خبرته الزراعية واطلاعه على التجارب في دول متعددة مكناه من إنشاء أوّل مزرعةٍ لدودة الأرض لإنتاج السماد العضوي في "سورية" "الفيرمي كومبوست" "Ver mi composting"، وبكميات اقتصادية تغني عن الأسمدة الكيميائية المضرّة للتربة ولصحة الإنسان بآنٍ واحد.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 13 حزيران 2020 مع المزارع "حسان خليفة" ليحدثنا عن مشروعه: «ظهرت فكرة المشروع عام 2006 عندما شاهدت على التلفاز برنامج يعرض تجربةً ألمانيةً عن كيفية الاستفادة من سماد الأحصنة مع دودة الأرض، فأعجبتني التجربة وبدأت بالبحث عبر الإنترنت عن الموضوع والاطلاع على التجارب المتنوعة بعدة دول، وفي عام 2007 بدأت مشروعي بتربية دودة الأرض في قرية "المليحة" بمحافظة "درعا"، وكانت البداية ناجحة وبدأت بإنتاج وبيع السماد العضوي بأربع صناديق صغيرة فقط ولكن بسبب اندلاع الحرب توقف المشروع، كما أنني طبقت المشروع في "العراق" بمزارع أصدقائي وحقق نجاحاً وانتشاراً، وفي عام 2017 توجهت إلى "دمشق" بإنتاج السماد العضوي من جديد بتربية دودة الأرض بكمية قليلة من الشرانق التي تكاثرت وأعطت كميات مضاعفة».

بدأت باستخدام السماد العضوي "الفيرمي كومبوست" منذ عدة أشهر وحصلت على كمية للتجربة من المزارع "حسان خليفة" وضعتها على أشجار التفاح والكرز والخوخ والدراق بالإضافة إلى المزروعات الورقية وكانت النتائج جيدة من حيث الاخضرار وإنتاج الثمار، بالإضافة إلى طعمها الصحي والمميز، كما أنني استخدمتها كمبيد للفطور والآفات الزراعية التي أصابت الأوراق فقمت بإذابتها ورش الورق فيها

وعن طريقة حياة الدودة تابع: «تأكل الدودة كل مادة متحللة فتمرُّ على معدتها وتعيدها إلى عناصرها الأولية، وتضيف إليها أنزيماتٍ وأحماضاً أمينيةً لتخرج من معدتها مادة "كاستنغ" ويمكن لدودة واحدة أن تعطي كل أسبوع شرنقة إلى شرنقتين وكل شرنقة يمكن أن تعطي عشرين دودة، وليست كل أنواع ديدان الأرض تنتج السماد العضوي وإنما هناك فقط أربعة أنواع يتم استخدامها لإنتاج "الفيرمي كومبوست" وهي: دود "الريد "، "يجلر"، "التايجر"، ودود "الزاحف الأفريقي"، كما أنّها تحتاج إلى بيئةٍ رطبةٍ وحرارةٍ مناسبةٍ تتراوح بين خمس عشرة إلى عشرين درجة لتعطي أفضل النتائج، ومياه عذبة ليرطب بها البيئة التي تعيش فيها، ويمكن أن تتضاعف أعداد الديدان ستين ضعفاً فالكيلو غرام يصبح ستين كيلوغراماً، وبالتالي يمكن أن يتضاعف دخل المشروع باستمرار فإنتاج سماد "الفيرمي كومبوست" يتناسب مع كتلة الديدان الموجودة، فإذا أعطيت الدودة الظروف المثالية من درجة حرارة ورطوبة، إضافة إلى الغذاء المناسب لها فستعطي نصف وزنها يومياً من السماد العضوي، وحين تضاف إلى التربة تقوم بتحليلها وطحنها وتعيدها إلى عناصرها الأساسية وتسهّل امتصاص النبات لحاجته منها لتعطي الغذاء المناسب للنبات، كما أنّ هناك عدة طرق لإنتاج الدود كطريقة الصناديق والطريقة الرأسية (العمودية) وطريقة المساحة الممتدة والمفتوحة وطريقة الأكوام، ويستطيع المزارع أن يختار منها ما يناسب إمكانياته للبدء بمشروعه الخاص».

من مشروعه لإنتاج السماد العضوي من الديدان

وأضاف: «إن سماد "الفيرمي كومبوست" العضوي هو سماد تراكمي فحين نضيفه إلى التربة لأربع سنوات متتالية، فلن نكون بحاجة إلى إضافة السماد في السنة الخامسة لأن التربة تكون قد امتلأت بالأحياء الدقيقة، فالسماد العضوي ذو تأثير تراكمي ولا يضر بالتربة أبداً كالأسمدة الكيميائية فضررها أكبر من نفعها بالرغم من أنها تعطي إنتاجاً جيداً في السنة الأولى والثانية والثالثة لكنها في السنة الرابعة لن تكون مفيدة لأن التربة ومع مرور الوقت ستكون بحاجة إلى كميات أكبر من السماد إلى الحد الذي يضر بالتربة وبالمزروعات وبالتالي بحجم وجودة الإنتاج الزراعي، كما أنه حين تكثر كمية الدود يمكن أن نجففه ونسحقه ونخلطه مع علف الدواجن والأسماك ما يزيد الإنتاجية والنوعية».

وفي حديث مع مدير المشروع والمسؤول عن التسويق "محمد الحفار" قال: «يعدُّ المشروع خطوةً مهمةً للنهوض بالاقتصاد السوري والاكتفاء الذاتي من الأسمدة العضوية كبديل عن الأسمدة المستوردة من الخارج في ظل الحصار الاقتصادي لـ"سورية"، بالإضافة إلى أهميته للأراضي لرفع خصوبة التربة، فهي تعطي سماداً يشجع على النمو والإنتاج ويقاوم الآفات الزراعية والفطريات.

المزارع "حسان خليفة"

بدأنا بالتسويق للسماد بتوزيع عينات مجانية للمزارعين للتعريف بالمنتج وبعد عدة أشهر بدأنا بالبيع الفعلي بعد تجربة المنتج من قبل العديد من المزارعين الذين عادوا واشتروا بعد أن حقق الفائدة لمزروعاتهم، ثم بدأنا بطرح المنتج عبر الإنترنت».

وفي حديث مع المزارع "عثمان الخطيب" قال: «بدأت باستخدام السماد العضوي "الفيرمي كومبوست" منذ عدة أشهر وحصلت على كمية للتجربة من المزارع "حسان خليفة" وضعتها على أشجار التفاح والكرز والخوخ والدراق بالإضافة إلى المزروعات الورقية وكانت النتائج جيدة من حيث الاخضرار وإنتاج الثمار، بالإضافة إلى طعمها الصحي والمميز، كما أنني استخدمتها كمبيد للفطور والآفات الزراعية التي أصابت الأوراق فقمت بإذابتها ورش الورق فيها».

دودة الأرض

الجدير بالذكر أنّ "حسان خليفة" من مواليد "درعا "عام 1956 مقيم ويعمل في "دمشق".