كما حافظت "معلولا" على لغة السيد المسيح الآرامية، تحافظ مع أهلها على موروثها الحضاري بأدق تفاصيله من عادات وتقاليد وثقافة وحرف وأعمال، وقد خطا "سركيس فاضل" خطوات تخصّه واستثمر في عمله برعي الغنم الذي ورثه عن آبائه وجده وبدأ بمشروع صناعة الألبان والأجبان من بلدته ومنها إلى محيطه من البلدات وكذلك "دمشق".

خلال زيارة مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 8 تموز 2020 إلى "معلولا" عرجت صعوداً حيث مقصد أغلب أهل البلدة للحصول على كل مشتقات الحليب، والتي دأب على تجهيزها وإعدادها "سركيس فاضل" فحدثنا عن عمله هذا وقال: «مع عودتنا برفقة الجيش إلى "معلولا" التي أُجبِرنا على تركها سابقاً خلال الحرب، عدت أنا وأخوتي إلى موروثنا في رعي الغنم، ورأينا أن نسعى خلف رزقنا ونوسّعه بصنع اللبن والجبنة و(القريش والشنكليس) في البيت مستعينين بوالدتي بما كسبته عن أهلها من طرق في ترويب الحليب وتصفيته، وكذلك أخذت عن أحد المعارف ممن جاؤوا إلى "القطيفة" من "حماة" طريقة صنع الجبنة المشللة، لأكون الوحيد في "معلولا" بإنتاجها، وكانت البداية بالحليب الذي تنتجه أغنامنا، وكانت بدايةً موفقةً فحققنا نجاحاً أكثر مما كنا نتوقع، وحضرت منتجاتنا على موائد أغلب أهل البلدة ونالت استحسانهم، لذا تجرأنا على التفكير بتوسيع نطاق عملنا، فاستقلينا بمكان خاص، وجلبنا المزيد من العمال، كما زدنا كمية الحليب الذي تنتجه 500 غنمة لدينا، حليب بقر نشتريه بعد فحص جودته من أهل البلدة ومن البلدات المحيطة بنا مثل "النبك" و"القطيفة" ليكون لنا يومياً العمل بما يقارب طن من الحليب، فكبر مشروعنا وازداد الإنتاج، ما استوجب توسيع دائرة التّوزيع، فأقدمنا على افتتاح فرعين في "دمشق" أولهما في "القشلة" والآخر في "باب شرقي"».

عدت من "لبنان" مع أولادي لأقيم في جيرة والدة "سركيس"، فالتقت حاجته لمن يساعده في مشروعه وسعيي في البحث عن عمل، في بداية الأمر لم يكن هناك الحماس الذي يدفع بي للعمل، إلا أنه وبعد مرور أسبوعين من ترددي على الورشة أفصحت عن رغبتي بالتعلم والعمل الحقيقي، فدخلت مضمار العمل الجاد وبعد فترة وجيزة أتقنت أصول ترويب الحليب وصناعة اللبن واللبنة وكذلك الجبنة والقريشة وأحببت العمل وأصبح مسؤوليتي، وواجب علي تجاه كل من قصدنا لنقدم له المنتج الشهي

وعن العمل بفرع "باب شرقي" تحدث إلينا "موسى فاضل" فقال: «بعد أن كبر مشروعنا وزاد الإنتاج، وفي عام 2014 جاء قرارنا أنا وأخوتي لتجربة فرصنا بتوزيع أجباننا وألباننا بمدينة "دمشق"، وعلى أساس هدفين واضحين، الأول توسيع استثمارنا، والثاني المحافظة على مبدئنا وهو (أن ما لا نرتضيه لأبنائنا لن نرتضيه للزبون لدينا)، فكانت مغامرة الحضور إلى "دمشق" رغم معرفة الصعوبات وذلك لانعدام معارفنا هنا، وكذلك انعدام معرفتنا بطبيعة السّوق، وكانت البداية من "القشلة"، وبكمية لم تتجاوز 150 كيلو غرام من الحليب ومشتقاته تصلنا يومياً طازجة، وكانت صراحتنا مع الزبائن مفتاحاً أساسياً وصحيحاً للحصول على ثقتهم، ذلك أنّنا لم نساوم على جودة إنتاجنا على حساب التّكلفة والسعر ولو كان ذلك سيكلفنا العودة والاكتفاء بالعمل ضمن بلدتنا، ولكننا تمكنا من تحقيق التّوازن وحافظنا عليه، فتوسع العمل وزادت دائرة التّوزيع ليكون لنا افتتاح محل ثانٍ في "باب شرقي"».

موسى فاضل

وعن تجربة عملها مع "سركيس فاضل" تحدثت "تالين سركيس" وقالت: «عدت من "لبنان" مع أولادي لأقيم في جيرة والدة "سركيس"، فالتقت حاجته لمن يساعده في مشروعه وسعيي في البحث عن عمل، في بداية الأمر لم يكن هناك الحماس الذي يدفع بي للعمل، إلا أنه وبعد مرور أسبوعين من ترددي على الورشة أفصحت عن رغبتي بالتعلم والعمل الحقيقي، فدخلت مضمار العمل الجاد وبعد فترة وجيزة أتقنت أصول ترويب الحليب وصناعة اللبن واللبنة وكذلك الجبنة والقريشة وأحببت العمل وأصبح مسؤوليتي، وواجب علي تجاه كل من قصدنا لنقدم له المنتج الشهي».

مطبخ صناعة الألبان والأجبان
تالين سركيس