جسر بنات يعقوب، وهو جسر واقع على نهر الأردن؟ وحين لم أجد جواباً لهذا السؤال في كتب التاريخ خطر ببالي أن أكتب رواية تجيب عن هذا السؤال العجيب! أخذت الرواية من عمري أكثر من ثماني سنوات حتى أنجزتها.

-نسمع كثيراً عن معاناتكم ككتّاب حين تودون طبع كتبكم في دور النشر لدرجة أنكم تضطرون أحياناً لطبعه على حسابكم الخاص. ماهي الاشكالات التي تؤدي إلى مثل هذا الأمر عادةً؟ وكيف يكون رضاكم عن التوزيع في كلا الحالتين؟

-معاناتي مع النشر ليست كبيرة، ولكنها تظل معاناة شبيهة بمعاناة الآخرين من رفاقي الأدباء والكتّاب. العلاقة بين الناشر والكاتب هي علاقة شائكة وغير آمنة، وغير ودودة، ولكن لابد من هذه العلاقة. وبالنسبة للتوزيع فهو سيء للأسف والمكافآت التي تعطى مقابل الجهد الابداعي قليلة إن لم تكن مخجلة.

أفتخر بأن كتبي نشرت في العديد من البلدان العربية مثل مصر، الأردن ، فلسطين (رام الله)، السعودية، تونس ...، وأن مؤلفاتي حظيت بترجمات إلى غير لغة عالمية.

-في التجربة الحياتية للكاتب هناك الكثير من المؤثرات المحيطة به ( الأسرة-الأصدقاء-الحب- الموسيقا- الارتباط بالمكان....) حدثنا ولو باختصار عن دور هذه المؤثرات على تكوين النص الابداعي؟

-في أثناء الكتابة أستمع للموسيقا العراقية الحزينة وبعض القطع الموسيقية الغربية (فيفالدي مثلاً). أنا أرى أن الموسيقا تحتاج إلى معرفة، وثقافة، وتدريب، وقد حاولت أن أعرف الموسيقى وأعلامها ولكن للأسف بعد فوات الأوان..

زوجتي وأولادي لهم الفضل لصبرهم عليّ، وتشجيعهم لي ومطالبتي بالجديد، ولولا تفهمهم ومحبتهم وحرصهم لما كتبت شيئاً ذي بال.

ويضيف: أنا من الناس المؤمنين بالعطش المعرفي والإيمان بالقضايا ليكون الابداع وتكون الكتابة. إن مايصل بالمبدع إلى إبداعه وغاياته وأحلامه شيء لايمكن تحديده أو تأطيره فقد يكون للأصدقاء دور لأنهم أهل محبة .. مرايا بهم أرى نفسي ومؤلفاتي. وقد يكون الحب لأنه أهم موضوعة صاغها الانسان، وأهم درب شقّه نحو معرفة الآخر. أما بالنسبة للمكان فلولا الأرض ولولا الوطن لما كتبت سوى رسائل العشق التي كان يطلبها الأصدقاء مني..

كل الابداع وكل الكتابة سببهما الوطن، والأرض، خصوصاً عندما يكون هذا الوطن مغتصباً أو مهدداً بالأخطار، والأرض فيه ساحة للتقاتل والحرب بدلاً من أن تكون حدائق وملاعب للأطفال وسواقي الماء..!

-على ماذا تعمل الآن، وهل لديك مشروع كتابي جديد ؟

-رواية جديدة عنوانها " الكراكي"

-ككاتب بماذا تحلم لكتابك.؟ ولمستقبل الرواية والقصة القصيرة في سورية ؟

  • أحلم بأن يأخذ مكتوبي حقه من الحضور لأنني لاأكتبه إلا (بالموت الأصغر). وأتمنى أن تأخذ الرواية والقصة القصيرة في سورية حقها من الحضور والجمال في المشهدين العربي والعالمي.