بيدٍ تنسجُ الفرحَ أملاً بمستقبلٍ أفضل، وبرغبةٍ كبيرةٍ في العطاء وتقديمِ يد العون لكلّ سيدةٍ وصبيةٍ لتعلمِ حرفةِ "الكروشيه" مجاناً، أقامت الحرفيةُ "ميادة عيزوقي" مشروعَها لنشرِ حرفةِ الجدات وتعليمها للأجيالِ بهدفِ مساعدتهم في بناءِ مشاريعهن الخاصة.

مدوّنةُ وطن"eSyria" التقت الحرفيةَ "ميادة عيزوقي" أثناء مشاركتها بمعرض "الفصول الأربعة" لمشروع "شغل الإيد" في "مشروع دمر" بتاريخ 14 أيلول 2019، لتحدثنا عن موهبتها بحرفة الكروشيه: «يعدُّ الكروشيه فناً نسائياً قديماً يعتمد على خفة الأصابع والقدرة على الإبداع والتفنن والابتكار، فالكروشيه هو أحد أرقى أشكال الفنون اليدوية التي كانت ولا تزال تتمتع بأهمية كبيرة منذ القدم وحتى يومنا هذا لارتباطه بالتراث الشعبي الذي تعلمناه من أمهاتنا وجداتنا ونسعى لتعليمه للأجيال القادمة، إضافة إلى أنّه يعدّ مصدراً لكسب المال وخاصة للسيدات الهواة اللواتي أتقن هذه الحرفة، وهو يعكس قدرة المرأة على الصبر وطول النفس والتركيز، فهو يصنع من الخيوط المختلفة الملمس واللون والتي يتمّ نسجها بواسطة إبرة تدعى (صنارة)، ويعدّ من الفنون التقليدية التي تستخدمها النساء السوريات في المدن والأرياف منذ القديم وحتى يومنا هذا، فلم يكن يخلو بيت من مشغولات يدوية من الكروشيه التي روت حكايات وذكريات قديمة بطرائق مبتكرة وراقية».

"ميادة عيزوقي" من المشاركات معنا بمعرض "الفصول الأربعة" أتت من مدينة "طرطوس" للمشاركة بالمعرض؛ وخصوصاً أنّ المعرض يهدف لإحياء الحرف التقليدية التراثية القديمة التي تمتلك بعداً تاريخياً عريقاً، وبالنسبة لها فهي تقدم مشغولات من الكروشيه منسوجة بشكل يدوي وذات جودة عالية، وهذا لأنّها تمكنت من مقومات وأساليب العمل وأتقنتها، كما أنّها تقدم أعمالاً جميلة وتعتني بأدق تفاصيلها، وهو ما يعني أنّها تحب حرفتها وتوليها أكبر الاهتمام، وتمنحها الوقت الكافي في ظل زحمة الأعمال ضمن هذه الظروف الصعبة، بالإضافة إلى أنّ أعمالها امتلكت عراقة الماضي وأصالة الحاضر، وخصوصاً أنّها مشغولة بطريقة عصرية وراقية جذبت انتباه زوّار المعرض

وتابعت: «رافقتني هذه الحرفة منذ الصغر وكانت مجرد هواية لملء أوقات فراغي، ولكن بسبب سنوات الأزمة والحرب التي تعرضت لها بلدنا حاولت تحسين وضعي المعيشي فأنا معلمة وأم لسبع بنات إحداهن استشهدت خلال هذه السنوات فبدأت بمشروع صغير يشغل وقتي وينسيني حزني وألمي على ابنتي من جهة، ويدرّ عليّ قدراً من المال من جهة أخرى، فبدأت بخطوة البيع لأعمالي من الكروشيه كـ(الطواقي واللحشات والشالات) عبر الإنترنت ومن خلال مشاركاتي بالمعارض في العديد من المحافظات، ولتطوير مهاراتي بالحرفة اعتمدت على الإنترنت لمتابعة كل جديد في عالم الكروشيه وامتلاك مهارات جديدة مكنتني من ابتكار تصاميم جديدة ومختلفة بطريقة عصرية وراقية لاقت الإقبال والإعجاب، فالكروشيه فنٌّ خالصٌ تتطلب حياكته الكثير من المهارة والحسّ الفني، وهو ما يعطي للعمل جمالاً لا يضاهى».

بعض مشغولاتها بالكروشيه

وأضافت: «لحرفة الكروشيه تاريخ عريق يعود إلى مئات السنين، وهي تمكن النساء من الإبداع وتنمية مواهبهن وصقلها، إضافة إلى رفع مستواهن المعيشي، فهي صنعة راقية وممتعة، ومن ناحية أخرى هي مهنة سهلة التعلم لكنها تحتاج إلى الصبر والممارسة، لذلك بهدف الحفاظ على حرفة الجدات ونشرها، أقمت مشروعي المجاني لتعليم كل صبية وسيدة ترغب بتعلم الكروشيه بدورة مفتوحة المدة لإقامة مشروعها الخاص الذي يكون سنداً لها في المستقبل ومصدراً لرزقها من جهة ولملء أوقات فراغهن من ناحية أخرى، كما بدأت بتدريب عدد جيد منهن لأنّني أقتنع بأنّ الحرفة والمهارة الفنية إذا انتشرت ساعدت على تحسين الذوق وساهمت بخلق مجالات للعمل، كما أنني قمت بتوزيع (طواقي) من الصوف من عمل يدي لجميع الأطفال المصابين بمرض سرطان الأطفال في مشفى "البيروني" على روح ابنتي الشهيدة».

الدكتورة "سحر البصير" مديرة سوق "الفصول الأربعة" لمشروع "شغل الإيد" حدثتنا عنها: «"ميادة عيزوقي" من المشاركات معنا بمعرض "الفصول الأربعة" أتت من مدينة "طرطوس" للمشاركة بالمعرض؛ وخصوصاً أنّ المعرض يهدف لإحياء الحرف التقليدية التراثية القديمة التي تمتلك بعداً تاريخياً عريقاً، وبالنسبة لها فهي تقدم مشغولات من الكروشيه منسوجة بشكل يدوي وذات جودة عالية، وهذا لأنّها تمكنت من مقومات وأساليب العمل وأتقنتها، كما أنّها تقدم أعمالاً جميلة وتعتني بأدق تفاصيلها، وهو ما يعني أنّها تحب حرفتها وتوليها أكبر الاهتمام، وتمنحها الوقت الكافي في ظل زحمة الأعمال ضمن هذه الظروف الصعبة، بالإضافة إلى أنّ أعمالها امتلكت عراقة الماضي وأصالة الحاضر، وخصوصاً أنّها مشغولة بطريقة عصرية وراقية جذبت انتباه زوّار المعرض».

من أعمالها

جدير بالذكر أنّ "ميادة عيزوقي" مواليد مدينة "طرطوس" 1965، شاركت بالعديد من المعارض منها: "ملتقى البيادر الثقافي"، وعدة بازارات في "طرطوس" وبمعارض اتحاد الحرفيين في المعرض التراثي وعدة معارض في "دمشق".

دمج الخشب مع خيوط الكروشيه